Monday 19 March 2012
مئات الآلاف من أنصار الصدر يتظاهرون في البصرة قبل انعقاد القمة العربية في بغداد


بدا أن مظاهرات الاثنين تسعى لتوجيه غضب المحتجين الى المشكلات في الداخل

خرج نحو مليون من أنصار رجل الدين العراقي مقتدى الصدر الى الشوارع في مدينة البصرة يوم الاثنين في استعراض للقوة قبل حلول موعد أول قمة عربية في العراق بعد سقوط النظام السابق.
ونظم التجمع الضخم في البصرة بجنوب العراق ليوافق ذكرى بداية الغزو الامريكي للعراق عام 2003. وكانت الهتافات تستهدف أساسا حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لاخفاقها في تحسين حياة الفقراء.
لكن الامر بدا مرتبطا بقمة لجامعة الدول العربية خلال الفترة من 27 الى 29 مارس/ اذار ستكون أول قمة تعقد بالعراق منذ أكثر من 20 عاما.
وقدرت شرطة البصرة عدد المشاركين في الحشد بما يتراوح بين 700 ألف ومليون شخص. وقال مراسل رويترز ان من الواضح أن الجمع يضم مئات الالاف.
وينظم أنصار الصدر من حين لاخر مظاهرات للتنديد بحكام دول عربية أخرى خاصة البحرين والمملكة العربية السعودية متهمين بقمع احتجاجات للشيعة في العام الماضي. وشهدت مظاهرات في التاسع من الشهر الجاري احراق أعلام سعودية.

استعداء

وعلى العكس من ذلك بدا أن مظاهرات يوم الاثنين تسعى لتجنب استعداء دول عربية مجاورة وذلك من خلال توجيه غضب المحتجين الى المشاكل في الداخل.
وهناك قدر كبير من الغضب العارم في البلد الذي لم تفلح بعد ثروته النفطية في الحد من الفقر المدقع. وبعد تسع سنوات من الغزو الذي أطاح بالنظام السابق لا يزال العراقيون لا ينعمون بالكهرباء الا لساعات محدودة كل يوم.
وتوافد رجال ونساء من أنحاء العراق للمشاركة في الاحتجاج وهم يحملون الاعلام العراقية وصورا للصدر. كما حملوا نعوشا سوداء كتب عليها "كهرباء" و"تعليم" و"ديمقراطية".
وقال لطيف كاظم الذي قطع مئات الكيلومترات من كربلاء للمشاركة في المظاهرة بالبصرة: "جئنا للمطالبة برفع الظلم في العراق... لا توجد وظائف ونعيش في ظروف سيئة دون أي خدمات."
وقال مطشر سعيد الذي جاء من حي مدينة الصدر في بغداد: "أعضاء البرلمان منشغلون بأنفسهم والدولة غير مكترثة بالشعب الفقير. جئنا في محاولة لاثارة انتباه المسؤولين الذين ينشغلون طيلة الوقت بأنفسهم وكراسيهم المريحة وسياراتهم المصفحة."

احتفاء

وحظر الصدر الاحتجاجات خلال القمة احتفاء بالضيوف. وكان قد قاد انتفاضات ضد الوجود الامريكي قبل انسحاب القوات الأمريكية في العام الماضي لكنه الآن عضو رئيسي في الائتلاف الحاكم الذي يقوده المالكي.
وأبدى العراق عزوفا أكبر مما أبدته دول عربية أخرى عن دعم جماعات المعارضة في سوريا والتي يمثل السنة غالبيتها كما كان بين عدد محدود من الدول العربية التي انتقدت قمع المحتجين الشيعة في البحرين.
BBC