"للتحضّرِ ثمنٌ باهظ"
نعم للتحضّرِ ثمنٌ باهظٌ تدفعه الشعوب دون أن تعلم به : نعم فكلّماً سرنا خطوةً نحو التطور سرنا عشرة خطواتٍ نحو الدمار ، كلّما تقدمت مصانعنا ومعاملنا زاد التلوث البيئي وارتفعت درج معدل الاحتباس الحراري في باطن الأرض مما يسبب ذوبان سريع في الحقول الجليدية في قطبي الكرة الأرضية وبالتالي سترتفع درجة الحرارة في الجو .. كلما سرنا في التطور التكنلوجي الى الأمام سرنا ومن دون أن نشعر نحو الخلف في حياتنا الاجتماعية ، كلّما دخلت المكننة في الصناعة انخفضت الحاجة الى الأيدي العاملة وزادت نسب البطالة في مختلف البلدان ،المزيدُ من البطالةِ يعني المزيدُ من الفقراء وهذا يعني زيادة ي عدد المنضمّين الى الجماعات الخارجة على القانون والتي تحولت الى عصابات للجريمة المنظّمة ثم تنظيمات ارهابية باتت تهدد السلم والأمن الدوليين .. وأخيراً كلما تطورت الصناعة المدنية قابلتها الصناعة العسكرية بتطورٍ أسرع منها وأصبحت الأسلحة الفتّاكة تنتشر بشكلٍ مخيف مما يضع العالم في خطرٍ محدق .. والسؤال الذي يبرز هنا : من وما الذي يسبب كل تلك المشاكل ويدفعنا نحو الأخطار ؟ أهو التحضر والتطور بعينه أم هناك سببٌ آخر ؟ الجواب طبعاً ليس الخلل في التكنلوجيا إنما في اللذين يستخدمونها لتحقيق مآربهم ومصالحهم الشخصية دون الإلتفات الى مصلحة الانسانية جمعاء ، نعم أولائك اللذين لا يهمهم سوى ملأ جيوبهم بالنقود ويسعون الى ذلك وإن اضطرّوا الى استخدام الوسائل غير المشروعة وإن أدى تحقيق مصالحهم الى الاضرار بالآخرين .. بعد كل ذلك أليس للتحضر ثمنٌ باهظٌ ندفعهُ دون أن نراه أو نشعر به ؟
"بقلمي"