اشتهر العديد من العلماء بغرابة أطوارهم، ولكن ربما ساعدهم ذلك على ملاحقة الأفكار الغريبة التي لا يؤمن بها أحد غيرهم، الكثير من العلماء امتلكوا شخصيات غريبة، بينما كان بعضهم الآخر متعددي الثقافة، لكنهم لم يستطيعوا تفهم الحدود العقلية للأشخاص الآخرين.
وقليل منهم بذلوا جهودًا استثنائية في سعيهم للوصول للمعرفة، وكانت النتائج مروعة و مضحكة بآن واحد.
فيما يلي بعض الحكايات والحقائق عن بعض من أشهر العلماء و الرياضيين:
– “فيثاغورث”:
لا يمكن لأحد أن ينسى ما قدمه “فيثاغورث” لعلم الرياضيات، وخصوصًا نظريته المشهورة، لكن بعضًا من أفكاره لم تصمد أمام اختبار الزمن، فعلى سبيل المثال اعتنق “فيثاغورث” الفلسفة النباتية، لكن أحد مبادئها كان الامتناع الكلي عن لمس و أكل الفوصولياء .
وتقول بعض الأساطير أن الفاصولياء كانت سببًا في وفاة “فيثاغورث”، فأثناء هربه من بعض الأعداء الذين كانوا يطاردونه وصل إلى حقل من الفاصولياء، حيث يزعم أنه فضل الموت على دخول الحقل، فقضى عليه مطاردوه فورًا، ولطن لا تظهر السجلات التاريخية سببًا واضحًا لهذا الهجوم على “فيثاغورث”.- “تايكو براهي”:
عاش عالم الفلك الدانماركي “تايكو براهي “في القرن السادس عشر، وكان أحد النبلاء، وقد تميزت حياته و وفاته بالغرابة، وخسر “تايكو” أنفه، بسبب مبارزة في الجامعة، واضطر لوضع أنف صناعي من المعدن لبقية حياته.
وكان محبًا للحفلات وغالبًا ما دعي أصدقائه للجزيرة التي كان يملكها للقيام بالمغامرات البرية، إضافة لذلك كان يعرض للناس أحد الرجال القصيري القامة الذي كان يعمل عنده كمهرج بلاط و يبقى جالسًا دومًا تحت مائدة الطعام حيث يطعمه “تايكو” بقايا الطعام.
ولكن حب “تابكو” للحفلات كان سببًا في موته، ففي إحدى المأدبات في براغ أصر “تايكو” على البقاء جالسًا أمام مائدة الطعام، بينما كان يحتاج للتبول، لأنه اعتبر أن ترك المائدة يعتبر خرقًا لقواعد الآداب، ونتيجة لذلك أصيب بمرض في الكلية وانفجرت مثانته بعد ذلك بـ 11 يومًا سنة 1601.- “نيكولا تسلا”:
أحد الأبطال المجهولين في مجال العلم، سافر من صربيا إلى الولايات المتحدة، وعمل لدى “توماس إديسون”، وحقق تقدمًا كبيرًا في مجالات الراديو والروبوتات والكهرباء حتى أن “إديسون” أخذ منه شرف بعض هذه الإنجازات، و”تسلا” هو المخترع الحقيقي للمصباح الكهربائي و ليس “إديسون”.
ومن المحتمل أن هذا العالم العظيم كان مصابًا باضطراب الوسواس القهري ” obsessive compulsive disorder OCD” “، فقد كان يرفض أن يلمس أي شيء حتى لو كان متسخًا بشكل طفيف، الشعر، الأقراط المصنوعة من اللؤلؤ أو أي شيء مدور..
وإضافة لذلك فقد أصبح مهووسًا بالرقم 3 ـ فقد كان يدور حول أي مبنى ثلاثة مرات قبل أن يدخله، و خلال كل وجبة كان يستخدم 18 منديلصا بالضبط لمسح الأواني حتى تلمع.- “فيرنر هايزنبرغ”:
يعتبر “فيرنر هايزنبرغ” أحد أبرع علماء الفيزياء النظرية، ففي عام 1927 طور العالم الألماني مجموعة معادلات في مجال الفيزياء الكمومية سميت بمبدأ الشك “مبدأ الشك لهايزنبرغ”، و هي عبارة عن مجموعة من القواعد التي تصف سلوك الجسيمات التحت ذرية.
