وقبل ٧٤ ألف عام أي منذ زمن بعيد وإن كان لا يزال ضمن الفترة الزمنية
للإنسانية الحديثة أسفر ما يمكن القول عنه إنه أكبر ثوران بركاني عرفه التاريخ
عن حفرة قطرها ١٠٠ كيلومتر في توبا شمال سومطرة. وهذه الفتحة الشاسعة التي
صارت الآن بحيرة منطقة جذب سياحي كبير، لكن هناك أدلة على أن وراءها تَرِكة
أشد سوءًا. ربما كان ثوران بركان توبا قاب قوسين أو أدنى من القضاء على الجنس
البشري. تختلف تقديرات حجم الانفجار، لكن ما من شك في أن انفجار توبا جنبًا إلى
جنب مع انفجارات يلوستون يرقى لأن يكون انفجارًا بركانيٍّا هائلًا قوَّته ٨ درجات
على مؤشر التفجر البركاني. كان يُعتقد أن إجمالي الحطام المنبعث أثناء ذلك الثوران
البركاني يقارب ٣٠٠٠ كيلومتر مكعب، وهو ما يكفي لتغطية الهند بطبقة من الرماد
سُمكها متر واحد. ومع ذلك فالأدلة التي ظهرت مؤخرًا من دراسة العينات الجيولوجية
المأخوذة من قاع البحار تشير إلى أن ذلك الثوران البركاني قد استغرق وقتًا أطول مما
كان العلماء يعتقدون سابقًا، وأنه قذف من الحطام ما يفوق بكثير ما سُجِّل عنه؛ بنحوٍ
قد يصل إلى ٦٠٠٠ كيلومتر مكعب. ولعلك لا تصدق إن قلنا إن هذا الكم يكفي لدفن
الولايات المتحدة بأسرها تحت طبقة سُمكها ثلثا متر.
م