كُلُّ شَيءٍ مَصيرُهُ لِلزَوالِ |
غَيرَ رَبّي وَصالِحِ الأَعمالِ |
وَتَرى الناسَ يَنظُرونَ جَميعاً |
لَيسَ فيهِم لِذاكَ بَعضُ اِحتِيالِ |
قُل لِأُمِّ الأَغَرِّ تَبكي بُجَيراً |
حيلَ بَينَ الرِجالِ وَالأَموالِ |
وَلَعَمري لَأَبكِيَنَّ بُجَيراً |
ما أَتى الماءُ مِن رُؤوسِ الجِبالِ |
لَهفَ نَفسي عَلى بُجَيرٍ إِذا ما |
جالَتِ الخَيلُ يَومَ حَربٍ عُضالِ |
وَتَساقى الكُماةُ سُمّاً نَفيعاً |
وَبَدا البيضُ مِن قِبابِ الحِجالِ |
وَسَعَت كُلُّ حُرَّةِ الوَجهِ تَدعو |
يا لِبَكرٍ غَرّاءَ كَالتِمثالِ |
يا بُجَيرَ الخَيراتِ لاصلحَ حَتّى |
نَملَأَ البيدَ مِن رُؤوسِ الرِجالِ |
وَتَقَرَّ العُيونُ بَعدَ بُكاها |
حينَ تَسقي الدِما صُدورَ العَوالي |
أَصبَحَت وائِلٌ تَعِجُّ مِنَ الحَر |
بِ عَجيجَ الجِمالِ بِالأَثقالِ |
لَم أَكُن مِن جُناتِها عَلِمَ اللَهُ |
وَإِني لِحَرِّها اليَومَ صالِ |
قَد تَجَنَّبتُ وائِلاً كَي يُفيقوا |
فَأَبَت تَغلِبٌ عَلَيَّ اِعتِزالي |
وَأَشابوا ذُؤابَتي ببُجَيرٍ |
قَتَلوهُ ظُلماً بِغَيرِ قِتالِ |
قَتَلوهُ بِشِسعِ نَعلٍ كُلَيبٍ |
إِنَّ قَتلَ الكَريمِ بِالشِسعِ غالِ |
يا بَني تَغلِبَ خُذوا الحِذرَ إِنّا |
قَد شَرِبنا بِكَأسِ مَوتٍ زُلالِ |
يا بَني تَغلِبٍ قَتَلتُم قَتيلاً |
ما سَمِعنا بِمِثلِهِ في الخَوالي |
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي |
لَقِحَت حَربُ وائِلٍ عَن حِيالِ |
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي |
لَيسَ قَولي يرادُ لَكِن فعالي |
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي |
جَدَّ نَوحُ النِساءِ بِالإِعوالِ |
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي |
شابَ رَأسي وَأَنكَرَتني القَوالي |
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي |
لِلسُرى وَالغُدُوِّ وَالآصالِ |
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي |
طالَ لَيلي عَلى اللَيالي الطِوالِ |
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي |
لِاِعتِناقِ الأَبطالِ بِالأَبطالِ |
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي |
وَاِعدِلا عَن مَقالَةِ الجُهّالِ |
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي |
لَيسَ قَلبي عَنِ القِتالِ بِسالِ |
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي |
كُلَّما هَبَّ ريحُ ذَيلِ الشَمالِ |
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي |
لِبَجَيرٍ مُفَكِّكِ الأَغلالِ |
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي |
لِكَريمٍ مُتَوَّجٍ بِالجَمالِ |
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي |
لا نَبيعُ الرِجالَ بَيعَ النِعالِ |
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي |
لِبُجَيرٍ فداهُ عَمّي وَخالي |
قَرِّباها لِحَيِّ تَغلِبَ شوساً |
لِاِعتِناقِ الكُماةِ يَومَ القِتالِ |
قَرِّباها وَقَرِّبا لَأمَتي دِر |
عاً دِلاصاً تَرُدُّ حَدَّ النِبالِ |
قَرِّباها بِمُرهَفاتٍ حِدادٍ |
لِقِراعِ الأَبطالِ يَومَ النِزالِ |
رُبَّ جَيشٍ لَقيتُهُ يَمطُرُ المَو |
تَ عَلى هَيكَلٍ خَفيفِ الجِلالِ |
سائِلوا كِندَةَ الكِرامَ وَبَكراً |
وَاِسأَلوا مَذحِجاً وَحَيِّ هِلالِ |
إِذا أَتَونا بِعَسكَرٍ ذي زُهاءٍ |
مُكفَهِرِّ الأَذى شَديدِ المَصالِ |
فَقَرَيناهُ حينَ رامَ قِرانا |
كُلَّ ماضي الذُبابِ عَضبِ الصِقالِ |