.
.
وبعد أَنْ طوتْ صَمتَها الحكايات
ما بقي مِن قدسية الكتمان صدوع على وجه الذّاكرة
أطل مِنها على أول الوجع فـ أُلقمه حجارة العمر لـ يكبر جوعه
فـ يلتهم ما تبقى مِن سنين آجلة .!.
.
.
ايه يا زنابق الحلم العتيق
يا شقياتِ الانتظار مِن خلف أسوار الغيب الكتوم
ماتَ _ قبل أَن تُزهري _ غدك المُنيب
يا أول زوال جر الطمأنينة لحتفها ,, آمنة
يا عطر الفجر المخبوء بـ عباءة جدّتي
يا جزئي الشّقي الـ خلّفه الزّمن على رفوف العناء ينادي " كرّة أُخرى "
يا كلَّ زوارقي العابثة تحت أمواج المحال بـ جنب مَثقوب
هَذه آخر الحكاية
وما هذا الفُتات إلا آخر ما بقي منّي أنا ..!.
.
وتجيء
كــ نبؤة مُنتظرة
تُثمر فِي غد الجائعين قمحاً وحرير
شهي ..
كما وصفتكَ أحلام الأمس
وشكلتْك أُمنيات الوسائد
مختلف ..
كما ينبغي
لأُبصر مِن حيث عماي كلّ آيات التشابه
حذر .. بلا حيلة
كـ جبل وحيد
يظلّله الله بـ سحب الثبات
أَمسكتُ بك منذ ألف أُمنية ..
وفررتَ من بين أصابعي
كــ ماءٍ ظامئ
أنسكب على روضة شهيد حتى ارتوى
وتركني أهيم تيهاً كــ جهة ضالة
تستثقلها الخرائط
وما عاد في شمال المدائن متسع يأويها
لا تُنكرْ تبلدي
فقط تَحسس هذا الفقد الفاحش
والـ يملأ صدرك
هو إرث الغربة
الأكبر مِن أنْ يجلوه ابتهال كروان جائع..!
.
.
هناك حلمنا
أبصرتُه من بعيد
وجلٌ يملأ جوفه
كــ مُزارعٍ مُسن يدفع عَن فسائله غارة مطر أسود
مطر مالح يمتص اخضرار الأرض ويُلقي في خصيب عمقها اليباب
يعضّ على لثامه
أسفاً
أنْ خَانتْ الأرض وفاء خُطآه
يُعّفر قلبه بسعير الحيف
كـ نبيّ مخذول
فوّتَ ذات غضبة نافلة الصّبر ..!.
.
.
وها أنت
يا أصدّق آيات الشِّفاء
تُضمدني بك
وأبقى فِي صدرك جرحاً
يستفيق
كلّما تناثر مِن فقر حيلتك ملح الانكسار ..!.
.
.
لا تسلني
ما عدتُ أدري
أيُّنا باركَ الرَّحيل في محطات القنوط ؟
ومن منّا الجسور الذي غرر بالحلم في مرتع القدر المنيع ؟!
وَأيُّنا منح الأُمنية الثّملة شرعية الإبحار فوق موج المشيئة الـ يغمر كلّ مراكب العناد ؟!
إليكَ أحلامنا الـ تجعدتْ في دولايب الانتظار
حتّى علّتْ وجوهها صُفرة الأقدار التي لا تحين
وشيخوخة الرّجوع الحكيم بلا خسائر سعي طائش وغير مجدي
فـ أمستْ كـ أرملة يافعة
تراقب بصمتٍ ونصف رضا كيف يعبُرها الرّحيق
وهي تقص أجنحتها
لئلاً تحلق فِي سماء روح تُلطخ ثوب حدادها بالحياة من جديد ..!.
.
.
أيه يا سادن النُّور
حينَ تُعلّق سماءُ الله قناديلها
على سقف اللّيل
سـألزم نافذتي
لـ أُبصر ملامحك
وهي تُضيء حجارة الكون
من وهج دفئك
ولـ أدرك بـغصةٍ أكبر
أيَّ حريق تحت هيبةِ ثباتك
كلّ حينٍ
يندلع ..!.
..
21 نوفمبر، 2011