الإحساس بالوطن
عند الشاعر العربي الجاهلي
ا.م الشيخ ضياء علي
الاهداء
الى الغرباء في اوطانهم ..... لفقد الاحبة ......
المقدمة
الحمد لله ... والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله آل الله .
اما بعد ..
يُعد الوطن عند العرب كياناً يحرصون كل الحرص على اثبات وجوده ، وذاتاً يعتدون بالانتماء اليها ويلهجون في التعبير عن هذا الانتماء . وكان همهم الاكبر وشغلهم الشاغل الذي لا يكاد يفارق وجدانهم طرفة عين وهذا ما نراه واضحاً في تعبير شعرائهم عن الارض والتعريف بكل ما يتصل بها من قريب ومن بعيد .... حتى اصبحت هي الفكرة المهيمنة على احساسهم ووجدانهم وجعلتهم يتخذون من المكان المفقود تقليداً سائداً متمثلاً بالوقفة الطللية .. وتأتي مواقفهم الوجدانية شعراً مُلحاً ومُعِّبراً عن كل ما يتعلق بالمكان ثم يتعزز تعبيرهم ويتجلى واضحاً عند اهم شرط من شروط الانتماء وذلك في الحديث عن القبيلة لتي هي عنوان كبير لوجودهم ، فالارض والقبيلة هما بمنزلة الدار وساكنها ... ومن الاثنين يتشكل الوطن المادي والمعنوي ... وقد تحدث الشاعر الجاهلي عن ارضه كثيراً ورسم لوحاتٍ فنية من المشاهد الحية والصور الدقيقة المتحركة لكل ما وقعت عليه عينه وشهدته جوارحه ...وفي الوقت نفسه عّبر عن احساسه بالقبيلة ورأى فيها ذاته ووجوده دالاً بذلك على صدق الانتماء الى وطنه في اهم عنصرين من عناصر تكوينه اللذين كانا حاضرين في نفسه ووجدانه وكاشفين عن عمق انتمائه الى الوطن والوفاء لكل مَن وما فيه ...