عندما ولدت كآبتي
أرضعتها حليب العناية .. وسهرت عليها بعين الحب .. فنمت كآبتي كما ينمو كل حي ،، قوية جميلة تفيض بهجة وإشراقا ..

فأحببت كآبتي ،، وأحبتني .. وأحببنا العالم معا .. لأن كآبتي كانت رفيقة القلب عصوفا فصيرت قلبي رقيقا عطوفا ..

وعندما نتحادث معا أنا وكآبتي كنا نتخذ الأحلام أجنحة لإيامنا ..‏

وعندما كنا نغي معا كان جيراننا يجلسون الى نوافذهم مصغين الى غنائنا ..

وعندما كنا نمشي معا كان الناس يرنون إلينا بعيون تشع حبا وأعجابا ..

ثم ماتت كآبتي كما يموت كل حي وبقيت أنا وحدي مفكرا متأملا .. و ها أنا ذا أتكلم الآن فستثقل أذناني صوتي .. وأنشد فلا يصغي أحد من جيراني لإنشادي وأطوف في الشوارع فلا يعبأ أحد بي ،، غير أني أتعزى إذ أسمع في منامي أصواتا تقول متحسرة :
‏( أنظروا .. أنظروا .. فهنا يرقد الرجل الذي ماتت كآبته ) .