جرحونا فنزفنا عبيرا من عبق الكلمات...
"نحن نكتب لنقتل أناس انتهى وقتهم في حياتنا"
هكذا فهمتها حين قالتها الروائية أحلام... وأتمني أن أكون فهمتها كما يجب...فأنا فعلا حين أستسلم لقلمي..أنما يكون فيض مشاعر أغدق به ورقتي..
وما أن أنهي أخر حرف حتى أجد أنني فعلا قتلتهم..وأن لم يكن قتلا بمعناه..
فأنا قد محوتهم وبكل سرور أحلتهم لأقصى مراتب التقاعد في ذاكرتي....حين يكون هناك أشخاص مصدر ألهام في أحزاننا فلنعلم أنهم جرحونا جرحا أعمق من أن يوصف....
فياليتهم قتلونا وما تركونا لابثين على أعتاب النسيان...
تشرق الشمس على تلك العتبات فننطلق مودعين مباهج الحياة.. لنرتشف قهوتنا -مرة كنكهة حياتنا-
على تلك الأدراج فبكل خطوة هناك ذكرى وما أن تقترب الشمس من الغرق في جوف السماء..
حتى نلملم أشلاء ذكرياتنا ونعود لنضمدها بشيء من زيف البسمات..
تشرق الشمس من جديد وتزداد مرارة قهوتنا وتمضي هكذا الأيام.. ها قد بدأ قلم يتخبط في زوايا النسيانأأستقر هنا تراني أنساهم أم أستقر هناك تراني أيضا أنساهم؟كنت أظن أن بحر حروفي قد حف حين قتلوني بكلماتهم..
ولكن وددت الان لو أراهم ليس لشيء لكن كي يعلموا... بأن لا أحد يمت من فراق أحد..فإن كان شيء من العمر مات .. فقد بقي شيء منه..وأن كان شيء من الأقلام جف فغدا تشرق شمس لأرشف منها حبرا لحروف يوم جديد..فقد اعتاد قلمي على قتل الكثيرين... كما اعتادت صباحاتي على قهوتي اللذيذة بمرارتها..