قلتِ:
– إنَّ المهمّ في كلّ ما نكتبه.. هو ما نكتبه لا غير. فوحدها الكتابة هي الأدب، وهي التي ستبقى. وأمّا الذين كتبنا عنهم فهم حادثة سير. أناس توقَّفنا أمامهم ذات يوم لسببٍ أو لآخر، ثمَّ واصلنا الطريق معهم أو بدونهم.
قلتُ:
– ولكن لا يمكن أن تكون علاقة الكاتب بملهمه مبسَّطة إلى هذا الحدّ. إنَّ الكاتب لا شيء دون من يلهمه. إنَّه مدين له بشيء.
قاطعتِني..
– مدين له بماذا؟ إنَّ ما كتبه أراغون عن عينيْ إلزا هو أجمل من عينيْ إلزا اللتين ستشيخان وتذبلان. وما كتبه نزار قبّاني عن ضفائر «بلقيس» أجمل بالتأكيد من شعر غزير كان محكوماً عليه أن يبيَضَّ ويتساقط. وما رسمه ليوناردو دافنشي في ابتسامة واحدة للجوكاندا، لم يأخذ قيمته في ابتسامة ساذجة للموناليزا، بل في قدرة ذلك الفنَّان المذهلة على نقل أحاسيس متناقضة، وابتسامة غامضة تجمع بين الحزن والفرح في آن واحد. فمن هو المدين للآخر بالمجد إذن؟
" ذاكرة الجسد "