:بغداد تناديني.
أيّها العرب أنا بغداد أنادي
فاسمعوا هل من يجيب ندائي؟
أصرخ بالبكاء في واسع الثرى
فتسمعوا صوتي وتحسبوه غنائي
أنا بغداد والرشيد رشيدي
والأرض أرضي والسماء سمائي
أنا بغداد الحسن فاتنة الزمان
أشرقت على الأرض بحلتي وبهائي
أنا العز بين جوانحي والأصل والنسب
أيرجع لي الاسود بعد طول تناءي؟
أين السيوف البيض في سوح الوغى؟
أين الخيول الغر في البيداء؟
تتر هولاكو عادوا من جديد
ودوى فحيح الحية الرقطاء
ذبحوني من الوريد الى الوريد
واختفى قمري في ليلة ظلماء
ياعرب ياأهل الوفا هبوا
لنجدتي فتروني أمزق الاشلاء
وقفت لكل أهل الأرض بعزتي
وشموخي أهكذا يكون جزائي؟!
أتتركون بغداد العروس بوحدة
ووحوش كاسحات ينهشون أجزائي؟!
أتروني بأم العيون عارية أنا؟
وعلى كتفي غيري يلف ردائي؟
أتحرموني دواء في أوج مصيبتي؟!
وأبكى وحيدة من عظيم الداء
توافدت عليه كل جيوش الأرض
وتواردت على المدى كثرة الأسماء
هجموا بكل ثقلهم وتكالبوا
سحقوا ضحكة طفلي وهدوا بنائي
ألا من منجد أسثغيث أنا ؟
أين الشهامة وغيرة الأبناء؟!
أتداوون جروحي بكلام وحديث ؟!
وتطفئون كل حرائقي بالماء؟!
كنت لكم في اليسر خير رفيقة
فأين أنتم مني في الضراء؟!
أيبتسم القدر لبغداد الحزينة ؟
وأستريح وأهدأ بعد طول عنائي؟
أبتغي العودة في مولد امة
رسولها المصطفى خير الانبياء