Friday 23 March 2012
العراقية تقدم للقمة صورًا للتعذيب... وهروب 19 معتقلاً خطرًا
المالكي يستجيب لضغوط بارزاني ويدعو لعقد مؤتمر حل الأزمة
فيما ظلت الاستعدادات لعقد مؤتمر القوى السياسيّة لحل الأزمة الحالية في العراق وأثر الاتهامات الموجه له بعرقله إنعقاد هذا المؤتمر وجه رئيس الوزراء نوري المالكي دعوة للقوى للاجتماع بداية الشهر المقبل بعد انفضاض اجتماعات القمة العربية في بغداد والتي أكدت القائمة العراقية انها ستقدم لها أدلة وصورًا عن تعذيب المعتقلين... في وقت اكدت وزارة الداخلية استعدادها الكامل لوتوفير الحماية اللأزمة لجميع وفود القمة العربية.. بينما تم الاعلان عن هروب 19 معتقلا خطيرا من سجن كركوك الشمالية.أبلغ نائب عراقي "إيلاف" اليوم أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد استجاب الى الضغوط التي أبدتها قوى سياسية في ضرورة عقد مؤتمر القوى السياسية لحل الأزمة السياسية في البلاد خاصة مع الانتقادات الشديدة التي وجهها له رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني واتهمه بالخروج على اتفاقات الشراكة الوطنية مشيرا إلى أنّ حكومته لم تكن لتنبثق لولا الاكراد.
وأضاف النائب الذي طلب عدم ذكر اسمه ان المالكي حدد الاسبوع الاول من الشهر المقبل موعدا لانعقاد مؤتمر حل الأزمة خاصة مع تصاعد الاتهامات بين هذه القوى السياسية ودخولها في تراشقات كلامية كان اخرها بين الاكراد وائتلاف المالكي لتضاف الى خلافاته مع القائمة العراقية.
وكان بارزاني قال الثلاثاء الماضي "إن العراق يتجه نحو الهاوية وان فئة قليلة على وشك جرّ العراق بإتجاه الدكتاتورية فالعراق يشهد أزمة جدية، وإن دوام وضع كهذا غير مقبول بالنسبة إلينا على الإطلاق ولهذا أدعو جميع قيادات الأحزاب والآطراف السياسية العراقية الى مداركة الوضع والجلوس معاً في وقت عاجل وذلك لوضع الآليات والإسراع في إيجاد حل لهذا الوضع ومعالجته في فترة قصيرة جداً وإلاّ فإننا سنلجأ الى شعبنا وآنذاك سيتخذ شعبنا قراره النهائي وهذا كي لاتلقوا علينا باللائمة بعد الآن".
وكانت اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر قد توقفت الاسبوع الماضي بعد خمسة اجتماعات فشلت خلالها من تحديد موعد نهائي لانعقاد مؤتمر الأزمة او الاتفاق على جدول اعماله بسبب الخلافات بين القوى السياسية. وكل ما انجزته الاجتماعات انها تسلمت اوراق عمل مقترحة للمؤتمر قدمتها الكتل السياسية الكبرى المشاركة وهي الائتلاف الوطني والقائمة العراقية والتحالف الكردستاني.
وتضم اللجنة التحضيرية في عضويتها النواب عن التحالف الوطني حسن السنيد وبهاء الاعرجي وحميد معلة ومحمد الهاشمي وخالد العطية وعمار طعمة.. وعن العراقية سلمان الجميلي واحمد المساري وحسين الشعلان وارشد الصالحي.. وعن التحالف الكردستاني فؤاد معصوم ونائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس.. أضافة الى نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي الذي يرعى الاجتماعات.
