قصة قصيرة
بعنوان
عنق الزجاجة
فقدت توازني ، كدت أسقط ، في نفس الوقت ، فكرت في تلك الحكمة التي تقول إن الذي ينظر لإلى أعلى يتعب ، (( متى بدأت أتعلم الحكمة وأحفظها أيظا ؟..)) ابتسمت ربما كنت أسخر من نفسي ، فكرت كذلك في ... لا ، لا شيء ، لا شيء لم أفكر في أي سيء كنت أريد فقط أن أقول بأنني قد واصلت سيري ، التفت دون أن أتوقف عن السير ، كنت أريد بدون شك أن أتأكد من شيء ما ، أدخلت يدي إلى جيبي وأخرجتها ، كنت أتسلى فقط ،
الساعة ثامنة ليلا
أو ربما التاسعة
بكل صراحة لا أعرف
وقفت فوق الرصيف ، انتظرت خلو الطريق ، أحسست في تلك الأثناء على الخصوص بأنني أقصر في فهم العديد من الأشياء ، لم أعر لذلك أي اهتمام ، عبرت الطريق مع انسيارة كانت قادمة في اتجاهي ، اسرعت الخطو ، قفزت فوق الرصيف الآخر ، في نفس اللحظة مرت تلك السيارة وهي تزملا بحدة ، المظحك في هذا كله هو أنني حين كنت أقترب من الشارع الذي أقظنه ، اصطدمت قدمي بعنق الزجاجة ، أخدت أبحث عن موضعه ، لم أتوصل إلى رؤيته بعد ، الأكيد هو أنه أمامي ، لقد قذفته بقدمي من غير أن أقصد ، إنه على بعد خطوات قليلة ، كما أنني لا استبعد أن أقذفه مرة ثانية بدون قصد مني أيظا ، استمررت أمشي ، كان اهتمامي قد انصرف كليا عن عنق الزجاجة ، لكن ، اف ، إنه لا بد لي أن أصعد السلم ، وأوقف لحظات أمام الباب وأدخل يدي إلى جيبي وأخرج المفتاح ، إنه لا بد لي كذلك أن أرفع يدي وأمدها نحو ثقب الباب وأدير المفتاح في الثقب ـأجل ، نعم ، دالك ما قمت به بالضبط ، دون نقص أو زيادة ، فتحت الباب ومررت إلى الداخل بعد أن سحبت المفتاح دون أن أنسى أن أعيد الباب إلى حاته السابقة طبعا ... كنت قد أغلقت الباب قبل ، أمد يدي إلى شيء آخر ، تذكرت مرة أخرة عنق الزجاجة في الحقيقة لست متأكدا إن كان عنق الزجاجة أم شيء آخر ، على أي حال ، مددت يدي إلى مفتاح النور الكهربائي ، ضغطت كالعادة لكن الغرفة لم تظأ ، لا يهم ، إنه في إمكاني أن أقوم بكل شيء من غير أن أحتاج إلى ظوء المصباح مثلا .
اقتربت من النافذة ، لا لم أقترب منها ، كنت أريد أن أجلس على طرف السرير ، اف ، إنه علي أن أنحني على الحذاء وأفك خيوطه وأمد يدي بعد ذلك إلى الجوارب كذلك ، لكنني عوض أن أضعها (أقصد الجوارب) ، عوض أن أضعها بقلب الحذاء ، رميتها بعيدا ، وقفت وجلست ، وقفت مرة ثانية ثم جلست ، لم أقف هذه المرة برغم من أنني كنت فكرت بالفعل في ذلك ... آه عندما تكون الغرفة مضاءة وأكون أنا مستلقيا فوق السرير ، أقرأ أو أفعل أي شيء آخر ، فإنني أكون مظطرا عند التهيؤ للنوم أضغط في غال الأوقات بعنف ... الأن الغرفة غير مضاءة
يمكنني ، إذا أن أنام ، دون متاعب .
النهاية
بقلم: أيوب العسري