غزة- تقرير معا - تحاول عائلة النملة التي تقطن في مدينة رفح جنوب قطاع غزة العودة إلى الحياة الطبيعية والتأقلم مع ظروفها بعد أن فقد كل أفراد العائلة أطرافهم السفلية في مجزرة رفح الدموية التي عرفت بالجمعة السوداء.
180 شهيدا استشهدوا في الجمعة السوداء التي ارتكب الاحتلال خلالها افضع المجازر وقصفت البلدة بشكل عشوائي بحثا عن الضابط الاسرائيلي "هدار غولدن"، أما وائل وزوجته إسراء كتب لهما النجاة مع طفلهم مبتوري السيقان في الاول من آب من العام الماضي.
اشتد القصف على شارع "البلبيسي" في رفح جنوب قطاع غزة في المنطقة الحدودية مع الأراضي المحتلة فقرر وائل وأخيه الخروج من المنزل إلى مكان أكثر أمنا إلا أن صاروخين من طائرة استطلاع كانت الأسرع إليهم فأردتهم أرضا بين شهيد ومصاب.
ويروي وائل التفاصيل كما يتذكر: "في ذلك اليوم خرجت وأخي نحمل عائلاتنا هربا من الصواريخ العشوائية... ثواني فقط وكانت الدماء تسيل من حولنا رأيت زوجة أخي وقد واستشهدت".
حاول وائل النهوض ليحضر طفله المدرج بدمائه لكنه اكتشف أن ساقه بترت على الفور، كما بترت ساق ابنه وغاب عن الوعي مجددا.
بعد خمسة ايام مكثها وائل في العناية المركزة استيقظ على ساق مبتورة، وعلم أن اخيه وزوجته قد استشهدا بينما اصيبت زوجته وابنه بجروح بالغة أدت الى بتر اطرافهما ايضا.
وتقول الزوجة اسراء: "في اليوم التالي للإصابة استيقظت وأنا في العناية المركزة ولم اجد ساقي" مبينة أنها حاولت لحظة القصف النهوض ولكن شيئا منعها لم تعلم في حينها أنها فقدت اطرافها.
تغيرت حياة اسراء كليا مبينة أنها فقدت قدرتها في الخروج متى شاءت حتى أن اطفالها يجدون صعوبة في التعامل معها بينما تحاول هي ممارسة حياة طبيعية تتحمل مسؤولياتها كأم وزوجة وتقول:"احاول قدر الامكان أن اكون قريبة من ابنائي من خلال اللعب معهم أو تقديم الخدمات التي استطيع القيام بها رغم أن الامور اختلفت كثيرا عن ذي قبل".
وتتمنى اسراء كما زوجها أن يحظيا بفرصة لتركيب اطراف صناعية تمكنهما من العودة الى الحياة مجددا، إلا أن لا احد يقدم لهم المساعدة كما قال الزوج الذي يحتاج الى استكمال علاجه في الخارج والخضوع لعملية جراحية في ساقه المبتورة.
ومازالت عائلة النملة تتلقى جلسات الدعم النفسي إلا أن سيقانهم المبتورة ستبقى شاهدة على مجزرة جديدة تضاف الى سجل الاجرام الاسرائيلي بحق الفلسطينيين كما صبرا وشاتيلا ودير ياسين ومجزرة الشجاعية وخزاعة وغيرها.
وشنت إسرائيل هجومها برا وجوا وبحرا على المدينة الحدودية وحاصرتها من كل الجهات بحثا عن الضابط "هدار غولدن"، الذي نجحت المقاومة في أسره خلال الحرب