في ذلك المساء طرق الباب علي حاملا معه مجموعة من الكلمات ،، وقال لي تقبلي ياسيدي كلماتي المتواضعة بين يديك فأنا أعرف أنها لا توفي قدرك من الكلام ...
وهذه هي :
ها قد تواجدت في أحلامك السعيدة يابنيتي اللطيفة..
غارقا في تأمل عينيك العسليتين ..متوخيا حذري من سهامها..
أبكيها وتبكيني،،
لست أدري في أي بحر أنا..
لكنه هائج ومثار .. بل غاضب أيضا..
ياه..
كم من السنين يلزمني كي أنفض أوراقي البالية من أغصاني .. أجل ستبقى اﻷغصان عارية حزينة وحيده.. تنتحب كل ربيع ..
آه .. من الحياة ياصديقتي..
كم أكرهها مذ علمت بأنها تخذلك كل يوم .. ذكرتني حينها بالقدس..
فالقدس ياعزيزتي ضرب من الناي..
أو هي كنواح الناي في أعلى الجبال..
ولكن الحياة لم تأبه لندائها ،، وكأنها طفلة تنادي أمها الراحلة..
أماه .. أماه لا تتركيني..
سأنام وحدي ، سأحلم وحدي ، سأستيقظ وحدي ،، أماه انا خائفة ..
خذيني معك!!
فتلفتت اﻷم إلتفاتة مبتسمة غارقة عينيها بالبكاء،
وترحل تاركة إبنتها الجميلة تقابل مصيرها المحتوم والمبرم ؛
هذه هي أنت .. تقاتلين منذ أكثر من سبعين سنة ؛ومازلت ..
نامي فتلك العيون ﻻ تستحق البكاء فوق الوسائد أو تحت الغطاء ..
نامي ياصديقتي سيرجع من كنت تنتظرينه..
نامي ياعزيزتي النور ..
نامي وأحي حياة الملاقين ..
تصبحين على نور..