هنيئا لحكامنا بشعوبهم..
ميلاد عمر المزوغي
حكامنا الحاليون وأسلافهم(لأننا نورّث ونُعتبر من ضمن المقتنيات)هم من جلبوا لنا النصر والتحرر من ربقة الاستعمار,فأقاموا لنا المصانع الضخمة التي تنتج لنا كل ما نحتاجه,وأسسوا جيوشا للدفاع عن الوطن وتحرير ما تبقى من ارض مغتصبة,ومقدسات منتهكة,لقد علمونا دروسا في العبادات والطاعة العمياء لأولياء الأمور الذين عادة كان الغرب اختارهم لنا,هم من أوصلونا إلى هذه الحالة التي يرثى لها, فصرنا أضحوكة بين شعوب العالم.
أبناؤنا الذين لم تسعهم أسواق العمل,وبعضهم لم يجدوا مقاعد للدراسة,ونزولا عند رغبة (حكامنا) شاركوا في تحرير أفغانستان من الملحدين,لأنها ستكون الطريق إلى تحرير القدس,رغم أن بيت المقدس يرى بالعين المجردة لبعض شعوبنا,ربما لأن الروس أكثر إجراما من بني صهيون, فالصهاينة إخوة لنا ويعبدون الرب وان على حرف.
أموالنا هي التي تبرع بها حكامنا عن طيب خاطر في تأسيس جماعات تكفيرية لتدمير مكتسباتنا التي حققناها على مدى قرن من الزمن, ربما لأنها لم تعد تليق بنا,فقرروا هدمها بالسلاح الذي اشتروه لأنه على وشك الصدأ ومن ثم التخريد,وشراء سلاح جديد لتتحرك عجلة اقتصاد الغرب الذي يعاني من تكدس الإنتاج واستشراء البطالة.
نسور جونا البواسل وبالأخص الخليجية,هم من قصفوا بعض المدن الليبية ومراكز توليد الطاقة وإنتاج النفط وتصنيعه,ضمن قوات الناتو,ليزدادوا تدريبا,ودقة في إصابة الأهداف وأية أهداف!, فهي فرصة لن تعوض,أما الذين قتلوا من أبناء الوطن فهم ليسوا جديرين بالحياة.
لأكثر من أربع سنوات وشعوبنا العربية في دول انتقاها الغرب”محور الشر”,تدفع ثمنا باهظا بفعل الأعمال الإجرامية التي يقوم بها أبناؤنا نيابة عن الغرب الاستعماري بتحريض من حكامنا وبفتاوى شيوخنا الإجلاء أمدهم الله وجلب لهم الخير والسعادة .
مئات آلاف القتلى والجرحى من شعوبنا المغلوبة على أمرها على يد الغرب وأعوانه من حكام العرب,ولا مسيرات تخرج في أية بقعة من بقاع الأرض العربية منددة بما يحدث ما يدل على أن الجماهير تقف في صف الحكام بل تؤزهم نحو ارتكاب المزيد من أعمال القتل والتشريد.
بالأمس عندما اعدم الطيار الأردني على يد داعش ومن قبله رعايا غربيون,أقام العرب الدنيا ولم يقعدوها,فهل الدم التي يجري بعروق هؤلاء يختلف عن ذاك الذي يجري بعروق الذين سقطوا بفعل من جندهم حكامنا لإسقاط هذا النظام أو ذاك,تنفيذا لأوامر خارجية بحجة تمكين رعايا تلك الدول من التعبير عن أرائها وتحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية,ونعلم جميعا أن الدول المشاركة في التحالف لضرب الإرهاب هي الأكثر ديكتاتورية وقهرا لشعوبها,بل نراها محاولة من حكام تلك الدول للاحتفاظ ما أمكن بعروشها لتستمر في عمالتها.
كنت أتمنى أن تخرج الجماهير في مسيرات حاشدة منددة بتدخل حكامها في شؤون البلاد الأخرى وإسقاط حكوماتها العميلة التي تتصرف في شعوبها وكأنها قطعان ماشية,وان تحظى الماشية في عصرنا ببعض الحقوق.
هنيئا لكم أيها الحكام العرب بجماهيركم التي دأبت على الخنوع وتقديم الولاء,وتقبيل أياديكم الشريفة
,والطاعة لأوامركم الربانية, ألستم ظل الله في الأرض؟؟
لئن استطعتم تخدير الجماهير على مدى عقود,فحتما سيأتي اليوم الذي تجدون فيه أنفسكم تحت أقدام شعوبكم وتسجلون في صفحات الذل والعار إنكم ولا شك أحفاد “بروتس” بل تفوقتم عليه بفعل عوامل التطور.
خاص بانوراما الشرق الاوسط