قبل التكلم عن الوصية الكبرى والعظمى، لابد من الإشارة إلى وصايا الله المعروفة والتي يُطلق عليها سام الوصايا العشر. والمعروف أن الوصايا الشعر التي أنزلها الله على موسى النبي في جبل سيناء، مكتوبة على لوحين من الحجر عُرفا بلوحي الشريعة.
+ ما هو مضمون هذه الوصايا؟
إن مضمون الوصايا الشعر المعروفة هو ما يلي:
1 - أنا الرب إلهك.. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض. لا ستجد لهن ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك.
2 - لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً.
3 - اذكر يوم السبت (الرب) لتقدسه.
4 - اكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض.
5 - لا تقتل.
6 - لاتزن.
7 - لا تسرق.
8 - لا تشهد على قريبك شهادة زور.
9 - لا تشته بيت قريبك.
10 - لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئاً مما لقريبك
(خروج 20: 2-7).
ملحوظة: إن الله أعطانا هذه الوصايا دون ترقيم، لذلك نلاحظ أن بعض الكنائس تختلف في ترقيمها وترتيبها حسب التسلسل.
آية وصية هي العظمى؟
في الواقع إن الوصية العظمى ليست موجودة بين الوصايا العشر. وإنما هي تحوي ملخص أو فحوى الوصايا العشر كلها. وقد وردت الوصية العظمى على لسان السيد المسيح عندما اقترب إليه أحد اليهود المتعصبين وأراد أن يحرجه أمام الجمهور فسأله: "يا معلم، أية وصية هي العظمى في الناموس؟ فقال له يسوع: تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه الوصية الأولى والعظمى، والثانية مثلها، تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصتين يتعلق الناموس كله والأنبياء" (متى 22: 36-40). وقد لخّص السيد المسيح هاتين الوصيتين في وصية واحدة وهي: "تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قدرتك، ومن كل فكرك، وقريبك كنفسك" (لوقا 10: 27).
أما لماذا تعتبر هذه الوصية من أعظم الوصايا، فلأنها ترتكز على محبة الإنسان لله، ومحبة الإنسان لأخيه الإنسان. إذ كل من يحب الله، يحب أن يحبّ إخوانه في الإنسانية أيضاً. لأن محبة الإنسان لله تُترجم بمحبته لإخوانه بني البشر، وبدون محبتنا بعضنا لبعض كما أوصانا الله، تكون محبتنا ناقصة وإيماننا غير كامل. ويؤكد الكتاب المقدس ذلك بقوله "أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة هي من الله وكل من يحبّ فقد وُلد من الله ويعرف الله. ومن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة" (1يوحنا 4: 7). وأيضاً قول الكتاب: "إن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب. لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره" (1يوحنا 4: 20).