اخر اخبار السيارات2015
زجاج الكتروني للسيارات
لطالما اتصف الزجاج الأمامي للسيارة بالوضوح، لكن واحدةً من أحدث وأنشط التحديثات التي كانت تعرض للطيارين المتدربين حصراً وهي شاشات التنبيه التي تعرض مجموعة من المعلومات النابضة بالحيوية قد انتقلت الى تلك الزجاجة مؤخرا.
قدِّمت هذه التقنية في معرض الألكترونيات الاستهلاكية الذي أقيم في مدينة لاس فيغاس الاميركية مطلع العام الحالي، وجرى تنصيبها من قبل صانعي السيارات والشركات التكنولوجية الناشئة لتعرض تفاصيل عن السرعة والإتجاهات وإشعارات الهاتف الخلوي كالرسائل النصية وتنبيهات فيسبوك.
يرى صانعو السيارات أن شاشات العرض هي للحماية بدلا من الإنشغال بالهاتف النقال ووسائل اللهو الأخرى. لكن دعاة السلامة يقولون إن هذه الأجهزة تزيد الأمور سوءاً، بتحويلها انتباه السائقين عن الطريق. وبينما يتنافس صانعو السيارات على المشترين ذوي التفكير التكنولوجي، يشعر البعض بالقلق من أن تؤدي شاشات العرض الى زيادة خطورة الطرق.
عرِضت الشاشات التي تنثر علامات تحذير مليئة بالألوان والنقاط المتحركة عبر الزجاج الأمامي للسائق في نماذج مختارة من صانعي السيارات مثل هيونداي وفولفو وبي أم دبليو. ومع رخص مبلغ تنصيب هذه التقنية وسهولته، فإن المحللين يقولون أن شاشات العرض ستصبح موجودة في كل مكان، حتى قبل وجود دراسة نهائية تحدد سلامتها على الطريق.
عرض الصانعون في لاس فيغاس شاشات حية وعالية الوضوح باعتبارها تحديثات رئيسة في آخر موديلاتهم، مع تقديمهم وعود بمميزات ومعلومات جديدة في المستقبل. وعرضت فولفو نظاماً يرسل تحذيرات براقة الى سائقي المدينة عند اقترابهم من الاصطدام براكبي الدراجات. بينما يستطيع سائقو بي أم دبليو استخدام شاشتهم لتغيير المذياع، ويعرض أمامهم "تحذير سرعة" برتقالي براق على الزجاج الأمامي إذا قادوا السيارة بسرعة تفوق الحد المقرر. وبينما تتحسس سيارة "جينيسيس 2015" (من هيونداي) السيارات القريبة منها وتحسب احتمال حدوث تصادم قادم معها، ستعرض شاشة السيارة رموز تحذير متعددة الألوان كتنبيهات على الزجاج الأمامي.
استخدامات متعددة
صانعو السيارات ليسوا وحيدين لتوسيع هذه التقنية، فشركة "غارمن" المصنعة لنظام تحديد المواقع العالمي تبيع نظاماً يرسل اتجاهات بسيطة على لوح زجاجي في لوحة القيادة. فقد ظهرت محاولة أخرى لترويج شاشات الزجاج الأمامي من شركة تكنولوجية ناشئة في سان فرانسيسكو تدعى "نافدي" إذ تعرض شاشة تنبيه تصفها الشركة بأنها: "تشبه الشعور بالقيادة في المستقبل".
تذكر الشركة أن جهاز كاشف ضوئي صغير جداً يرسل اتجاهات الطريق بشكل مستمر وإشعارات تويتر وغيرها من ملاحظات التواصل الإجتماعي على شاشة فوق المقود مع حدة سطوع أكثر 40 مرة من هاتف آي فون. كما يراقب هذا النظام ايماءات السائق؛ فعندما يتجه نحو اليسار يجيب على مكالمة، وعندما يتجه الى اليمين يرفض إشعارا، ويصغي الى إشارات صوتية لكتابة رسائل نصية أو تغريدات التي يمكن عرضها على الشاشة. وتعرض شركة ناشئة أخرى وهي "سكالي" شاشة تنبيه في خوذة راكبي الدراجات النارية.
لا يتفق جميع صانعي السيارات على مقدار ما تعرضه هذه الشاشات. فمع بدء مرسيدس بعرض شاشات تنبيه في ثلاثة من موديلاتها، وترويجها لقراءات عالية الوضوح
و"زجاج أمامي خاص"، يقول المتحدث باسمها أن القراءات الحالية تعرض أكثر قليلاً من مجرد عداد سرعة، وهو مشابه لما عرضته سيارة "اولدزموبيل" في نهاية الثمانينيات. كانت شاشات التنبيه قد أُستخدمت في الحرب العالمية الثانية عندما كان طيارو المقاتلات يشاهدون السماء عبر منظار عاكس. لكن حتى الطيارين الآن يواجهون مشاكل اللهو. ففي العام 2004، قال باحثون من وكالة ناسا أن "إلزام" الرموز والمعلومات على شاشات التنبيه يشوش تركيز الطيارين، وهي مشكلة "الإستحواذ على الإهتمام" حسب وصفهم.
المصدر/صحيفة واشنطن