يقولون انسى
كيف أنسى؟
فهل خوفي ينسي من ايقظة؟
هل حريقي ينسى من اوقده ؟
هل اليتيم ينسى كبريائهُ حين تكسر ؟
فلم يمتلك غير قول
الله وأكبر
فكم أنت يتيم
كم يسكنك خوفٌ وجبنٌ
ويحتفلُ بك شيطانٌ رحيم
يحتفل بك خزيٌ وعارُ وطاعون
ووطني المطعون
وألف ماردٍِ يقف على قلبك الملعون
وألف لعنة كألف دمعة نزفتها العيون
كألف وخزةً في جفنك المتحجر
كألف كلمة لو لفضناها
لاتساوي رضائنا حين لفضنا
الله أكبر
كيف أنسى؟
حتى أن قدمت الهدايا
ورشوت الزمن
بعد أن غيرت شكلي وتاريخي
وأهديتني تاريخاً من العفن
أهديتني قاموسا للعنجهه
وتقاليد مشوهة
وفرحٌ ورقصٌ وزغاريد
وسابعٌ من الأيام
قررتهُ أنت عيد
أهديتني أفراحاً مزيفه
وحياةً بالفقر مترفه
وأثواباً تتلوها ابواباً
موصدةً مقفله
أهديتني ثقتـــاًَ مرتجفه
أهديتني كل ماكان بداخلي
مشتتاً مبعثر
فلم أحتفظ بغير قول
الله أكبر
فكيف نهلل ثم نقول
يحيى ويحيى
فيحيى الجبان
وقد أهداني رصاصتاً
تطلق برأسي
وشيد لي كوناً
يشهد بؤسي
وأعلنني في العمر أنثى
برحمٍِ عقيم
يُعميه يأسي
وأعلن في الكون أني
سراب
قطرٍِ ندي وجد ثم تبخر
فكيف أقول يحيى الجبان
وقد كررت دوماً
الله أكبر
كيف أنسى
وقد كنتُ لهيبً
وبهِ ألف رمادً يسقي رمادي
ومثلهُ ألف نذلً
طعنو بلادي
كيف أنسى
أني شهدت يوم حدادي
فشيعتُ نفسي
ونبشت قبري
وأحتفلت بعُزلي
وتلوت الصلاة
ونصبت لحدي
لكني تذكرت
تذكرت أن بلادي مجدي
فمجداٌ لكل العبادي
تذكرت أني صغيرُاً فلم أكبر
وأن كل شيُ بداخلي
سوف يضل
يبتسم و يعتز ويفخر
تذكرت حضارتي بطولتي عروبتي
تذكرت تقبيل وطني الأخضر
فتوكلت على الله
وصـرخـت
الله أكبر
#حنان العوادي