واجهات المحال في شرق أوروبا في فترة الاشتراكية
مع نهاية ثمانينيات القرن الماضي، بدأت الخريطة السياسية للعالم في التغير مع انهيار الستار الحديدي الذي كان يقسم أوروبا. وبدا أن الصراع بين الشرق والغرب أوشك على الانتهاء.
وبعد انهيار سور برلين، تدفق الآلاف من حدود ألمانيا الشرقية إلى ألمانيا الغربية، وأبهرتهم أضواء المتاجر الممتلئة بكل البضائع التي يحلمون بها.
لكن رجلا يدعى ديفيد هلينسكي اهتم بتوثيق الجزء الاشتراكي من أوروبا، ومظاهر الحياة العمرانية الموجودة حوله. والتقط عددا من الصور لواجهات المحال التجارية، مما يعطي لمحة عن الحياة في المدن الاشتراكية القديمة.
ووثق هلينسكي تجربته في كتاب "التسوق من واجهات المحال التجارية من خلال الستار الحديدي"، الذي نشرته "التايمز وهدسون"، وأشار إلى هذه التجربة في مقدمة الكتاب.
وقال إن المتاجر في الشرق "أخفت، بقدر ما أظهرت، الكثير عن الاقتصاد الحقيقي".
وأضاف أن أخبار وفود بضائع جديدة كانت تنتشر شفهيا، "مما يعني أن أخبار الشائعات والنميمة حلت محل الإعلان".
وكان الخبراء بهذا الشأن يخزنون البضائع أثناء توافرها، ثم يقايضونها لاحقا في مقابل بضائع أخرى.
ولم تكن بواجهات المحال في الشرق أي من الأضواء الساطعة أو العلامات التجارية المعروفة في الغرب.
وكانت البضائع بلا علامات تجارية، إذ لم تتوفر أشكال متعددة من المعروضات.
لكن هلينسكي يقول إنه "شعر ببعض المتعة من التسوق في بيئة خالية من هذا الكم من المغريات والرفاهيات". وأضاف أنه كان يحمل جوازا للسفر وبإمكانه أن يرحل وقتما يشاء.
متجر للحوم في العاصمة الروسية موسكو، عام 1990.
كذلك أشار إلى أن واجهات المحال في الغرب تغيرت أيضا، إذ أغلقت الكثير من المحال الصغيرة في الشوارع التجارية، واستبدلت بأخرى لكبرى العلامات التجارية. فقد اتحد الشرق والغرب في النمط الاستهلاكي.
وربما حان الوقت لكي نوثق واجهات المحال في مدننا، مثل إميلي فيبر التي تعمل على مشروع مماثل منذ سنوات.
وهذه مجموعة مختارة من الصور التي التقطها ديفيد هلينسكي.
مطعم في يوغوسلافيا، عام 1989.
متجر للأزياء الموحدة في موسكو، عام 1990.
متجر لبيع أحمر الشفاه في موسكو، عام 1990.
صورة في واجهة أحد المتاجر في يوغوسلافيا، عام 1989.
متجر لمستلزمات المدارس في بولندا، عام 1989.
المصدر
http://www.bbc.co.uk/arabic/artandcu...mmunist_europe