يعد دوار البحر من الأعراض الشائعة عند السفر على متن السفن والبواخر، ما يتسبب في إفساد متعة الرحلة، ويمكن التغلب على دوار البحر من خلال تعاطي بعض الأدوية وببعض الوسائل البسيطة مثل الزنجبيل.
وأوضح البروفيسور أندرياس كوخ، من المعهد الطبي التابع للبحرية الألمانية، أن دوار البحر يعتبر أحد أمراض الحركة، التي قد يعاني منها الشخص أيضاً عند ركوب وسائل المواصلات المختلفة.
تضارب المعلومات
وينشأ دوار الحركة نتيجة حدوث تضارب بين المعلومات، التي تصل إلى المخ من العين، والمعلومات، التي يرسلها الجزء المسؤول عن التوازن في الأذن الداخلية عن حالة الجسم الحركية؛ حيث يرى ركاب السفينة حركة الأمواج من أمامهم، بينما يشعرون بثبات كابينة السفينة أو مقصورة السيارة.
ويصف كريستيان أوتومان، مدير الطاقم الطبي للعمليات البحرية، الأعراض الأولية لدوار الحركة بأنه في البداية يظهر شعور بعدم الارتياح والتجشؤ والإحساس بالضغط وظهور علامات الشحوب والإجهاد على وجه الشخص المصاب.
وأردف "أوتومان" قائلاً: "وبعد ذلك يأتي الغثيان"، لأن الجسم يستجيب للانطباعات المتضاربة من خلال الشعور بالإجهاد والتوتر، ومن ثم يقوم الجسم بإفراز هرمونات التوتر، ومنها الهستامين. وإذا قام الجسم بإفراز كمية كبيرة من هذا الهرمون، فإن الشخص المصاب يعاني من القيء.
مضادات الهستامين
وأوضح أندرياس كوخ أن هناك مجموعة من الأدوية توصف لعلاج دوار الحركة، وتكون عبارة عن مضادات الهستامين، وعادةً من تكون هذه الأدوية على شكل أقراص أو علكة يمكن مضغها.
وأضاف البروفيسور الألماني أن هناك مجموعة أخرى من الأدوية تضم عقار سكوبولامين، الذي يحتوي على العديد من المكونات مثل النباتات الطبية البنج والداتورة المخدرة، حيث تعمل هذه المواد الفعالة على تهدئة الشخص المصاب ومنع الغثيان.
الزنجبيل
وإلى جانب الأدوية توجد بعض الوسائل الطبيعية التي تساعد في علاج دوار الحركة، حيث أوضح البروفيسور الألماني، كوخ، أن الزنجبيل يؤثر على مركز القيء. ومن الأمور المهمة أيضاً أن يتخذ الشخص موضعاً في اتجاه حركة السفينة أو وسائل المواصلات المختلفة.
وبالإضافة إلى ذلك, يمكن لتقنيات الاسترخاء أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من دوار الحركة، ولذلك ينصح "كوخ" بالاستلقاء أو النوم، لأن هذه الأوضاع تعمل على خفض مستوى التوتر، وبالتالي يتم تسجيل المشاعر والأحاسيس المزعجة بدرجة أقل. وأشار البروفيسور الألماني إلى أنه لا يوجد دليل علمي عما إذا كان العلاج بالإبر يمكن أن يساعد في التخلص من متاعب دوار الحركة.
احذر القراءة والروائح الكريهة!
وإلى جانب ذلك، ينصح الخبراء الألمان بتجنب القيام ببعض الأمور أثناء ركوب السفن، حيث أشار "أوتومان" إلى أن القراءة مثلاً تعزز من الشعور بعدم الارتياح، بالإضافة إلى أن الروائح الكريهة والإجهاد والتعب وقلة النوم تعتبر من الظروف السلبية" التي تؤدي إلى الإصابة بدوار الحركة، كما أنه من الأفضل تجنب الأطعمة التي تحتوي على الهيستامين مثل أسماك التونة والسلامي.
وإذا رغب المرء في الانطلاق في رحلة سياحية في أعالي البحر، ورغب في معرفة ما إذا كان عُرضة للإصابة بدوار الحركة أو دوار البحر، فينصحه ديركسن فيشر، مدير الخدمات الطبية بمدينة هامبورج، بإجراء رحلة بحرية قصيرة،
فعلى الرغم من أن هذا الإجراء لا يساعد في التعرف على كل شيء، إلا أنه يوضح بعض الأمور المهمة، وإذا شعر المرء ببعض المتاعب البسيطة فيمكن أن يعتاد الجسم بعد يوم أو يومين على ذلك يتوقف الشعور بدوار البحر.