مواقف وطرائف في "رباعية النورماندي"
رافقت قمة رؤساء روسيا وأكرانيا وفرنسا وألمانيا في مينسك أخيرا طرائف ومواقف رصدتها عين الكاميرا، ربما حظيت باهتمام أكبر لدى البعض مما رشح رسميا عن قمة بوتين-بوروشينكو-أولاند-ميركل.
فقد أسفرت المباحثات في العاصمة البيلاروسية مينسك، التي استمرت لـ 15 ساعة بين القادة، عن معاناة الصحفيين الذين توافدوا لتغطية الحدث، إذ أن هؤلاء اضطروا للجلوس فترات طويلة في انتظار تصريح أو لقاء عابر، حتى أنهم لم يجدوا وسيلة لقتل الوقت سوى النوم على الأرض، خاصة وأن الإرهاق قد نال منهم ما ناله.
أثار ذلك تساؤلات لدى زملاء الصحفيين، إلا أن بعض المشاركين في "النوم الصحفي الجماعي" أكد أن الأمور لم تكن سيئة كما تبدو، سيما وأن قاعة الانتظار كانت مدفأة على نحو جيد، بما في ذلك أرضيتها، وذلك للراغبين بافتراش الأرض، فيما كان المحظوظ فيهم من وجد أريكة يأخذ عليها قسطا من الراحة.
لكن ثمة أمر إيجابي حاز على رضا الصحفيين، إذ أشاد هؤلاء بالعشاء الذي حصلوا عليه، في ما يبدو كان هناك حيز لملف الأطباق على مائدة المباحثات حتى في التصريحات الرسمية.
فقد صرح راعي "رباعية النورماندي"(هكذا يطلق على لقاء مينسك)، الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أن الزعماء تناولوا البيض المقلي والأجبان ومشتقات الحليب بشكل عام، بالإضافة إلى "احتسائهم دلاء (سطول) من القهوة".
وردا على سؤال أحد الصحفيين حول ما إذا تسنى للرئيس البيلاروسي النوم ولو قليلا، قال لوكاشينكو برمزية.. "كيف يمكنني أن أنام ؟ كيف يمكن لمباحثات على جبهة السلام أن تتواصل بدون ذخيرة ؟".
وفي الربط بين الأكل والشرب من جهة والسياسة من جهة أخرى أعاد صحفيون إلى الأذهان تصريح سابق للوكاشينكو قال فيه إنه على استعداد كي يقدم القهوة للقادة بنفسه على أن يتوصلوا إلى اتفاق. وحول هذا الأمر سأل صحفي الرئيس البيلاروسي عما إذا كان فعلا قدم القهوة بنفسه لضيوفه فأجاب.. "نعم".
ليس تكميم أفواه بل رغبة جامحة بالعناق...
ومن المواقف التي أثارت اهتمام إعلاميين ونشطاء مهتمين بالمباحثات وغير مهتمين بها، قيام أحد رجال الأمن بتكميم فم مراسلة قناة "روسيا 24" أثناء توجيهها سؤال للرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو وهو يغادر قاعة المباحثات، إذ احتضن رجل الحراسة الصحفية سريعا وأطبق بيده على رأسها، طالبا منها أن تتحدث بصوت خافت، علما أنها صمتت بالكامل.
ما أن تحررت المراسلة من قبضة رجل الأمن حتى حولت سؤالها له عما يفعل، ليعلق رجل الأمن لاحقا بأنه لم يمنع المراسلة من طرح سؤالها بل رغب بـ "معانقتها" فقط.
لكن ومع كل ما صاحب لقاء "رباعية النورماندي" من مصاعب للصحفيين إلا أنهم فازوا بتقييم إيجابي من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي أشاد بأداء المراسلين أثناء تغطية الحدث السياسي المهم، كما أثنى على حُسن التنظيم والإدارة من قِبل الإعلاميين، "الذين نجحوا سريعا بإيجاد لغة مشتركة فيما بينهم، علما أنهم مختلفين ومن بلدان مختلفة".
المصدر: RT + وكالات