أدان الرجل الثاني في النظام السابق عزة الدوري بحادثة إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش.
وفي بيانات أصدرها بشكل متتابع أدان حزب البعث- المحظور في العراق- جناح عزة الدوري بإعدام الطيار الأردني ووصفه بالشهيد.
لكن البيان لم يأت باسم داعش صراحة.
وسبق أن أشاد الدوري بمن سماهم حينها "اسود الدولة الإسلامية" في الهجمات التي خرجت على إثرها الموصل وتكريت عن سيطرة الحكومة العراقية في حزيران الماضي.
ويرى محللون إلى حد كبير أن آخر تسجيل صوتي للدوري أوقعه في حرج. وتعتبر الأردن والسعودية ودول الخليج الأخرى داعش والقاعدة منظمات إرهابية.
ولا يعرف مكان الدوري بالضبط وظل هاربا من الحكومة العراقية منذ أن أطاحت القوات الأمريكية بصدام حسين في حرب عام 2003.
لكن ثمة تكهنات غير رسمية ترجح وجود الدوري في الأردن أو السعودية. وترجح مصادر أخرى بان يكون متواجدا في قطر أو تركيا.
وفي بيان منفصل صدر مساء السبت نعت "القيادة العامة للقوات المسلحة"- وهي كيان رمزي على ورق يتزعمها الدوري- "الملازم أول الطيار معاذ الكساسبة الذي وافته المنية دفاعا عن الأرض والعرض والدين ضد خوارج العصر ممن يدعون الإسلام".
وهاجم البيان داعش دون أن يسميهم علانية وقال إنهم "اثبتوا بوحشيتهم هذه الإساءة لكل ما يمت للقيم الإنسانية والإسلامية النبيلة التي كان عليها رسولنا الكريم (ص) وصحابته والتي اظهروا فيها عدائهم البغيض لامتنا الإسلامية وقيمها النبيلة السمحاء".
وقال مخاطبا الأردنيين "يعيننا الله وإياكم لصد هذه الهجمة البربرية على شعوبنا وأراضينا والذي يحثنا على توحيد الجهود والصفوف لردع كل من يريد بنا وببلدانا وديننا الإساءة والدمار".
ولم يدن الحزب المحظور الذي يتزعمه الدوري معظم جرائم داعش في العراق ويصفهم في معظم الأحيان بالثوار.
ولا يزال حزب البعث يعتبر الموصل وتكريت "محررتين". ومازالت المدينتان تحت قبضة تنظيم داعش الذي اعدم الطيار الأردني وقتل وهجر الآلاف العراقيين.
وتغيرت مواقف العديد من رجال الدين العراقيين الساخطين من سياسات حكومة بغداد منذ أن أعلن داعش حرق معاذ الكساسبة في مؤشر قد يسهم إلى انحسار دائرة التأييد لتنظيم داعش على المدى البعيد.
وتقول هيئة علماء المسلمين وهي حركة معارضة يقودها حارث الضاري ومقرها عمان أن حرق الكساسبة "مدان بغض النظر عن الاعتبارات المرافقة له، ولا يمت إلى الهدي النبوي بصلة ولا دليل شرعي معتبر عليه".
وأشارت إلى أن "ما جرى هو مشهد من جملة مشاهد مؤلمة كثيرة تجري في الساحتين العراقية والسورية وناتج غير طبيعي وغير مبرر لفعل العدوان الذي يمارس على الأمة في كل يومٍ ليلاً ونهاراً، قتلاً وحرقاً وتدميراً وانتهاكاً للأعراض، بلا نكير أو إدانة".