Monday 19 March 2012
الأكراد يهاجمون متحدثا باسم المالكي ويتهمونه بـ«سوء الأدب»هاجم التحالف الكردستاني متحدثا باسم المالكي واتهمه بسوء الادب ودعا القوى السياسية الى الكف عن المهاترات والتراشق الاعلامي مؤكدا ان المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد تتطلب العودة الى تحالفات الشراكة الوطنية.
فقد هاجمت رئاسة اقليم كردستان بشدة النائب ياسين مجيد القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي ودعته الى تعلم اداب الكلام على خلفيه هجومه على رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني.
وقال المتحدث باسم رئاسة كردستان اوميد صباح عثمان في تصريح مكتوب وزع على الصحافة "بامكاننا أن نرد بقوة و بالتفصيل على تطاول وافتراءات ياسين مجيد الناطق باسم المالكي لكنه لايستحق الرد الا أننا نود الأشارة إلى أنّ التحالف الكردي الشيعي هو اسمى من أن تناله تخرصات أمثال ياسين مجيد. وأضاف "نعم الاخلاق الكردية تفرض علينا دوماً رفض التبعية للغير والالتزام بالوعود والمواثيق والوقوف الى جانب الحق ونقارع الدكتاتورية ولا نعتقد ان السيد ياسين مجيد يفهم معاني هذه القيم والأخلاق. وقال الناطق الكردي "ننصح ياسين مجيد ومن يحرضه على التطاول ان يتعلموا آداب الكلام ويعلموا ان العراق ليس ملكاً لهم".
كما اصدر التحالف الكردستاني وقال التحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الكرديين الرئيسيين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني كما بيانا اليوم ايضا قال فيه ان تصريحات لامسؤولة تصدر حاليا من بعض الجهات تمس بمكانة اقليم كردستان في ظل ظروف حساسة تتطلب وحدة الصف الوطني وإبراز وجه العراق الجديد الذي يتسم بروح التفاهم والشراكة الحقيقية بين المكونات والتمسك بالتحالفات والإئتلافات التي انتجت حكومة الشراكة الوطنية خاصة ونحن على اعتاب عقد مؤتمر القمة العربية في بغداد عاصمة العراق". وأكد التحالف في بيان صحافي تلقت "أيلاف" نسخة منه اليوم ان مثل هذه التصريحات اياً كان مصدرها والتصعيد الاعلامي الذي تبعها لايخدم الا مصلحة العدو المتربص بالعراق وشعبه ويوجه طعنات بليغه الى صدر التحالف الاساسي الذي بنيت على اكتافه هذه التجربه الديمقراطية في بلدنا.
وطالب "من منطلق شعورنا بخطورة هذه التوجهات الكف عن التراشق الاعلامي والتراجع عن مثل هذه التصريحات والعودة الى طريق العمل المشترك البناء وفق الاسس المتفق عليها في اتفاقية اربيل". ومن جانبه حذر نائب الرئيس العراقي المطلوب للقضاء طارق الهاشمي من سقوط العراق في هاوية الإستبداد في حال انحراف العملية السياسية عن مسارها الصحيح.
واشاد الهاشمي في تصريحات لدى قيامه بزيارة الى مدينة حلبجة الكردية العراقية التي تعرضت لضربات بالأسلحة الكيميائية ابان حقبة النظام السابق في ثمانينات القرن الماضي بموقف البارزاني لرفضه تسليمه الى الحكومة المركزية واصفا هذا الرفض بأنه تعبيرعن ضمير الشعب الكردي ومظلوميته. وأعرب الهاشمي عن أمله أن لا يكون وجوده في كردستان سبباً في تعقيد الأوضاع السياسية بين الاقليم والحكومة المركزية. وقال ان الاكراد ملكوا بموقفهم الأخلاقي هذا "قلوب جماهيري بل قلوب كل المظلومين في العراق، والشعوب العربية والإسلامية وانهم سيرون ثمرة موقفهم هذا خيراً عميماً".
واضاف الهاشمي ان ممارسات الإبادة الجماعية والحرب ضد الإنسانية والهجمة التي تعرضت لها حلبجة قبل 24 عاما وادت الى مقتل 5 الاف مواطن واصابة حوالي 60 الفا ارتبطت تاريخياً بالأنظمة الدكتاتورية. وشدد على ان الضمانة الأكيدة لتفادي تكرار مثل هذه الهجمة هي في الحفاظ على تطور العملية السياسية وبقائها على سكة الديمقراطية الصحيحة. وحذر من السقوط في هاوية الاستبداد في حال انحراف العملية السياسية "ما يفسح المجال لتكرار مثل هذه المآسي مستقبلاً".
