Monday 19 March 2012
مصرع 3 بتدافع لإلقاء نظرة الوداع على البابا شنودة
أ. ف. ب.
لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم، وأصيب العشرات بسبب التدافع والتزاحم أمام الكاتدرائية المرقسية في القاهرة، الأحد، لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي توفي، السبت، ويوارى جثمانه الثرى، الثلاثاء.
وتستعد مصر لتشييع البابا شنودة الثالث بطريرك الاقباط الارثوذكس الثلاثاء في أجواء لا تخلو من قلق، فيما يبدو اختيار خليفة له مسألة حساسة بسبب الوزن السياسي للمنصب في بلد يمر بمرحلة انتقالية مليئة بالتقلبات.
وسيقام القداس الجنائزي في مقر الكاتدرائية في القاهرة، ثم يتم نقل الجثمان بطائرة عسكرية الى دير وادي النطرون، على بعد قرابة مئة كيلومتر شمال القاهرة، حيث سيدفن بناء على وصية البابا الراحل.وقال الأنبا كيرلس، الذي جاء هو نفسه من نجع حمادي في صعيد مصر، ان "الناس تريد بأي شكل رؤية البابا للمرة الأخيرة". ونعت مصر كلها، ابتداء من المجلس الحاكم انتهاء بجماعة الإخوان المسلمين مرورًا بالأزهر، البابا شنودة الثالث، باعتباره "قامة وطنية كبرى" تمكن من قيادة الكنيسة القبطية على مدى اربعة عقود، شهدت مصر خلالها تطورات وتقلبات سياسية واجتماعية عدة.
وبدأت التكهنات في مصر حول خليفة البابا شنودة الثالث، وتحدثت الصحف عن اربعة من قيادات الكنيسة، وهم الانبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية، والانبا موسى اسقف الشباب، والانبا يؤنس سكرتير البابا، والانبا مرقس اسقف شبرا الخيمة (شمال القاهرة).
وبسبب الرهانات السياسية والطائفية المحيطة بمنصب البابا، فان عملية اختيار خليفة لشنودة الثالث ستكون صعبة خصوصًا في ظل تعقيدات اجراءات الترشيح والانتخاب. ويمثل الاقباط ما بين 6% الى 10% من حوالى 82 مليون مصري. وادى ضعف تمثيلهم في المؤسسات السياسية للبلاد الى تعزيز دور البابا، باعتباره راعيًا وممثلاً لهذه الطائفة في مواجهة السلطة.
وقال المثقف القبطي جمال أسعد في تصريح لصحيفة ديلي نيوز ان "موقع البابا اصبح موقعًا سياسيًا، اضافة الى طابعه الديني والروحي، ولذلك فاننا قد نشهد صراعًا كبيرًا بين قيادات الكنيسة اثناء عملية اختيار البابا الجديد". وكان شنودة الثالث متشددًا على الصعيد العقائدي، وأيّد الرئيس السابق حسني مبارك، الذي اطاحته ثورة شعبية في كانون الثاني/يناير 2011، اذ كان يرى فيه حائط صد امام تصاعد نفوذ الاسلاميين.
وسيجرى اختيار خليفة للبابا شنودة في ظل وضع سياسي غير واضخ المعالم بعد، اذ لم يتم وضع دستور جديد للبلاد بعد، وبالتالي لم يتحدد شكل النظام السياسي (برلماني ام رئاسي ام مختلط) ولم يتم انتخاب رئيس للجمهورية بعد. كما تجري في ظل صعود كبير للحركات الاسلامية، التي تهيمن على البرلمان، فيما يحكم البلاد منذ سقوط مبارك مجلس عسكري، وعد بنقل السلطة التنفيذية الى رئيس منتخب قبل نهاية حزيران/يونيو.
وقال المخرج السينمائي القبطي داوود عبد السيد "هناك جيل يرحل في ظل تغيرات جذرية في الحياة السياسية والاجتماعية في مصر، وهو ما يعزز حالة عدم الوضوح" في البلاد. ويضيف "الكنيسة المصرية مؤسسة شديدة المحافظة، وهي تحتاج، مثل كل المؤسسات المجتمعية ومؤسسات الدولة، هزة، ومثل هذه الهزة ستتم اذا احسن اختيار الجالس على الكرسي الباباوي، واذا كان عنده قدرات على ادارة اصلاح كنسي بوجهة نظر عصرية وعلى التعاطي مع الدولة والتيارات الدينية والليبرالية".
واكد الانبا كيرلس ان البابا شنودة الثالث "كان منبع الامان والحكمة في الكنيسة وكان محل احترام المسؤولين، ونحن ندعو ان يبعث لنا الله واحدًا بحكمته نفسها". وربما تستغرق عملية اختيار البابا الجديد اشهرًا. وكان تم انتخاب البابا شنودة في العام 1971 لخلافة البابا كيرلس بعد سبعة اشهر من وفاة الاخير.
ووفقا للائحة الكنيسة التي وضعت في العام 1957، ستقوم المطرانيات المختلفة في مصر بترشيح وتزكية اساقفة لتولي منصب البابا، ثم تعرض اسماء المرشحين على جمعية ناخبين تضم اعضاء المجمع المقدس وشخصيات عامة، من بينها النواب الاقباط الحاليون والسابقون والوزراء الحاليون والسابقين واعضاء المجلس الملي.
وبعد عملية الاقتراع يتم اجراء "قرعة هيكلية" بين المرشحين الثلاثة الذين حصلوا على اعلى الاصوات، اذ يقوم طفل باختيار ورقة من بين ثلاث اوراق تحمل كل منها اسم احد المرشحين.
واصدر رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي الاثنين قرارا قضى باعلان "حالة الحداد العام" في مصر الثلاثاء الذي يتزامن مع مراسم تشييع البابا شنودة الثالث.
وجاء في بيان صادر عن المجلس الاعلى للقوات المسلحة ان "المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة صدق على اعلان حالة الحداد العام في جمهورية مصر العربية يوم الثلاثاء الموافق في العشرين من اذار/مارس 2012 لوفاة قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية".
وما زال الاف الاقباط يتوافدون على مقر كاتدرائية الاقباط في حي العباسية في القاهرة لالقاء النظرة الاخيرة على البابا شنوده الثالث قبل دفنه الثلاثاء.
ومازال آلاف الأقباط يتوافدون على مقر كاتدرائتهم في حي العباسية في قلب القاهرة من اجل القاء نظرة الوداع على البابا شنودة، الثالث الذي وضع جثمانه على كرسيه البابوي مرتديًا زيه الكنسي وتاجه المذهب. وكان التنظيم مع ذلك أفضل من البارحة عندما ادى التدافع والزحام الى مقتل ثلاثة أشخاص، وفقا لمصادر كنسية وطبية.