《عيد الحب》

السلام عليكم•••
س/شيخنا الفاضل يشاع بين الناس خاصة في دولنا العربية يوم عيد الحب (الفالنتاين) ويقال انه نسبة الى شخص يسمى فالنتاين ومات في سبيل الحب ولا نعرف مدى صحة هذه القصة اصلا..

هل يجوز الاحتفال بهكذا عيد وتبادل الهداية بين الازواج او الاصدقاء او حتى الاهل باعتباره يوم مقدس للحب ؟

عليكم السلام•••
ج / الحب شيء مقدّس بنظر الاسلام وقادته المعصومين ( عليهم السلام ) وبه قوام الحياة ويمكن ان يكون من اعظم واكبر القربات لله تعالى كلما كان بإطار شرعي صحيح كحب الزوجين لبعضهما وحب الوالدين والأبناء والاهل والمحارم

وقد انعكس هذا المعنى في روايات اهل البيت (عليهم السلام )

فقد ورد عن النبي ( صلى الله عليه واله ) : ( اذا احب احدكم اخاه فليخبره ) .
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : ( إذا أحببت رجلاً فأخبره بذلك فإنه أثبت للمودة بينكما ) .
وقد ورد كذلك : ( انما الدين الحب )

وافضل من ذلك كله هو الحب المبني على الدين والعقيدة فقد ورد : (( أقوى عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ))
فكان الاحرى بمن يريد ان يسعى الى زرع الحب في نفوس الناس ان يتبع تعاليم الشريعة المقدسة ويلتزم بأطرها العامة كي يكون مرضيا عند الله تعالى .

لا ان يتبع تلك القصة التي تعبّر عن حب وعشق غير مؤطر باطار الشريعة والذي يريد ان يتمسك به مروجو الفسق والفجور بدواعي غير عفيفة

فقد قيل : ( لما دخل الرومان في النصرانية بعد ظهورها وحكم الرومان الإمبراطور الروماني (كلوديوس الثاني) في القرن الثالث الميلادي منع جنوده من الزواج؛ لأن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها،

فتصدى لهذا القرار (القديس فالنتاين) وصار يجري عقود الزواج للجند سرا، فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن وحكم عليه بالإعدام وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان،

وكان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية، ونفذ فيه حكم القتل يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير، ومن يومها أطلق عليه لقب قديس واحتُفل بعيد الحب )

ونحن نوصي المؤمنين والمؤمنات الملتزمين بدينهم ان لا ينخدعوا بهذه العناوين البراقة وليطبقوا ما يدعوهم اليه دينهم وشريعتهم
وليعزُّ علينا ان يجتمع عدد من الشباب ليباشروا الغناء والموسيقى الصاخبة والمظاهر السيئة بدعوى عيد الحب وذلك في مدينة أمير المؤمنين (عليه السلام ) ، كما حدث في السنتين الاخيرتين مع الاسف الشديد .
فلماذا لا نجعل من يوم ولادة النبي (صلى الله عليه واله) ، او ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) يوما لحب الأب والزوج

او نجعل يوم ولادة ام المؤمنين خديجة الكبرى وابنتها سيدة نساء العالمين (عليهما السلام) يوما لحب الام والزوجة

او نجعل يوم زواج النبي صلى الله عليه من ام المؤمنين خديجة او يوم زواج أمير المؤمنين من الزهراء (عليهما السلام) يوما لحب الزوجين والتوادد والمحبة بينهما

فان هذه ايام مباركة وعظيمة عند الله تعالى ولا يقارن بها ماذكر في القصة المنقولة .

وأننا نلاحظ ان مروجي ما يسمى ب عيد الحب يهدفون من ذلك جملة امور كلها مخالفة للشريعة

������الاختلاط المحرم بين الجنسين
������هتك القيم الاخلاقية وزرع ثقافة الانفتاح على الجنس الاخر من دون قيود وشروط
������تخصيص الحب بعلاقات عاطفية غير سليمة وخارجة عن إطار الزواج الذي أقره الله تعالى ومال اليه العقلاء وذلك تكشف عنه القصة المذكورة
������إشاعة كل ما يهتك العفة ويخدش الحياء و السعي لجعله أمرا مستأنسا به من قبل الناس

ونحن نعلم ان الاسلام فتح باب الحب بإطاره المقدس حيث ذكر الفقهاء : ( الارتباط بالجنس الآخر مباح بل مستحب ومن السنن المباركة إذا كان ضمن الاُطر الشرعية –اعني الزواج- وبحسب الأصول والتقاليد الاجتماعية المتعارفة وسيكون مثل هذا الحب إلهياً مباركاً

فالشارع المقدس لا يريد كبت المشاعر والعواطف ولا إلغاءها ولكن يريد أن يوظفها في الاتجاه المثمر البناء وليس في الاتجاه الذي يوقع في الخطأ والخطيئة، ويوجب العار الاجتماعي خصوصاً على الفتاة وأهلها )

وعلى المؤمن ان يحتفل كل يوم بل كل لحظة بحب الله تعالى وحب نبيه وحب أمامه لا سيما الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف لانه حي يرزق يعيش بين ظهرانينا ويسمع كلامنا ويرى افعالنا

ويكون ذلك الحب بإبراز الولاء له وأداء الواجبات الشرعية والابتعاد عن المحرمات والامر بالمعروف والنهي عن المنكر

والمفروض ان أولئك هم الذين يتأثرون بالمؤمنين ويغيرون سلوكهم الى سلوك عفيف وشريف

وليس ان المؤمن يتأثر ويجنح خلفهم ويترك ذلك التراث العظيم الذي ركزه القرآن الكريم والنبي العظيم في نفوس اتباعه ومريديه
قال تعالى :(( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ))

والخلاصة : ان الاسلام هو الذي يعلّم الناس الحب الصادق النبيل الطاهر من خلال الأُطر الشرعية الصحيحة ولسنا بحاجة الى ان يسيرنا غيرنا الى ما لا يرضي الله تعالى

والله المستعان وعليه التكال

صفحة اجابات فقهية