زيورخ - معا : كانت كرة القدم الفلسطينية على موعد مع التاريخ بداية العام الحالي مع مشاركة المنتخب الفلسطيني للمرة الأولى بنهائيات كأس آسيا. ربما لم تكن النتائج في أستراليا 2015 على قدر التطلعات والآمال، ولكن المشاركة بحد ذاتها كانت لافتة بعدما كان المنتخب الفلسطيني من بين أفضل 16 منتخباً في القارة الصفراء.
وبعد انتهاء المغامرة الأسترالية، ستكون الأندية الفلسطينية أيضاً على موعد مع التاريخ عندما تبدأ مشوارها في كأس الإتحاد الآسيوي بعدما كان التمثيل الفلسطيني في السنوات الماضية مقتصراً على المشاركة في البطولة الثالثة على مستوى القارة كأس رئيس الإتحاد الآسيوي.
وسيبدأ نادي هلال القدس مشواره في الدور التمهيدي لكأس الإتحاد الآسيوي الأسبوع المقبل في أول مشاركة لنادي من فلسطين في البطولة الثانية الأهم على مستوى آسيا بينما تأهل النادي الفلسطيني الآخر ترجي وادي النيص مباشرة إلى مرحلة المجموعات حيث أوقعته القرعة بمواجهة الشرطة السوري والجزيرة الأردني إلى جانب أحد المتأهلين من الأدوار التمهيدية.
وتحمل استضافة الأندية الفلسطينية لمبارياتها في البطولة أهمية كبيرة أيضاً بالنظر إلى أن شعبية اللعبة الكبيرة ستحظى بدفعة معنوية كبيرة عند إقامة المباريات على ملعب فيصل الحسيني الدولي في الرام بالضفة الغربية وهي المرة الأولى التي سيستضيف فيها هذا الملعب لمباريات قارية للأندية بعدما استضاف سابقاً عدداً من المباريات الدولية.
وبينما ستكون مهمة هلال القدس صعبة بمواجهة الجيش السوري في الدور التمهيدي الثاني، سيفتتح نادي ترجي وادي النيص مشواره في البطولة يوم 24 فبراير/شباط المقبل عندما يستضيف الجزيرة الأردني ضمن منافسات المجموعة الثانية للبطولة وهي المباراة التي ستكون تاريخية كما كشف المدافع أحمد جمال لموقع FIFA.com.
وقال اللاعب ذو السابعة والعشرين من العمر "بدون شك مرّت الكرة الفلسطينية بتطور كبير ومستمر خلال السنوات الماضية سواء على المستوى العربي أو الإقليمي. لا نريد أن تكون مشاركتنا في كأس الإتحاد الآسيوي لمجرد المشاركة بل نطمح لكي نكون أحد المنافسين على التأهل من المجموعة."
لقد تلقت كرة القدم الفلسطينية دعماً كبيراً من رئيس الإتحاد اللواء جبريل الرجوب الذي جلب مع الكثير منذ وصوله لرئاسة الإتحاد وأصبح هناك تطور كبير في كرة القدم الفلسطينية.
وأضاف "ترجي وادي النيص سيشارك للمرة الأولى بكأس الإتحاد الآسيوي ونريد أن نقدّم كل ما لدينا ونتغلب على كل المصاعب التي تواجهنا من أجل تحقيق نتائج جيدة. نحن نعد كل مشجعي النادي بأننا سنحقق عدداً من المفاجآت رغم غياب الإمكانات اللازمة."
مرحلة جديدة
لم يسبق للأندية الفلسطينية أن حققت أي نتائج لافتة على مستوى القارة الآسيوية بعدما شاركت للمرة الأولى في كأس رئيس الإتحاد الآسيوي عام 2011 ومنذ ذلك الوقت كانت النتيجة الأبرز هي وصول نادي مركز شباب الأمعري إلى نهائي كأس رئيس الإتحاد الآسيوي في 2012 قبل أن يخسر على يد نادي إستقلول من طاجيكستان بنتيجة 2-1.
كما وصل نادي هلال القدس إلى نصف نهائي البطولة التي أقيمت عام 2013 في ماليزيا قبل السماح للأندية الفلسطينية بالمشاركة في كأس الإتحاد الآسيوي هذا العام وهو الأمر الذي يعتبر جمال الفضل فيه للإتحاد الفلسطيني لكرة القدم برئاسة اللواء جبريل الرجوب.
وقال المدافع الذي فاز مع ترجي وادي النيص بلقب الدوري الفلسطيني مرتين وكأس فلسطين مرتين أيضاً "لقد تلقت كرة القدم الفلسطينية دعماً كبيراً من رئيس الإتحاد اللواء جبريل الرجوب الذي جلب مع الكثير منذ وصوله لرئاسة الإتحاد وأصبح هناك تطور كبير في كرة القدم الفلسطينية."
وأضاف "بذل الإتحاد الوطني جهداً كبيراً على مستوى المنتخبات والأندية والدليل تطور ترتيب فلسطين في التصنيف العالمي بالإضافة إلى تطور مشاركة الأندية الفلسطينية في كأس رئيس الإتحاد بعد مشاركة أندية جبل المكبر وهلال القدس وشباب الظاهرية والتي كانت مشاركة أولية ناجحة بعد وصول مركز شباب الأمعري إلى المباراة النهائية والنتائج اللافتة التي حققها هلال القدس."
وختم جمال قائلاً "نأمل أن ينجح هلال القدس في تخطي الأدوار التمهيدية والتأهل إلى مرحلة المجموعات لأن هذا الأمر سيعود بفائدة كبيرة على الكرة الفلسطينية وأتمنى أن نستطيع في ترجي وادي النيص أن نعكس الصورة الجيدة لكرة القدم الفلسطينية في السنوات الأخيرة."
وسواء نجحت الأندية الفلسطينية في تحقيق نتائج لافتة أم لا، إلا أن الأكيد بأن الكرة الفلسطينية ستحصل على دفعة كبيرة لمزيد من التطور في المستقبل.