Monday 19 March 2012
أمن القمة يغرق بغداد بفوضى والمالكي يبحث الاحترازات مع قادته
شرطة عراقيون يغلقون أحد الجسور القريبة من مقر مجلس النواب
شهدت بغداد مع البدء بتنفيذ الخطة الأمنية للقمة العربية اليوم فوضى مرورية أرغمت المواطنين على الالتحاق بأماكن عملهم سيرًا على الأقدام كما بحث المالكي الشؤون التنظيمية والأمنية للقمة مع اللجان المختصة
شهدت بغداد اليوم ومع اليوم الاول لتطبيق الخطة الأمنية للقمة العربية 23 التي ستعقد في بغداد في 29 من الشهر الحالي اختناقات مرورية واسعة وفوضى سير بسبب اغلاق العديد من شوارع واحياء العاصمة.
وقد بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم مع القادة الأمنيين وأعضاء اللجان التحضيرية للقمة العربية الخطط والتدابيير الأمنية المتخذه لتأمين اجتماعات القمة والوفود المشاركة فيها. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان مطار بغداد الدولي سيغلق امام الرحلات الجوية التجارية العادية في يوم القمة وذلك لاستقبال طائرات القادة العرب المشاركين بالقمة.
وتشهد بغداد التي يقطنها سبعة ملايين نسمة حاليا اختناقات مرورية واسعة وفوضى سير بسبب اغلاق العديد من شوارع واحياء العاصمة خاصة القريبة من المنطقة الخضراء حيث ستعقد الاجتماعات اضافة الى الطريق بين مطار بغداد الدولي والخضراء والبالغ طوله حوالي 20 كيلومترا. فقد توقفت حركة السير في العاصمة بغداد بشكل كبير وخاصة جانب الرصافة وسط انتشار أمني مكثف من قوات الشرطة والجيش فيما اسهمت الكتل الكونكريتية التي اغلقت الاحياء في تحديد المناورة للافلات من الزحام.
وقال مصدر أمني إن قوات من الشرطة الاتحادية والمحلية وقوات من الجيش وعمليات بغداد تشارك في تطبيق الخطة الأمنية الخاصة بالقمة حيث شمل الزحام مناطق واسعة من العاصمة. كما اضطر عدد كبير من الموظفين الى الالتحاق بأداراتهم سيراً على الاقدام.
وقد انتشرت القوات الأمنية بشكل كبير في شوارع بغداد حيث تقوم بتفتيش مكثف للسيارات فضلا عن انتشار السيطرات المؤقتة في عموم شوارع العاصمة. ومن جهتها أكدت قيادة عمليات بغداد اليوم أن خطة حماية الوفود المشاركة في القمة العربية بلغت مراحلها النهائية حيث أن القطعات العسكرية مسكت زمام غالبية المناطق من الناحية الأمنية. وقال رئيس أركان قيادة العمليات الفريق الركن حسين البيضاني في بيان صحافي ان الاستعدادات الأمنية للقمة العربية قد بدأت منذ أكثر من عامين حيث كان من المقرر عقدها العام الماضي إلا أن الظروف كانت غير مناسبة حينها.
وأشار إلى أنّ عمليات بغداد قد اعدت وتدربت على العديد من الخطط الأمنية من اجل حماية الوفود المشاركة. وأضاف أن الخطة النهائية لتوفير الأجواء المناسبة للقمة العربية وصلت إلى مراحلها النهائية المتمثلة بالاحكام على المناطق المهمة كما ان القطعات العسكرية مسكت زمام غالبية المناطق من الناحية الأمنية وقامت بعمليات إستباقية لكل ما من شأنه التأثير على انعقاد القمة.
وفي وقت سابق اعلنت قيادة عمليات بغداد أن حوالي 100 ألف عنصر أمني سيشاركون في تنفيذ الخطة الأمنية الخاصة بالقمة العربية. وقالت ان الاجواء العراقية ستغلق لمدة خمسة أيام موضحة ان الحكومة اتخذت قرارا باعتبار يومي الاربعاء والخميس 28 و29 من الشهر الحالي عطلة رسمية بسبب الاجراءات الأمنية التي قد تعيق او تساهم بتأخير وصول الموظفين لدوائرهم.
ومن جهته اعلن مدير عام سلطة الطيران المدني العراقية ان مطار بغداد الدولي سيغلق اعتبارا من 26 من الشهر الحالي وحتى الثلاثين منه استعدادا لاستقبال الوفود الرسمية المشاركة. وقال الكابتن ناصر حسين بندر "قررنا اغلاق مطار بغداد الدولي امام جميع الرحلات التجارية من 26 من الشهر الحالي وحتى انتهاء اعمال القمة في 30 من الشهر نفسه. واضاف ان "المطار سوف يكون مهيئا فقط لاستقبال الوفود الرسمية بدءا باستقبال وزراء الخارجية في يوم 26".
الى ذلك أكدت قيادة عمليات بغداد أن حظر الطيران المدني خلال انعقاد القمة سيشمل جميع مطارات البلاد باستثناء مطاري النجف وأربيل. وأوضح إن "جميع مطارات العراق ستشهد حظرا على الطيران المدني في يوم انعقاد مؤتمر القمة العربية باستثناء مطاري أربيل والنجف، وذلك ضمن الخطة الأمنية لحماية الوفود العربية التي ستشارك في المؤتمر".
يذكر أن العراق استضاف القمة العربية لمرتين الاولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد.. والثانية بدورتها الـثانية عشر عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991.
وكانت القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار (مارس) عام 2010 قد أتخذت قرارا بعقد القمة المقبلة في العراق على الرغم من ان البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الابجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدة الا انها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الأمنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا.
ايلاف