تعليق مهام كبير مذيعي قناة «أن بي سي» الامريكية لاتهامه بالكذب في ذكرياته حول العراقFebruary 11, 2015
نيويورك – أ ف ب: علقت قناة «أن بي سي» مهام كبير مذيعيها برايان وليامز لستة أشهر بلا راتب بسبب محاولته تضخيم ذكرياته حول وجوده في العراق في 2003، ما شكل زلزالا في قطاع الاعلام المرئي والمسموع الامريكي.
فحتى مطلع شباط/فبراير كان وليامز، الذي قدم اخبار المساء في قناة «أن بي سي» منذ 2004، أحد المذيعين الأكثر شهرة في الولايات المتحدة ويحظى بقدر كبير من الاحترام. وكان جدد عقده في كانون الاول/ديسمبر مع القناة لخمس سنوات مقابل حوالي 10 ملايين دولار سنويا. وسرى تعليق مهامه فورا على ما أعلنت رئيسة «أن بي سي نيوز» ديبرا تورنيس في مذكرة داخلية مشيرة الى توقيف راتبه في هذه الفترة.
ففي اثناء نشرة المساء في 30 كانون الثاني/يناير أكد برايان وليامز الذي يتولى رئاسة تحرير النشرات كذلك، على الهواء أن مروحية كان يستقلها في 2003 تعرضت لهجوم بقاذفة صواريخ. وكان روى قصة مشابهة في 2013 لمقدم البرامج الفكاهي ديفيد ليترمان.
لكن يبدو انه بدل في قصته مع الوقت. ففي 2003 اكد وليامز «بعد الهبوط علمنا ان (مروحية) تشينوك التي كانت امامنا كادت تنفجر في الهواء».
وكتبت تورنيس «برايان اساء نقل الوقائع التي جرت في اثناء تغطيته الحرب في العراق في 2003. لاحقا بات واضحا انه كرر ذلك في عدة مناسبات في اثناء روايته لهذه القصة. لكنه اخطأ، وهذا امر غير لائق باحد في موقع برايان». واضافت ان القناة «قلقة كذلك حيال تعليقات ادليت خارج القناة فيما كان برايان يروي تجربته الميدانية».
بعد نشرة 30 كانون الثاني/يناير شكك عسكريون في صيغة رواية المذيع. واكد قائد طائرة ان المروحية التي استقلها الصحافي في العراق كانت تبعد 30 دقيقة على الاقل عن تلك التي استهدفها اطلاق نار، ما اثار عاصفة تعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي.
عندئذ قدم وليامز اعتذاراته على الهواء في 5 شباط/فبراير مؤكدا أنه ارتكب «خطا».
وأقر لاحقا «كنت في طائرة تتبع» المروحية التي تعرضت للنيران. وأضاف «لقد ارتكبت خطأ خلال نقل هذه الوقائع التي تعود الى 12 سنة».
وشكك كثيرون في ارتكابه خطأ واتهموه بالكذب في نقل ما حدث، مؤكدين ان الخطأ غير ممكن ان تعرض احدهم لاطلاق نيران قاذفة صواريخ. بدلا من تهدئة اللعبة اثارت اعترافاته سخطا فيما اعتبر معلقون ان وليامز فقد مصداقيته ومن الصعب ان ينفد من الزوبعة الاعلامية تلك. وفتحت قناة ان بي سي تحقيقا داخليا بحسب وسائل الاعلام الامريكية فيما اعلن وليامز السبت انه انسحب طوعا من اذاعة النشرات الإخبارية «في الايام التالية».
ومع تواصل التحقيق ادلى رئيس مجلس ادارة مجموعة ان بي سي يونيفرسال ستيف بورك بتصريحات قاسية وجهها الى المذيع الذي رمز الى القناة في النشرات الاخبارية وعاد عليها بعشرات الملايين من الدولارات من الاعلانات سنويا.
وقال في نهاية المذكرة ان «برايان، من خلال تصرفاته، هدد الثقة التي وضعها ملايين الامريكيين في قناة «أن بي سي» الاخبارية. تصرفاته لا يمكن تبريرها وهذا التعليق قاس ومناسب». لكنه اضاف أن وليامز اطلعه على «ندمه العميق. وهو يريد استعادة ثقة الجميع» متحدثا عن منحه «فرصة ثانية». وتأتي هذه الحادثة فيما تكافح قنوات التلفزيون الامريكية للحفاظ على نسب مشاهدي نشراتها الاخبارية المسائية منذ عدة سنوات.