13-2-2014
تتحول وبشكل تدريجي المدن والبلدات التي تسيطر عليها عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) إلى مناطق مهجورة بفعل هرب أهالي تلك المناطق وانتقالهم لمناطق تقع تحت سيطرة القوات العراقية، حسبما أكد مسؤولون لموطني.
وقال هاشم نواف الحمداني، 41 عاما، الذي اضطر مع زوجته وثلاثة من أطفاله للفرار من مدينة الموصل مشيا على الاقدام لأكثر من 19 كيلومترا، إن "المدينة تفرغ بشكل تدريجي من الناس فداعش جماعة لا يمكن أن نأمن لها هي عصابة لا يحكمها قانون أو نظام".
وأضاف الحمداني الذي استقر في أربيل "داعش ليس لها إلا القتل والترويع هربنا بأنفسنا ولم نأخذ شيء معنا باستثناء ملابسنا التي نرتديها ورغم ذلك نحن فرحون بخروجنا ولن نعود حتى تحرر المدينة القوات العراقية".
وكان مجلس عشائر محافظة نينوى قد أعلن يوم الجمعة الماضي، 6 شباط/فبراير، أن المئات من العائلات العراقية القاطنة في مدينة الموصل وضواحيها هربت من المدينة بسبب اشتداد أعمال العنف التي يمارسها تنظيم (داعش) بحقها واجبارهم على دفع الاتاوات أو فرض نظام اجتماعي قاس لا يمكن تحمله.
وتقدر وزارة الهجرة العراقية عدد النازحين من مناطقهم بفعل سيطرة داعش عليها بأكثر من 80 في المائة بينما يعاني الآخرون من الفقر والأمراض عوضا عن الاضطهاد اليومي، حسبما ذكر مستشار الوزارة عمار الداوود.
وأوضح أن الحكومة العراقية قد وضعت برنامجا لمساعدة الأهالي في الهجرة من خلال منح مالية سريعة تبلغ مليون دينار عراقي (862 دولارا أميركيا).
وقال نائب رئيس المجلس إبراهيم الحسن لموطني إن "إرهابي داعش جعلوا ساحات وميادين الموصل مسلخه للقتل والتعذيب لأبرياء ولأتفه الأسباب"، مضيفا أن "التنظيم قام بفرض ضرائب مالية بدعوى الزكاة تجبى من السكان بالقوة".
وأكد الحسن الذي التقى ببعض تلك العائلات مؤخرا والذين ذكروا له أن افتقار المستشفيات للخدمات وانعدام التعليم كانا من ضمن أسباب هروبهم خلال الأسبوع الماضي.
’حملة دعائية‘
وفي ذات الشأن، اتهم مجلس محافظة الأنبار تنظيم داعش بمنع خروج العوائل من المدن "لتمرير حملته الدعائية المستمرة بما ‘يسمه شعب ’دولة الخلافة".
وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح الكرحوت لموطني إن "داعش لجأت مؤخرا إلى منع العوائل من الخروج من المدن التي تسيطر عليها"، مضيفا أن القوات الأمنية باشرت بخطط لتأمين ممرات آمنة للمدنيين تساعدهم في الهروب من تلك المدن الأسيرة.
بدوره، قال محافظ نينوى أثيل النجيفي إن أهالي الموصل وغيرهم من المدن التي تخضع لسيطرة داعش يتعرضون لأبشع أنواع العذاب والهوان اليومي وسبب رحيلهم واضح هو أنهم شعب كريم يرفض الرضوخ لمثل تلك العصابات.
وأضاف أن "هجرة الأهالي وتخليهم عن منازلهم طلبا للحرية والأمن، خير دليل على أن داعش مجموعة إرهابية دخيلة ومحتلة".
وسخر من ادعاءات داعش بشأن قيام "خلافتها" ، قائلا "إن بعض المناطق التي تسيطر عليها لا تحكم فيها الجدران والشوارع الفارغة. هي تدعي إنها تقيم ما تسميه ’خلافة إسلامية‘ لكن على ما يبدو أن سكانها هجروها".