يذكر أن العراق يعيش أزمة سياسية كبيرة هي الأولى بعد الانسحاب الأميركي في أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي على خلفية إصدار مذكرة قبض ضد نائب رئيس الجمهورية القيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي، بعد اتهامه بدعم الإرهاب، وذلك في 19 من الشهر نفسه.. وتقديم رئيس الوزراء نوري المالكي طلباً إلى مجلس النواب بسحب الثقة عن نائبه صالح المطلك القيادي في القائمة العراقية أيضاً بعد وصف الأخير للمالكي بأنه "ديكتاتور لا يبني"، الأمر الذي دفع العراقية إلى تعليق عضويتها في مجلسي الوزراء والنواب، وإلى أن تقدم طلباً إلى البرلمان بحجب الثقة عن المالكي، قبل أن تقرر في 29 من كانون الثاني (يناير) الماضي العودة إلى جلسات مجلس النواب، ثم لتعود في السادس من شباط (فبراير) الماضي وتقرر إنهاء مقاطعة مجلس الوزراء، وعودة جميع وزرائها إلى حضور جلسات المجلس.
العراقية تقدم للقمة صورا وأدلة عن تعذيب المعتقلين
إلى ذلك، أكدت القائمة العراقية انها ستقدم الى القمة العربية التي ستعقد في بغداد الخميس المقبل صورا وادلة عن تعذيب المعتقلين كما ستعرضها على القيادات السياسية العراقية ولجنة حقوق الانسان في مجلس النواب بالإضافة الى بعثة الأمم المتحدة والجامعة العربية لإطلاعهم على ما يتعرض له المواطن العراقي من امتهان لكرامته من قبل السلطات.
وأعربت الناطق الرسمي باسم العراقية النائبة ميسون الدملوجي في تصريح صحافي مكتوب تلقته "ايلاف"عن "استنكار كتلة العراقية واستهجانها الشديدين للتعذيب القاسي وغير الانساني الذي تعرض أحد أفراد حماية طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية والتي أدت الى استشهاده". وقالت ان الأجهزة الأمنية سلمت جثمان عامر سربوت زيدان البطاوي الى ذويه بعد اعتقال دام ثلاثة أشهر في الفوج الثاني لواء 45 من الفرقة 11 التابعة للواء بغداد، وتبدو عليها آثار التعذيب في يديه ورجليه وبطنه وظهره، ومواضع أخرى تخدش الحياء، وتنأى الأخلاق عن ذكرها.
وعبرت الدملوجي عن الاسف لايتمرار "مثل هذا التعذيب الوحشي والاستهانة بكرامة العراقيين وغيرها من ممارسات وحشية ورثناها من النظام السابق، على مرأى ومسمع بعض القيادات السياسية التي عانت جماهيرها يوماً نفس هذه الأساليب الوحشية دون أن يتحرك لها جفن بل ان ثلة من هذه القيادات تنكر وجود أي انتهاك لحقوق الانسان وأي وجود لسجون السرية، تماماً مثلما مسؤولي ذلك العهد".
واكدت "ان كل أجهزة العمليات، ومنها عمليات بغداد، مؤسسات غير دستورية وغير خاضعة لرقابة البرلمان، تحولت الى أجهزة قمعية للمواطنين بعدما انتفت الحاجة لاستمرارها بعد انتهاء خطة فرض القانون الأمنية التي تشكلت هذه الأجهزة بموجبها. لذا ينبغي حلها وربط أفرادها بوزارة الداخلية بشكل مباشر، بعد الاقتصاص من عناصرها المسيئة".
وطالبت مجلس النواب باستدعاء مسؤولي الاجهزة السرية والعلنية لاستجوابهم في طبيعة التحقيقات ونوعها، وكيفية انتزاع المعلومات من المتهمين. وأشارت الى "ان هذه الممارسات وسواها تثير شكوكاً كبيرة لدى المواطنين حول الاعترافات المتلفزة في قضية الهاشمي، والأسباب الحقيقية التي أجبرت الشهود على الإدلاء بها. كما انها تلقي بظلالها على حيادية القضاء العراقي وقدرته على رفض مثل هذا الاسلوب في انتزاع الاعترافات".
وأكدت الدملوجي في الختام ان كتلة العراقية "ستقدم الصور والأدلة التي بحوزتها عن تعذيب المعتقلين الى مؤتمر القمة والقيادات السياسية العراقية ولجنة حقوق الانسان في مجلس النواب، بالإضافة الى بعثة الأمم المتحدة والجامعة العربية، لإطلاعهم على ما يتعرض له المواطن العراقي من امتهان لكرامته من قبل السلطة الحاكمة".
وكان الهاشمي اتهم امس الاجهزة الأمنية بتعذيب ابطاوي وهو أحد عناصر حمايته حتى الموت بعد ثلاثة أشهرعلى اعتقاله. وطالب بلجنة تحقيق دولية عادلة ومحايدة تكشف على الجثة وتكشف اسباب وفاة صاحبها.
لكن مجلس القضاء الاعلى نفى وفاة البطاوي بسبب التعذيب. وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس القضاء عبد الستارالبيرقدار في بيان "لقد تم تدوين اقوال المتوفي الموقوف عامر سربوت زيدان من قبل الهيئة القضائية في الرابع عشرمن شهر كانون الثاني (يناير) الماضي بالاعتراف المعزز بكشف الدلالة على محل تنفيذ الجريمة بحضورتسعة قضاة والذي تم تصويره".
وأضاف ان"التحقيق اقتصرعلى هذا الاجراء فقط من قبل القضاة اعضاء الهيئة ولايوجد اي تحقيق اخر سواء من ضابط شرطة اومحقق". وأشار إلى أنّ تقريرالطب العدلي نفى وجود اي أثر للشدة ظاهريا على مختلف نواحي جسم المتوفي موضحا انه "كان يعاني من المرض وتم ارساله الى عدة مستشفيات منها مستشفى الكندي وابن النفيس ومعهد مكافحة التدرن واخرها مستشفى مدينة الطب التي ادخل فيها بتاريخ السابع من الشهر الحالي ولغاية تاريخ وفاته حيث ان النتيجة الاولية لتشريح الجثة اكدت ان سبب الوفاة كانت بسبب اسهال شديد وانخفاض بالضغط وتوقف الكلية. كما نفت قيادة عمليات بغداد من جانبها تعرض المتوفي الى التعذيب المفضي الى الموت، مؤكدة ان سبب الوفاة هو الفشل الكلوي.
وكان الهاشمي قد لجأ الى أقليم كردستان وحل ضيفا على الرئيس العراقي جلال طالباني عقب اتهام السلطات له بالإرهاب في التاسع عشر من كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وأعلنت الهيئة التحقيقية بشأن قضية الهاشمي قد اعلنت اواخر الشهر الماضي تحديد الثالث من ايار (مايو) المقبل موعدا لمحاكمته وصهره غيابيا عن ثلاثة جرائم إرهابية انتهى التحقيق فيهما. وأشارت إلى أنّ ثلاث من الدعاوى المتهم بها الهاشمي قد تم حسمها وهي تتعلق باغتيال محامية وضابط وتفجير سيارة مفخخة موضحة وجود دعاوى اخرى تتعلق بنائب الرئيس لم تحسمها الهيئة التحقيقية بعد.
الداخلية تؤكد توفير الأمن للقمة العربية.. وهروب 19 معتقلاً "إرهابيًا"
وأكدت وزارة الداخلية العراقية سيطرتها على الوضع الأمني وارغامها الإرهابيين على القيام باعمالهم في دائرة واسعة مشددة على انها مستعدة كل الأستعداد لإستقبال الوفود المشاركة في القمة العربية وتوفير الحماية اللأزمة لهم ولكافة الإعلاميين من المراسلين والصحافيين المتوافدين لتغطية المؤتمر.
