Monday 19 March 2012
الآلاف من أتباعه تظاهروا ضد نقص الخدمات مطالبين بالديمقراطية
مقتدى الصدر يدعو الى القضاء على الدكتاتورية والبطالة والفساد
تظاهر في مدينة البصرة العراقية الجنوبية اليوم الآلاف من اتباع الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر القادمين من مختلف محافظات البلاد وسط اجراءات أمنية مشددة ضد الفساد والبطالة وتردي الخدمات، مطالبين الحكومة بتحقيق الديمقراطية وذلك تحت شعار "يوم المظلوم"، في حين دعا الصدر الحكومة الى العمل للقضاء على ما أسماه الثالوث المشؤوم: الدكتاتورية والفساد والبطالة.تجمع الآلاف من أنصار الزعيم العراقي مقتدى الصدر من محافظات عدة في مدينة البصرة (550 كم جنوب العراق) في تظاهرة دعا لها الصدر تحت شعار "يوم المظلوم" رافعين الأعلام العراقية والبحرينية وصور الصدر ولافتات تدعو الحكومة الى مبادرات جدية توفر الخدمات المتردية وخاصة في مجال الكهرباء، والعمل على القضاء على الفساد المالي والاداري الذي يضرب أجهزة الدولة وتوفير فرص عمل للشباب تنقذهم من البطالة. ورفع المتظاهرون نعشان لفا بالسواد كتب على الاول "الديمقراطية" والثاني "الكهرباء" في اشارة الى فقدان البلاد لهما.
وتحدث خلال التظاهرة التي تجمعت وسط البصرة التي اعلن فيها حظر للتجوال وعطلة رسمية اليوم، وسط اجراءات امنية مشددة، عدد من قياديي التيار الصدري وممثليه في المحافظات، مؤكدين ان الظلم الذي يعيشه العراقيون ما زال مستمرا منذ عهد النظام السابق مطالبين بتوفير الخدمات الأساسية لحياة المواطنين والقضاء على الفساد. ووجه الصدر كلمة الى المتظاهرين قرأها نيابة عنه الشيخ اسعد الناصري، طالب خلالها بالوقوف بوجه الظلم والعمل على القضاء على البطالة والفساد. ووصف الصدر "الدكتاتورية والفساد والبطالة"بالثالوث المشؤوم في العراق، واشار الى ان هناك ثالوثين أحدهما عام والآخر خاص، الأول: أميركا وبريطانيا واسرائيل، والذي ينطلق منه الشر على جميع دول العالم، والآخر الخاص: الذي يعاني منه العراق اليوم هو الدكتاتورية والفساد والبطالة. ودعا المواطنين الى تقديم مطاليبهم في هذا المجال واعدا بالعمل على ايصالها الى الحكومة. ودعا الى وحدة الكلمة من اجل تحقيق هزيمة قوى الشر والظلام ليس في العراق وحده وانما في العالم أجمع.
وكان الصدر اعتبر الأسبوع الماضي أن الحكومة العراقية "لاهية في تحصيل الكراسي"، واصفا "دكتاتور الحكومة" في اشارة الى أن رئيسها نوري المالكي، يسعى لأن تكون كل المنجزات له، موضحا أن "التسقيط" متفش بين المسؤولين في الحكومة. واضاف ان "الدكتاتور" إذا لم يقدر على التسقيط فإنه يعمل على "إلغاء منجزات الآخرين" التي تعود بالنفع على المواطن.
وكان الصدر قد أكد في بيان سابق على أن تكون التظاهرة سلمية عامة لا صدرية وان تكون مطاليبها عامة، لا فئوية وان لا تكون لمذهب معين او دين بحد ذاته، وان تكون سنوية سواء أكان حيا او ميتا.
وقال عضو كتلة الأحرار البرلمانية التابعة للتيار الصدري عدي عواد ان التظاهرة لها مضامين عامة من بينها نصرة الشعب العراقي، الذي تعرض للظلم سابقا وحاليا ضد الظالم ومحاربة الفساد المستشري في دوائر الدولة متهما ما اسماها بمافيات وكتل تحاول توفير الحماية للفساد
وكان مجلس النواب العراقي صوت في 23 من الشهر الماضي على مقترح مقتدى الصدر بتخصيص 25% من إيرادات النفط الى المواطنين .
وكان الصدر دعا في السادس من كانون الثاني (يناير) الماضي إلى احتفالات مليونية في التاسع من الشهر المقبل بـ"الانتصار الجزئي للمقاومة الشريفة"، بعد إنهاء القوات الأميركية انسحابها الكامل في العراق مشيراً إلى أنه يجد من الأفضل أن يجعلها احتفالاً موحداً في التاسع من نيسان (ابريل) لكي يكون مليونياً موحداً آخر تحت عنوان "العهد والولاء للحوزة والإمام".
يذكر ان رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم يقود حاليا حملة وطنية لجعل محافظة البصرة عاصمة العراق الإقتصادية ودعا كتلة المواطن البرلمانية التي تمثل المجلس الى العمل لتشريع قانون بهذا الخصوص وتقديمه الى مجلس النواب. وقال ان البصرة تمتلك عمقا استراتيجيا وتنمويا مذكرا بمكانتها الاقتصادية باعتبارها ايضا المنفذ المائي الوحيد للعراق واحتوائها على 80% من المخزون النفطي العراقي، ومخزون غازي كبير وبتوفيرها نسبة 70% من الموازنة العامة للبلاد وبإحتوائها على نسبة سكانية عالية تزيد على ثلاثة ملايين نسمة وحدود ادارية مع ثلاث دول مجاورة هي ايران والمملكة العربية السعودية والكويت وحدود داخلية مع محافظات ذي قار وميسان والمثنى. وشدد على ان كل هذه المعطيات والامتيازات تؤهل البصرة لان تكون عاصمة العراق الاقتصادية.
ايلاف