بقلم: بدر مكي
الرياضة .. نموذج للوحدة
وفدٌ رفيع المستوى من القطاعين الرياضي والشبابي في بيروت .. للقاء أبناء شعبنا الذي يتولى العمل في القطاعين المذكورين.. ويأتي ذلك في إطار ترتيب هذين القطاعين في شأن الرياضة والشباب والأندية ولعبة كرة القدم والكشافة.
هذه الحركة الرياضية التي وحدتنا وجمعت أبناء شعبنا على اختلاف مشاربه .. ويبدو ان هذا الأمر الوحيد الذي يوحد شعبنا من حوله.. وكان اللواء الرجوب رئيس مفاصل العمل الرياضي والشبابي قد أوعز لهذا الوفد بضرورة التواصل بين أبناء شعبنا في الداخل والخارج .. وخاصة الساحة اللبنانية وتطوير وتفعيل كافة جوانب العمل الرياضي والشبابي .. أسوة في الوطن وهي مهمة اللجنة الأولمبية واتحاداتها والمجلس الأعلى واهتماماته.
إن الحراك الرياضي الذي يمتد على مدار موسم رياضي كامل، يطال كافة الألعاب الرياضية والتي تسعى من خلال مسابقاتها المحلية إلى تزويد منتخباتنا الوطنية باللاعب المؤهل وفق معايير محددة، وخاصة في شأن الألعاب الفردية واستحقاقاتها العربية والدولية..ولعل الرهان على بعض الاتحادات.. في المشاركة بأولمبياد ريو في العام المقبل، وعلى هذه الاتحادات المباشرة بالخطط التي وضعت برسم تلك المشاركة.
وفي موضوع وحدة الحال في الحركة الرياضية .. يجب الاشارة أن اتحاداتنا في رئتي الوطن والشتات.. تعمل بروح الفريق الواحد، واذا كان للبعض أجندته الشخصية أو الفئوية فهذا خارج عن النص تماماً .. حيث أنّ منتخباتنا تمثل كافة ألوان الطيف وكذا النسيج الاجتماعي وتعبر عن وحدة الجغرافيا الفلسطينية .. وهذا الذي يجعل من جماهير الحركة الرياضية تلتفّ حول منتخباتنا، التي أصبحت جزء من مشروعنا الوطني والتحرري إزاء ما تمثله من عنوان للوحدة .. وكل ذلك.. لم يأت من فراغ بل لثقة أبناء الحركة بالقيادة الرياضية التي جعلت من الرياضة مصدر فخر واعتزاز، عبر سنوات العمل الجاد للوصول إلى ما وصلت إليه، من اهتمام غير مسبوق من قبل النخب السياسية والقطاع الخاص وجماهيرنا الرياضية في كافة أماكن تواجدها.
كتيبة الواد .. والأمجاد
يلعب واد النيص يوم الرابع والعشرين من الشهر الجاري مباراته الأولى في تصفيات كأس الاتحاد الآسيوي أمام الجزيرة الأردني على الأراضي الفلسطينية في ملعبنا البيتي فيصل الحسيني.
أبناء القرية الصغيرة .. الذين أثبتوا علو كعبهم في لعبة كرة القدم .. تلك اللعبة التي ساهمت في شهرة القرية التي يقارب تعدادها 700 نسمة، كتيبة الواد الطيبين الذين نحبهم .. علينا جميعاً.. أن نتواجد في استاد المباراة لأنهم يتحملون مسؤولية وطنية في تحقيق نتيجة ايجابية تلبي طموح الشارع الرياضي .. علينا جميعاً أن نساند تلك الكتيبة التي قدمت استحقاقاتها للحركة الرياضية، وتبوأت الصدارة في أكثر من محفل رياضي يعنى بلعبة كرة القدم .. وقدمت أوراق اعتمادها للحركة الرياضية من خلال مشاركة أكثر من نجم من القرية الصغيرة إلى الفدائي الكبير والصغير على حد سواء.
تلك القرية .. كبيرة بأبنائها .. الصامدين على أرضهم رغم محاولات الكيان العبري للاستيلاء على أراضيهم.
