رسًسًـآلَة روِحً ~
الألم ذلك النبع الساخن الذي
يفور غليانه في القلب
ذلك الشوك المغروز في
فروعِ الروحِ
ذلك الصمت المُميت
الذي يتحدثْ
فالصمت لصمتهِ قد تحدثْ
والألم لألمهِ قد تبرأ من اسمهِ
فكيف بتلك العضلة التي
تتحرك في الجوف..!
وإن لأصوات الألم بداخل تلك
الضلوع وثناياها المتوجع
كصوت رياح يسمع
أزيزها وكأعاصير تقتلع
الأشجار من جذورها
وذلك الظلام الدامس الذي
يخفي للنور معالمها
حينها سيكون السكون
وسأنظر في الفراغ المجنون في
ليلي بالشجن المسجون
إلى ذلك الألم الذي ينتابني في
اليوم مليارات المرات في
الثانية الواحدة,
إلى ذلك الحزن الذي ينشرني على
حبل غسيل من
المستحيل أن يجف ماءه
إلى ذلك الشجن العميق الذي
يهز أغصان روحي كرياح
شقية على وجوه البشر
إلى ذلك العبوس الذي غمد
البسمة خلفها حتى بقت
البسمة ضحية لمعالم الخطوط
المؤلمة على وجه فتاة قد
أذبلها الأنين
قد عصرتها الآهات
إلى ذلك القلب النابض الذي
لم يعد ينبض سوى دقات
أصوات كأصوات عمال
ينخرون صخوراً
قاسيةً ،،
كلما أراد الإحساس أن
يخترقها إلا أن القلب قد
تحصن بقسوة الزمن من غير
الممكن اختراق حصنها
إلى تلك الدموع الحائرة في
صحراء وجنتي التي تأبى
النزول من عيني فتسكن بها
ليتضح خلفها لمعان الألم
الأليم
إلى ذلك الصمت الهادئ
البارد الغامض الذي يكاد
أن يفور كبركان ثائر كان
خامداً منذ الآلاف السنين
رسالة ألم أوجهها
إلى نفسي
رسالة صبرَ حِبرها سنوات
من المعاناة
رسالة صوت خافت قد أعياه
شغب الحياة
ومع ذلك ستظل مجرد رسالة
في وجه من فجروني إلى
أشلاء وبينها قلب
نابض يريد أن يتوقف
ولكن
يأبى أن يتوقف إلى أن
يحين أجله
(مخرج)
مهما كان عمق الألم
فلابد أن أبتسم
ولو كانت هناك دموع تريد
أن تصرخ فلابد أن أخفيه
راقتْ لي
تحياتي