عيد الحب - أرشيفية
كتبت سارة درويشبينما يتبادل العشاق بطاقات الحب وعبارات الغرام ويسترجعان سويًا ذكرياتهما السعيدة والرومانسية، فى الرابع عشر من فبراير من كل عام، تقع على نفس الكوكب أحداث أخرى، بعضها يشترك مع عيد العشاق فى اللون الأحمر، ولكن ليس من خلال الورود ولا القلوب الناعمة المعطرة والمحشوة بالقطن، بل بالدم.
وفى مقابل روح المحبة التى يحاول العشاق نشرها فى كل أنحاء الأرض خلال هذا اليوم، ينشر آخرون البؤس والأسى والأحزان، فنظرة واحدة إلى "أجندة" أحداث هذا اليوم على مر السنوات ستجد الحب يتوارى بخجل فى آخر سطور الأجندة بعد أن احتلت أخبار الحروب والقتل والاغتيالات المشهد.
فى الثلاثين عامًا الأخيرة فحسب، شهد العالم أحداثًا مؤسفة كبيرة فى ذكرى الاحتفال بعيد الحب، ففى 14 فبراير 1990 شهدت الهند حادثًا مؤسفًا حين لقى 92 شخصًا فى بنجالور بالهند مصرعهم على متن طائرة على الخطوط الجوية الهندية تحمل رقم "605"، بعد أن خسرت محركاتها وكانت على وشك الهبوط. وقيل وقتها إن الطيارين فشلوا فى فهم سلوك الطائرة بشكل صحيح.
وفى اليوم نفسه من عام 2005، شهد العالم العربى حادثًا مؤسفًا حين تم اغتيال رفيق الحريرى رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق، حيث تم تفجير موكبة بما يعادل 1800 كيلوجرام من "TNT" فى العاصمة اللبنانية بيروت، وقتل معه 25 شخصًا من مرافقيه.
وكان الحريرى سياسيًا بارزًا فى لبنان، وواحدًا من كبار رجال الأعمال فى العالم، وقام بدور مهم فى إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية وإعمار البلاد بعدها.
وفى اليوم نفسه، فى جزء آخر من العالم، قتل 7 أشخاص وأصيب 151 آخرون فى سلسلة تفجيرات فى الفلبين خلال سلسلة تفجيرات قام بها متشددون على صلة بتنظيم القاعدة.
وفى العام التالى، وأيضًا فى يوم عيد الحب، تسلل 4 متطرفين يهود إلى المسجد الأقصى فى ساعة متأخرة من الليل، فى محاولة لمواصلة الحفر فى مقبرة الرحمة، التى تضم رفات العديد من الصحابة والتابعين وشهداء المسلمين، ويحاول الصهاينة أن يقيموا فوقها ما يسمونه بمتحف "التسامح".
وبعد عامين، أى فى 14 فبراير 2008، شهدت جامعة شمال إلينوى الأمريكية، حادثًا مؤسفًا حيث فتح مسلح النار فى قاعة المحاضرات بالجامعة، ما أدى إلى مقتل 6 بينهم المسلح، وإصابة 21 آخرين.
وأخيرًا يتزامن يوم عيد الحب فى العالم كله مع "يوم الحداد الوطنى" فى المكسيك.