حيث ينقل عن أحد العرفاء أنه كان لا يفتأ عن ذكر الله عز وجل ، وكان لسانه يردد باستمرار : يا الله .. يا الله .. يا الله .. وكانت هذه الكلمة هي دعاءه وذكره وتوسله وهي غذاءه الروحي وتعني كل شيء بالنسبة له ، إلا أن الشيطان صعب عليه أن يرى هذا الرجل على هذا الحال فاشتد في إغواءه ليمنعه عن الذكر حتى القى إليه السؤال : إلى متى تظل تنادي دون أن تحصل على جواب ؟-
توقف هذا العابد برهة وأخذ يفكر، وقد ملك عليه هذا السؤال أفكاره وهواجسه. تأثر كثيراً لذلك ورجع الى بيته حزيناً مطرقاً، نعم لقد ناديت كثيراً ولكني لم أحصل لحد الآن على جواب واحد ..
ونام على فراشة باكي العين ، فما لبث ان راى في المنام من يقول له :
لماذا تركت ذكرنا ونسيتنا . فأجاب بأني قد ناديت كثيراً فلم يجبني أحد . فقيل له:
_لقد كان نداؤك لنا بنفسه جوابنا لك .
وانتبه من النوم ولسانه يلهج بذكر الله ، وعاد قلبه ينبض بالحب وعلم كيف يجيب الله عباده ، فإن نفس التوفيق والهداية إلى الخير هو أحسن جواب وخير عطاء
(( من كتاب النفس المطمئنة للسيد دستغيب قدس الله سره))