ومع كل ذلك فقد كان قريبًا من الفشل في امتحان الدكتوراه، لأنه كان تقريبًا لا يعرف شيئًا عن التقنيات التجريبية، وعندما سأله أحد الأساتذة المشككين خلال مناقشة أطروحته عن طريقة عمل البطارية، لم يتمكن من الإجابة عن سؤاله فلم يكن لديه أدنى فكرة عن طريقة عملها.- “روبرت أوبنهايمر”:
كان “روبرت أوبنهايمر” متعدد جوانب الثقافة ويستطيع التحدث بثمانية لغات بطلاقة، وله الكثير من الاهتمامات الأخرى غير العلوم الفيزيائية كالشعر وعلم اللغة و الفلسفة، نتيجة لذلك فقد وجد “أوبنهايمر” صعوبة في بعض الأحيان في تفهم محدودية بعض الناس.
وعلى سبيل المثال طلب “أوبنهايمر” من أحد زملائه في جامعة “بيركلي” في كاليفورنيا تجهيز محاضرة له، من المفترض أنها مهمة بسيطة لأن كل شيء كان موجودًا في كتاب أعطاه “أوبنهايمر” لزميله، لكن “ليو نيدلسكي” زميل “أوبنهايمر” ما لبث أن رجع مربكًا فقد كان الكتاب باللغة الهولندية، لكن جواب “أوبنهايمر” كان أن اللغة الهولندية سهلة.- “بكمنستر فولر”:
اشتهر المهندس المعماري والعالم “بكمنستر فولر” ببنائه للقبة الجيوديسية وتصوراته المستقبلية للمدن التي تشبه مدن الخيال العلمي و بنائه لسيارة تسمى ” Dymaxion “سنة 1930.
وكان “فولر” غريب الأطوار قليلًا فقد أشتهر بأنه يلبس ثلاثة ساعات في يده ليعرف الوقت في مناطق زمنية مختلفة خلال سفره كما قضى سنوات لا ينام فيها أكثر من ساعتين في الليل.
وكذلك أمضى هذا العبقري الكثير من الوقت في تأريخ حياته من 1915 حتى وفاته في 1983، احتفظ “فولر ” بيوميات مفصلة عن الأحداث اليومية، وكان يسجل الأحداث كل 15 دقيقة، والنتيجة كانت مجموعة من المجلدات بارتفاع 82 مترًا، توجد الآن في جامعة ستانفورد.- “بول اردوس”:
كان “بول اردوس” واضع نظريات في الأعداد، وكرس نفسه لعلمه حتى أنه لم يتزوج و لم يمتلك سوى حقيبة سفر، فغالبًا ما كان يقضي الليل عند زملائه فيعمل يومًا أو يومين ثم ينصرف.
وفي سنواته التالية أصبح يسرف بشرب القهوة وتناول حبوب الكافيين والأمفيتامينات ليبقى مستيقظًا وهو يعمل على نظرياته الرياضية لمدة 19 أو 20 ساعة في اليوم.
وأثمر إخلاصه لعمله فقد نشر حوالي ” 1500 ” بحث رياضي، كما تم إنشاء فكرة عن عدد” اردوس” من قبل أصدقاء عالم الرياضيات باعتباره واحدًا من أبزر المؤلفين للأوراق البحثية الرياضية في العصر الحديث وهو يصف “المسافة التعاونية” بين الشخص وعالم الرياضيات “بول اردوس”، مقاسًا لتأليف أوراق بحثية في اختصاص الرياضيات.- “ريتشارد فاينمان”.
هو أحد أكثر الفيزيائين إنتاجًا وشهرة في القرن العشرين، شارك في مشروع “مانهاتن السري” الأمريكي لبناء القنيلة الذرية، كان هذا الفيزيائي كثير المزاح وعامل إزعاج في بعض الأحيان، كان يقضي أوقات فراغه أثناء عمله في مشروع “مانهاتن” في فتح الأقفال والخزائن، ليظهر السهولة التي يمكن بها اختراق الأنظمة الأمنية.
وأثناء تطويره لنظرية “الديناميكا الكهربائية الكمومية” التي حصل على جائزة نوبل من خلالها، أصبح خبيرًا بلغة المايا، وتعلم الغناء بطريقة التوفان المنغولية، وتمكن من تفسير سبب انفجار السفينة الفضائية ” Chalenger”.- “أوليفر هيفسايد”:
طور عالم الرياضيات و المهندس الكهربائي “أوليفر هيفسايد” طرقًا رياضية معقدة لتحليل الدائرات الكهربائية، لكن قيل عن هذا العبقري الذي تعلم ذاتيًا أنه غريب الأطوار من الدرجة الأولى.وكان أثاث منزله عبارة عن كتل كبيرة من الغرانيت، وكان يقوم بطلاء أظافره باللون الزهري الفاقع، كما قضى أيامًا وهو يشرب الحليب فقط ، وعانى من ” hypergraphia” و هي حالة دماغية تؤدي لرغبة شديدة في الكتابة.