سوق بابل الكبير والصغير الذي يتوسط قلب مركز المحافظة يعتبر محط انظار جميع المتبضعين والتجار الذين أسموه بـ(سوق الفقراء) لرخص اسعاره واكتظاظه بالمتبضعين،
وشكا اصحاب المحال التجارية باهمال الحكومات المتعاقبة في المحافظة بعدم تقدم شيء لهذا السوق القديم والتأريخي على الرغم من الوعودة المتكررة بتطويره وتأهليه. ما زال الاهمال واضحا لأنشاء سوق خاص
لأصحاب البسطيات التي تعيق حركة المارة، فيما أكد مسؤولون أن السوق الكبير والصغير سيدرج ضمن موازنة 2015. وقال عباس محمد صاحب محل تجاري وسط سوق الحلة الكبير ان "سوق الحلة الكبير قديم
ويضم عددا من المحال التجارية القديمة لكن دون ان يحظى باهتمام الجهات المعنية حيث ان السوق معدوم من الخدمات الضرورية كالانارة الحضارية والاهتمام بالارصفة المحيطة به كما ان سقوف السوق منهارة
لتقادمها".
وأستغرب محمد "من مرور المسؤولين في السوق بشكل دوري وعدم تخصيص أموال للحفاظ عليه كأقدم سوق في المحافظة". فيما قال محسن علي أحد اصحاب البسطيات ان "أصحاب البسطيات والبالغ عددهم
1300 شخص هؤلاء منذ فترة يعانون من الحكومات المحلية التي استغلت تواجدهم أيام الانتخابات والعروض المغرية منهم بايجاد حل لمشاكلهم والمضايقات عبر ما تسميه البلدية بالتجاوزات متناسين انها رزقهم
الوحيد وعندما تنتهي الانتخابات ويحصولون على المقاعد في البرلمان او عضوية مجلس المحافظة يبدأ المسؤولون بمضايقتنا بحجة التجاوز واعاقة حركة المارة". وأضاف ان "أغلب اصحاب البسطيات يحملون
شهادات دراسية جامعية دون ان يجدوا وظائف تناسب شهادتهم فلجأوا الى العمل الحر في السوق "مشيرا الى ان" اسباب تواجدنا بسوق الحلة هي لأعالة عوائلنا وأخرين هم المعينون لعوائلهم بعد ان قتل معينهم الاول
في العمليات الارهابية التي حدثت في المحافظة بوقت سابق". وبين علي ان "الحكومة المحلية الحالية لم تقدم أية خدمات سوى بناء مسقف سوق الحلة الصغير وعلى الرغم من وعودها بانشاء سوق نظامي لأصحاب
البسطيات والعربات الخشبية لكن دون تنفيذها". عن ذلك قال نائب محافظ بابل الاول وسام اصلان الجبوري المختص بمراقبة تنفيذ المشاريع ان "سوق الحلة بحاجة الى تصاميم نظامية مناسبة له وبنفس الوقت تحافظ
على شكله التراثي "مؤكدا ان"هذا المشروع مازال في طور البحث والمناقشة من قبل الادارتين التنفيذية والتشريعية". واضاف ان "تخفيض موازنة المحافظة ادى الى تقليل حجم المشاريع المراد تنفيذها لذا سيكون
هناك خطة شاملة لموازنة عام 2015 ونتوقع بأنها ستكون استراتيجية وستخدم أبناء المحافظة". من جانبه قال نائب عن محافظة بابل رزاق الحيدري ان "سوق الحلة يحتاج الى تأهيل وان اصحاب البسطيات بحاجة
ايضا الى ساحة خاصة بهم لتفادي قطع ارزاقهم، "مبينا ان" الساحة التي تحيط بالسوق تعاني من قلة الخدمات وفتح طرق للمتبضعين وتسهيل مهمة الاجهزة الامنية الذين ينتشرون بين اصحاب البسطيات". ودعا
الحيدري "الحكومة المحلية الى تقديم دعم واهتمام أكبر بسوق الحلة الكبير والصغير من اجل الحفاظ على هذا السوق التأريخي "مشددا على "ضرورة قيام الحكومة المحلية باستخدام امكانياتها الذاتية لتطوير وتأهيل السوق".
العدالة