إلَى أوْرِدة نَقَائكِ يَـ صَدِيقَة التِيه .. أهْدِيكِ طَوائِفُ اليَقِين !!
قَاصِداً مَنازِل اللِجُوء فِي بَّوحِ الشِرود القَاتِم ،
أَسْتَنزِفُ أَنفَاسَاً تَلْفِظُ بِـ أوْتَارِ إسْمُكِ لَواعِجُ الإحْتِضَار !!
لَيَالِي البُعد تَعْشَقُ الخَرَس ،
تَخْتَبئ بِيّن زَوايَا الضَيَاع وتَنْظِرُ بِـ أَعْين الشِيوخ ،،
يُحرِّك الله الرَهْبَة بِـ دَاخِلها فَـ تَهبُّ حَيِّث الصُراخ الهَامِد !!
تَرْسمُ خطُوطاً لَـا تَرفضُ أحْلامَها الّتِي تُحَدِّق بِـ نَشْوَة الإنتِظار !!
إليِّكِ أمْراً يَـ طِفلَتِي ..
أجْبرتْنِي المَشِيئة
أن لَـا أتَعَالَى عَلَى غِيَابُكِ فَيَصِيبنِي السُوء ..
هَوِّنِي فِي المَسِير
وكُفِّي عَن صِناعَة الخَطَوات الضَالَة ، والبَحْث عَن وَرِيث الطَبِيعة !!
لَـا تَتَشَبَّهِي بِـ السَراب الّذي يَتَراقَصُ بَيّنَ أصَابِعِي ،
وكفُوف يَدِي فَقِيرة مُحَرَمٌ فِيها التَسَكَّع !!
أَيَا صَدِيقة التِيهِ ..
هَا أنَا الآن في دَوْرَة الأيِّام العِجَاف ،
أكْتبُ وسجُود سَهْوِي يُلبِسُ النَوايَا سِتْرَ الرِداء !!
مَا ذَنبِي إن تَنَاوَشَت الرُوح مِن تَبَاشيِرها ...
مُؤنِ بِئرٍ يُمَارِسُ بَحَّة العَطَشْ ، نُزِعَتْ مِنهُ مَعالِم النَعِيم !!
مَا ذَنبُ الحَمامَة عَلى رَأسِي ،
أرْهَقَتهَا خَيِّبَة الرَفْرَفَة وَهِي تُمَارِسُ تَعاوِيذ الإشْتِياق !!
لَـا زِلتُ مُثْقَلاً بِـ حِبرٍ أخْرَس ..
كَـ سَرَابٍ وَلا أجِدُ شَيِّئاً ،
كَـ كُرْسِيي العَجُوز !!
كَـ أحْلامِي الفَقِيرة لاتَبْلِغُ سَقفَ غُرْفَتِي ،
كَـ مِنْضَدتِي القَدِيمة أحَّد أطْرافُها مَائِل !!
كَـ مِقْبَضُ نَافِذتِي .. وَ بَصَمَاتُك ،
كَـ شَغَف الأطْفال بِـ الطِينِ !!
لّـازِلتُ أسْتَجِير مِن تَآكُل الأرْصِفَة ..
وَمِن خَرِيفٍ حِين يُمارِسَ عَلى الأغْصَانِ لُعْبَة العَراء ،
وَيَا هتُون ..
إخْلَعِي غِيَابُكِ ، وَاقتربِي نَحْوِي ، ضُمِّينِي ، وتَعالِي نَتَسَاقَطُ مَعاً !!
محمد