وأضافت الداخلية في بيان اليوم الجمعة تسلمته "إيلاف" انه في الوقت الذي يستعد فيه العراق لإستضافة القمة العربية هذا الإستحقاق السياسي الكبير بما يليق بأهمية العراق ومركزه الجيوسياسي في المنطقة تتسابق القوى الإرهابية لتأكيد حضورها الإعلامي من خلال القيام بأعمال هستيرية مستهدفة التأثير على أجواء إستقبال القمة بشكل أو بأخر عن فشلها وعدم تمكنها من الوصول الى مبتغاها ولتبديد أي سوء فهم تود وزارة الداخلية أن تعلن للأشقاء العرب وللمواطنين إن الخطط والإجراءات الأمنية المشددة أحبطت الجهد الأكبر للإرهابيين ودفعتهم للقيام بأعمالهم العدوانية في الدائرة الأوسع لبغداد وباقي المحافظات العراقية أملاً في تحقيق شيء من مخططهم المجهض من قبل قوات الأمن العراقية".
واكدت الوزارة انها "ورجالها الأبطال" إتخذت جميع التدابير الإحترازية والأمنية وهي مستعدة كل الأستعداد لإستقبال الوفود المشاركة في المؤتمر وتوفير الحماية اللأزمة لهم ولكافة الإعلاميين من المراسلين والصحفيين المتوافدين لتغطية المؤتمر". وشدد بالقول ان رجال الداخلية "سيكونوا سيوف بتاره لكل من تُسول لهُ نفسه النَيل من العراق وضيوفه وإن الأيام القادمة ستكون خيرَ دليلٍ على ذلك". ترأس امس اجتماعا لكبار القادة الأمنيين بحضور وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي.
واكد المالكي على ضرورة التزام منتسبي الاجهزة الأمنية بالتوصيات والقرارات التي تتخذ من قبل القيادات العسكرية والأمنية في وزارتي الدفاع والداخلية داعيا الى متابعة اداء الوحدات القتالية من قبل امري الافواج وقادة الفرق. وقال " اننا نطمح الى بناء دولة لها كيانها وقدراتها المستقلة تعمل على تقديم الرفاهية لجميع ابناء الشعب لكن هذا الطموح يواجه تحديات وعلى الجميع ان يساهم في تجاوزها،مضيفا ان رجل الأمن عليه مسؤولية الحفاظ على ارواح المدنيين لذلك عليه ان لايجامل في عمله". وشدد على ان الأمن من مسوؤلية الجميع وعلى السياسي والمثقف والاعلامي ان يدعم الاجهزة الأمنية في عملها.
ودعا المالكي السياسيين بعدم التدخل في عمل الاجهزة الأمنية قائلا ان عمل الاجهزة الأمنية يقوم على اسس وطنية والتعامل يكون بموجب الرتبة العسكرية.. وطالب الاجهزة الأمنية ببذل الجهود والعمل على تهيئة الاجواء لانجاح القمة العربية المرتقبة.
وعلى الصعيد الأمني نفسه فقد اعلن اليوم عن هروب أن 19 معتقلا غالبيتهم مطلوبون بتهمة "الإرهاب" من سجن تسفيرات مدينة كركوك الشمالية. وقال مصدر أمني عراقي إن 19 معتقلا تمكنوا فجر اليوم من الفرار من سجن تسفيرات كركوك المركزي والذي يقع ضمن مقر مديرية شرطة كركوك وسط المحافظة بعد ان حطموا نافذة السجن وفروا من خلالها.
وأضاف أن السجناء غالبيتهم مطلوبون بتهمة الإرهاب ومدانون بجرائم قتل مشيرا إلى أن قوات الشرطة بدأت حملة بحث واسعة عنهم وشددت إجراءاتها الأمنية في عموم المدينة. وتأتي عملية الهروب هذه بعد عمليات مماثلة شهدتها معتقلات وسجون عراقية عدة خلال الاشهر الاخيرة حيث استطاع العشرات من "الإرهابيين" الخطرين من الهروب وسط اتهامات للمسؤولين عن هذه السجون والمعتقلات بالتقصير او التواطؤ مع المسجونين لتسهيل هروبهم مقابل مبالغ مالية ضخمة.
ايلاف