اسعد الله اوقاتكم احبتي ..
قبل لحضات بينما كنت اتصفح في صفحة الكاتبة احلام مستغانمي على فيس بوك ..
شدني جداً ما نقلته عن بعض الرسائل الادبية التي تردها من جمهورها العربي
فكان من اخرهما رسالة من فتاة عراقية جسدت المرأة العربية واجابها شاب جزائري جسد الرجل العربي
قد يطول الكلام فيهما ولكن اعدكم بانكم لن تهدروا وقتكم في قراءتها علَّها تحدث تغييراً بسيطا في نفوس قرائها ..
(( من رسائلكم المؤثرة هذا "النص الأدبي " لقارئة لم توقّعه باسمها كاملاً ، لأنها تقيم حيث الكلمات شبهة ، وحيث " يخاف الناس حتى من الوقوع في حب الموتى " . هند تتماهى في هذه الرسالة مع بطلة روايتي " فوضى الحواس " . . ولها قلم من الصدق حدّ تجميل الألم . .
هند
لما قرأتك تُهت من نفسي في امرأة أخرى !
لا أدري لماذا أتشبّع بعدك بالنهايات ذاتها ؛ مع أني لم أكن ضمن البدايات أبداً ! أبدأ معك قارئة ، وأنتهي صاحبة قضية ، أتقمصك كاتبة وأنثى وباحثة عن (هو) . ثم عاشقة له بين شغف الأسئلة وهلامية الإجابات أعيش فراغك وأحترق بثوراتك وأزدحم بفوضاك وأتبنى دهشتك وتناقضاتك .. على غير عادتي أجدني أفتح خزانة ثيابي باحثة بالتحديد عن ثوب أسود بأزرار ذهبية تمتد على طول الخط الأمامي ، أتناول الثوب الأقرب لثوبك ذاته وأسمع (هو ) يهمس في أذني : "الأسود يليق بك "، أجرب عطراً رجالياً حتى لو كان بدون ذاكرة ، أسبح من خلاله في ذاكرتك أنت !! أفكر جدياً في اقتناء دفتر أسود أستبدل به لوحة المفاتيح لأستطيع التسلل إلى بطلك من خلال مساحة البياض ، مع أن الدفتر الوحيد الذي اشتريته للكتابة في حياتي كان وردي اللون ، ثم أني سكبت عليه من السواد ما غير هويته وأوقعه في تناقض عجيب .. وفيما عدا ذلك فأنا أكتب على أوراق لا تنتمي لبعضها ولا يشبهني أي منها قد تكون مقتصة من دفتر يتلوى فيه القدم ، وقد تكون وصفة طبية مقلوبة ، وقد تكون علبة محارم ورقية يتضخم الحبر عليها بشكل ينهي شهيتي للكتابة بعد بضعة سطور .
أختبر حواسي فيما إذا كانت فوضاك تسربت لها أم لا !!؟ فأجدني أبحث في نافذتي عن ملمس للصبح ، أرهف سمعي لما يقوله عطر ؟ أتفقد في فمي طعم أغنية أرسلها لي مساء ما .. لا أدري لماذا أعيش فوضاك وعندي من الفوضى ما لم يكتف بالعبث بحواسي فقط بل عبث بكياني كله ؟ لا أدري لماذا أظل أتذوق نكهة حزنك ، ولأحزاني نكهات تحير ذائقة الكون ؟ رفقاً بي أحلام .. فأنا قارئة من جهة أخرى .. من هناك .. حيث يسمح للنساء بالقراءة تسامحاً معهن فقط بشرط ألا يتجاوزنها إلى الحلم . أنا من هناك حيث يساق فكر النساء كما تساق أقدامهن ! حيث تطمر إنسانيتهن خلف الحجب والكنى حيث تقنن عواطفهن وتُسيّس توجهاتهن . حيث الحب رذيلة والبحث عنه جريمة ، فضلاً عن كون إيجاده معجزة !
ماذا عساني فاعلة بقلبي لو صادفت بطلك ينتظرني على أحد مقاعد واقعي المرير ؟! لو استسلمت لرائحة ذاكرة أخرجتني عن دفتي الكتاب ؟! لو تشجع خيالي قليلاً وخطا خطوة إلى الحقيقة ؟!
لا تدرين كم أنت محظوظة لأنك توجدين أبطالك ، ثم تحبينهم ثم تقتلينهم في قصصك ..
