محمد حسن يوسف
يجد المتابع لأدبيات الترجمة المكتوبة باللغة العربية فراغا كبيرا في هذا المجال. ولعل هذا ما دفعني إلى خوض الكتابة عن هذا الفرع من المعرفة.
وموضوع معاني الكلمات من الموضوعات وثيقة الصلة بالترجمة، فالمترجم لا ينقل إلا ما كان له معنى، ولن يستطيع المترجم فهم أي نص إلا من خلال معرفة معنى كلماته. وهكذا تمثل معاني الكلمات نقطة الانطلاق أمام المترجم للقيام بعمله.
وكما نطلب من النجار البارع أم يكون ملما إلماما كاملا بأدوات مهنته، وكما نطلب من الرسام أن يكون خبيرا في الألوان، فإننا نطلب من المترجم أن يكون لديه فهما كاملا بمعاني الكلمات. فالكلمات هي وحدات البناء التي يتكون منها النص، وبدون فهمها فهما جيدا فلن يستطيع المترجم القيام بنقل الرسالة التي يحتوي عليها النص الأصلي.
وبالطبع فالمترجم لا يترجم الكلمات بمعزل عن السياق، فهذه هي مهمة المعاجم ثنائية اللغة التي توضح معنى كل كلمة على حدا. فإذا ما تم تجميع الكلمات معا في نص معين، اكتسبت المعنى الذي يوضحه السياق المذكور. وفي هذه الحالة، يكون على المترجم نقله على الشكل المذكور فيه.
وعلى حد قول جيمس كرين: " كلنا يعلم أن يد الساحر مهما بلغت من المهارة والبراعة، لا تستطيع تحويل قطعة قماش سوداء إلى بيضاء. ولكننا مع ذلك نصفق للساحر عندما يوهمنا بأنه يفعل ذلك عن طريق الحيل الخادعة "[1].
وهذا هو ما يشبه دور المترجم. إن عليه بذل كل جهد لديه لنقل أصدق معنى ممكن يحتوي عليه نص اللغة المصدر. ويكون علينا في النهاية إزجاء الشكر له لأنه خاض غمار هذا العمل المضني وبذل خلاله الجهد الجهيد ...
وسوف تكون مناقشتنا لهذا الموضوع على النحو التالي:
تمهيد: معاني الكلمات وموقعها من علم اللغة
الفصل الأول – معاني الكلمات في إطار نظري
1- المعاجم اللغوية والمعاجم المتخصصة
2- تطور المعجم العربي
2-1- ملحق بالتعبيرات الإنجليزية المستخدمة في العربية
3- المجامع اللغوية العربية
4- الاشتقاق الدلالي والفجوات المفرداتية
5- سلوك الكلمات في اللغتين العربية والإنجليزية
5-1- الاشتراك
5-2- الترادف
5-3- الطباق
5-4- الأفعال المتعدية والتعبيرات الاصطلاحية
الفصل الثاني – معاني الكلمات في إطار عملي
1- إثراء الحصيلة اللغوية
2- كلمات تثير الالتباس
تـــابــــــــــع