يذكر ان حدة اتهامات بين الحكومة المركزية في بغداد والاكراد في اقليم كردستان الشمالي قد تصاعدت خلال الايام الاربعة الاخيرة على ضوء رفضهم تسليم الهاشمي حيث اتهم ياسين مجيد القيادي في ائتلاف المالكي بارزاني بتسليم 900 معارض سابق الى صدام لتصفيتهم وانه يسعى حاليا الى تنصيب نفسه حاميا للسنة ضد الشيعة.
وردا على اتهامات المجيد قال النائب عن التحالف الكردستاني فرهاد الاتروشي "ان المالكي ومن معه صمتوا قبل وبعد الانتخابات وتوقفوا عن مضايقة كردستان وعندما تم للمالكي ما اراد في حصوله على رئاسة الوزراء عاد وهاجم اقليم كردستان". وأشار إلى أنّ ما يجري على الساحة السياسية اليوم هو صراع بين عقليتين واحدة مركزية تريد ان تستبد وتنفرد بالسلطة وتريد ان تهيمن على العراق الجديد واخرى تريد ان توزع هذه الصلاحيات بين الاقاليم والمحافظات وان يشارك الجميع في ادارة العراق الجديد وفي صناعة القرار السياسي.
وكان بارزاني أكد الخميس الماضي رفضه تسليم الهاشمي المطلوب قضائيا للحكومة العراقية وقال إن "اقليم كردستان لن يسلم الهاشمي لأن اخلاق الكرد لا تسمح بتسليمهواتهم الحكومة المركزية بـ"محاولة توريط الاقليم بقضية تهريب الهاشمي" واوضح "وصل بهم الأمر ان يقترحوا علينا بأن نقدم تسهيلات للهاشمي لكي يهرب إلى خارج البلاد".
وكانت وزارة الداخلية العراقية قد طالبت نظيرتها الكردية في 26 من الشهر الماضي قائلة انه "بناء على طلب الهيئة القضائية تسليم المتهم طارق احمد بكر الهاشمي ولتحديد موعد المحاكمة فقد طلبت وزارة الداخلية من وزارة داخلية حكومة اقليم كردستان تنفيذ امر القبض الصادر بحقه وتسليمة الى الجهات القضائية". واضافت ان معلومات مؤكدة وردت اليها "بنية هروب المتهم اعلاه من الاقليم الى خارج العراق".
وكان الهاشمي قد لجأ الى أقليم كردستان وحل ضيفا على الرئيس العراقي جلال طالباني عقب اتهام السلطات له بالارهاب في التاسع عشر من كانون الاول (ديسمبر) الماضي.. فيما اعلنت الهيئة التحقيقية بشأن القضية الاسبوع الماضي تحديد الثالث من ايار (مايو) المقبل موعدا لمحاكمة الهاشمي وصهره غيابيا عن ثلاثة جرائم ارهابية انتهى التحقيق فيهما.
يذكر أن العراق يعيش أزمة سياسية كبيرة هي الأولى بعد الانسحاب الأميركي أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي على خلفية إصدار مذكرة قبض ضد نائب رئيس الجمهورية القيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي بعد اتهامه بدعم الإرهاب وذلك في 19 من الشهر نفسه.. وتقديم رئيس الوزراء نوري المالكي طلباً إلى مجلس النواب بسحب الثقة عن نائبه صالح المطلك القيادي في القائمة العراقية أيضاً بعد وصف الأخير للمالكي بأنه "ديكتاتور لا يبني" الأمر الذي دفع العراقية إلى تعليق عضويتها في مجلسي الوزراء والنواب وتقديمها طلباً إلى البرلمان بحجب الثقة عن المالكي قبل أن تقرر في 29 من كانون الثاني (يناير) الماضي العودة إلى جلسات مجلس النواب ثم تعود في السادس من شباط (فبراير) الماضي لتقرر إنهاء مقاطعة مجلس الوزراء وعودة جميع وزرائها لحضور جلسات المجلس.
ايلاف