لأننا –هناك- حيث أعيش ؛ نخاف حتى من الوقوع في حب الموتى
___________________________________
قبل يومين نشرت رسالة لصبية من العراق ، وقّعت رسالتها باسم هند ،تشكو فيها المعاناة الاجتماعية والعاطفية للفتيات في العالم العربي . لقيت صدىً كبيرا لديكم . هنا الرد من شاب جزائري ، حصد تعليقه 25 إعجاب ،لعلّه يستحق إعادة النشر . Toufik CASTEL
سيدتي المحترمة أحلام،
لا أعلم إن كانت رسالتي ستصلك وسط هذه الرسائل، رغم أنّ الفكرة لطالما راودتني، إنّ رسالتي ليست بمستوى تعبير هند ولكن أرجو أن تلقى الاهتمام عندك.
سيدة أحلام ارشديني.
إنّ هند وإن أبدعت في وصف أحاسيسها، و حرّكت مشاعرك وأنت صاحبة الذوق ، فهي قد تحدّثت بلسان كلّ امرأة في هذا الوطن الذي يعرف الكبت بكلّ أنواعه.
بكلّ صراحة أنا مواطن بسيط من هذا المجتمع. حياتي بسيطة رغم أنّ طموحاتي كانت أكبر.
إن مثل هذه الرسائل تصيبني بمشكل في الهوية. سيّدتي ، اليوم لا أعلم إن كنتُ حقًّا أنتمي إلى هذا الوطن، أم ماذا؟
إنّي يا سيّدتي أحد أبطال قصصك حسب كلام المحترمة هند. أنا و كثيرٌ من أبناء هذا الوطن.
نعم سيدتي هي فوضى الحواس.
تكلّمت هند عن الحبّ ، وهو خطٌّ أحمر عندنا.
نعم أنا الرّجل الشرقيّ. إنّها خصالٌ ليست وليدة اليوم ، ولكنّها مغروسة فينا منذ آلاف السنين، هي هويّتنا، هكذا نحن . المرأة عندنا مصونة ، وهي ملكة بيوتنا هي أمّنا.. هي أختنا.. هي بنتنا.. هي كلّ شيء عندنا. هي مرتبطة بشرفنا.
بعدما كان الاستعمار يستعمل الوسائل الكلاسيكية لقمعنا ، ها هو اليوم يستعمر عقولنا. اليوم هو موجود ببيوتنا، إنّ هند اليوم تتكلّم نيابة عن أفكارنا. لقد سلبوا هويّتنا سيّدة أحلام .
سيّدة أحلام اليوم نحن مشبعون بثقافات لا تنتمي لثقافتنا.
اليوم نحن نُتابع قصصاً لأفلام البطل فيها يحبّ فتاة قد تكون أ ، أو ، ب ، أو ، ج ، أو د. المهم توّفر فيها شرط الجمال ، لتعيش معه شغفاً غربيًّا في قصّة يكون كلّ شيء فيها مباحاً للحصول على المتعة. كفيلم " تيتانيك " الذي تركت فيه البطلة خطيبها من أجل رجل ذنبه في الفيلم أنّه ليس أشقر.
أو مصيبة الأفلام التركيّة التي دمرت بيوتنا ، في قصص تعيش فيه البطلة علاقة محرّمة مع حبيبها لتنجب ثمرة حرام ، وتتفاعل أخواتنا ، و بناتنا ، و أمّهاتنا مع البطلة في ثقافة البوي فريند، مسلسلات " كالعشق الممنوع " ، أو " رياح العشق " أو " سنوات الضياع "!!
إنّها قصص أصبحت واقعاً عندنا . الحبّ أعمق ممّا يروّج لنا في هذه الأفلام. إنّ المرأة الجزائريّة عند مشاهدتها هذا الكم من الحبّ ، و بعودة زوجها البسيط من العمل ، قد يكون بنّاءً أو نجّاراً ، يكون هناك لا ارادياً مقارنة مع أبطال لا يعيشون حياتهم بمثل أفلام مصوّرة من طرف خبراء ، هل هذا عدل. حتى هؤلاء الابطال ك " مهند " أو " عمّار " لا يعيشون حياتهم بمثل أفلامهم.
إنّه ليس عدلاً.
عذراً هند.
عذراً أيّتها المرأة الجزائريّة.
عذراً أيّها الحبّ.. قف هنا الجزائر.
سيدة أحلام نحن كمواطنين بسطاء من يرشدنا ؟
إنّ لكلّ مجتمع مرشديه ، فمن مرشدنا ؟
من يُجيب هند على أسئلتها ، و من يستمع لآهاتها ؟
نحن خارج البيت نكدح ، فمن يرعاها لنا ؟
هل هي الضحية ؟ام نحن ؟ ام كلانا؟
إنّنا نعاني مشكلا في الانتماء ، فلأيّ ثقافة ننتمي وسط هذه الثقافات ؟
هي اسئلة كثيرة سيدة احلام ......