غزة الرياضي .. وطنٌ يعيش فينا
يتصدر نادي غزة الرياضي .. بطولة الدوري في قطاع غزة وأشعر في قرارة نفسي، إنّ فريق كرة القدم في النادي الأعرق في فلسطين، يستعيد عافيته وعنفوانه الذي كان في سبعينيات القرن الماضي وكذا عقد الثمانينات، بوجود فطاحل الكرة الذين لعبوا له مثل بسيسو والمصري ومطر وعجور ومهدي والبلعاوي والريس وأبو الشيخ... وكذا الادارات الشوا وبسيسو والافرنجي والغول والمرحوم سعيد الحسيني وصولاً إلى موسى الوزير.
كنّا ونحن صغاراً نسمع عن هذا النادي ونسعى للوصول إلى الملاعب اليرموك أريحا، البرة، المطران، نابلس، الحسيني، عندما يكون نادي غزة طرفاً في أي لقاء مع أقرانه من الضفة.. كان التواصل بين أبناء الشعب الواحد في أرقى صوره، لأن هذا النادي الحبيب كان مثالاً رائعاً في الوطنية وتخريج قوافل من المبدعين على الصعيد الوطني والرياضي.
كان غزة الرياضي كما الوطن يعيش فينا وتجسدت علاقات تاريخية بين غزة الرياضي العملاق وغيره من أبناء شعبه، سواء مؤسسات أو أفراد وأصبح قدوة لنا وحتى على الصعيد الإعلامي كان أبو الشيخ وأسامة فلفل ومهيب النواتي من خيرة الأصدقاء.. حيث كان التلاقي فيما بيننا من أجمل اللحظات .
غزة العزّة التي قدمت نماذجاً من البطولات والفداء دائماً تعيش في قلبي، وزاد عشقها لأنه خرج من الأزقة والحواري أولئك الناس الذين أحبهم .. ابو اياد وأبو جهاد والشيخ الجليل أحمد ياسين .. وأحبت هي الأخرى (غزة) .. برمز نضالنا أبو عمار الذي يجمع عليه الكل الفلسطيني في الحياة والممات.
أتمنى لفريق كرة القدم أن يواصل التحليق عالياً في سماء غزة وفلسطين، وهذا النادي يعتبر بالنسبة لنا مؤسسة عائلية فذة تجمع مختلف الألعاب الرياضية وبنيته التحتية هي عنوان للحركة الرياضية في بلادي.
تحية من الأعماق لنادي غزة الرياضي على وجه الخصوص ولكل أندية القطاع الصامدة، آملاً أن تتواصل مسيرة العطاء والوحدة بين رئتي الوطن، شاء من شاء وأبى من أبى.
الجدعان في أول مكان
تعود نتائج وانجازات مركز بلاطة إلى الاستقرار داخل المركز، هذا ما افصح عنه المدرب القدير خليفة الخطيب.
مدرب الجدعان صديقي خليفة .. يؤكد أن النظام العائلي السائد في الفريق، كان سبباً رئيسياً في الوصول إلى قمة الدوري .. وهذا جعل من قيمة الانتماء تسود داخل صدور اللاعبين الذي غالبيتهم هم من أبناء المخيم.
دائماً ما يقدم الفريق كرة رائعة، ممتعة، يقاتلون في الملعب يتمتعون بروح رياضية عالية، الحارس الفذ خليفة الخطيب ابن المخيم الذي لعب له لسنوات طويلة.. ورفيق دربه كمال حمدان .. الذي دافع عن ألوان بلاطة منذ صغره يقود الدفة مع المدرب الوطني الذي تعب على نفسه واجتهد وأبدع.
فريق الجدعان الذي أحب يضرب بقوة ويسجل نتائج مميزة، أتمنى أن يواصل جدعان بلاطة التحليق ويحققوا الألقاب ولكل مجتهد نصيب، كما أتمنى أن يواصل جمهور بلاطة مؤازرة الفريق بكل روح رياضية، حتى يعود أبناء الانتفاضة الأولى من مخيم الشهداء للعب على أرضهم وبين جمهورهم.