وحدة العراق اولا
بقلمي
لغة العقل ووحدة العراق ونبذ الفرقة ، كانت حاضرة بقوة في جمعة الوحدة الوطنية التي دعا إليها السيد رئيس الوزراء ، فقد توحدت أصوات الجميع في نبذ الطائفية ، ونبذ العنف .
الصلاة الموحدة كانت عنوانا كبيرا لنا نحن أبناء الشعب العراقي ، خاصة وإنها حملت عنوانا كبيرا هو وحدة العراق ، فكانت الجمعة جمعة كل العراقيين ، وكان خيار الوحدة الوطنية شعارا وهدفا وغاية.
وكل من شاهد جموع المصلين بسنتهم وشيعتهم ، صغيرهم وكبيرهم ، عليه أن يفكر بجدية في المشاكل التي يفتعلها البعض في مسارات العملية السياسية ، ويحاولون دائما وضع العصي في العجلة من اجل العرقلة او العودة للوراء كما يتمنى البعض من ذوي الأحلام الصفراء، وعلينا أن نكتشف حجم الأجندات الخارجية التي يسوقها البعض تحت يافطات عديدة ومتعددة محاولين إيهام الشارع العراقي بأنهم يحملون مشاريع وطنية، ولكن تناسى هؤلاء بأن الشعب العراقي أكبر من أن تنطلي عليه شعارات باتت فارغة وغير قادرة أن تؤدي دورها في مرحلة الوعي الكامل الذي يعيشه الشعب العراقي الذي أكتشف بأن البعض لازال مصراً أن يكون أداة لتنفيذ مرامي وأجندات خارجية باتت غير مجدية بعد أن استعاد العراق سيادته وأصبح القرار وطني مدعوما من الشعب الذي هو مصدر السلطات والقانون والقوة
لو أخرجنا الأجندات الخارجية من المشهد العام للعراق سنرى عراقا جديدا مختلفا ، هو العراق الحقيقي ، عراق التعايش والمحبة والسلام ، لأن ما يعكر صفو الأمن ويعطل الاقتصاد، ويعرقل التشريعات هي تلك الأجندات الخارجية التي تمتزج فيها روائح البعث الكريهة ومخططات إقليمية ذات غايات ودوافع مكشوفة للجميع .
وعلينا أن نؤشر هنا بانه لا توجد أزمة سياسية في البلاد إنما هناك مشكلات سياسية وسوف تنتهي حتما كما انتهت المشكلات السابقة، وبالاخص اذ فشلوا أصحاب المشاريع الخارجية لأنه ليس هناك مشاكل في البلاد لولا الأصابع الخارجية التي تريد ان تقف بعجلات الدولة، وهذا التشخيص الدقيق للمشهد السياسي العام في العراق يعكس بكل تأكيد حجم التحديات الكبيرة التي تواجهها الديمقراطية في العراق ومحاولة البعض أن يعيدوا العراق والعراقيين لأيام السجون والمعتقلات والمقابر الجماعية التي كانت السمة البارزة لحكم البعث المقبور وجلاوزته.
لهذا فإننا إذا ما حذفنا من المشهد السياسي العراقي الأجندات الخارجية وأجنحتها فإن العراق بخير، والشعب العراقي بخير ، والخدمات تنساب بهدوء دون معرقلات ،والإرهاب ينتهي للأبد لأنه سيفقد الغطاء السياسي والمالي والفكري في لحظة إنجلاء كل ما هو خارجي معطل للحياة والبناء والتقدم.
إن وحدة العراق لا خطر عليها طالما إن وعي الشعب العراقي وإدراكه للمخاطر قد أسقط الرهانات قبل أن تولد ووجدنا ذلك جليا في رفض الشعب العراقي في صلاح الدين وديالى والأنبار ونينوى مشاريع الأقلمة على أسس طائفية غايتها تقسيم العراق أرضا وشعبا.
كانت جمعة كل العراقيين الشرفاء المحبين لوطنهم الساعين للحفاظ على وحدته التي ستظل خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه.