إننا لانأسف على لذة ٍ مضت ،ولكننا نَندَمُ على إستسلامنا للذةٍ نشتبهُ في أمرها .والأسف ُ يودُ لو إستطاع َ الاستمرار في تلك اللذة ،بينما الندم يودُ لو استطاع القضاء عليها فالأول منها يتحسر على ماضٍٍٍ غائب ،وأما الثاني فإنه على العكس يتألم لهذا الماضي الحاضر بكل عنفٍ وقسوة ولما كان التسامي والترقي والتمسك بالعمل الخير او الصالح ،فهو عمل إيجابي ،لايؤسف عليه أبدا ،لأن الشر يكون معدوما كونه نقص ،والجهل كذلك مذموم ،وكلها معان سلبية مترادفة ،تعبر عن النكول عن سلوك الترقي الذي هو السنة الخالدة لجميع الكائنات ،وأجل َ أماني الأنسان الكامل أنبلها ،هي أن يكمل نفسه ،وأن يحقق وجوده ،فاذا كملت نفس الانسان ،وتسامت غرائزه في سبيل تحقيق وجوده الانساني بدلا من أن تسف وتتدانى ،ثم تشبه بكمال مبدعه وببقية خصائصه السببية ،فقد بلغ الكمال والسمو ماقدر له ،واتصل وجوده من خلال أفعاله بوجود من خلق كل فعل طيب وخير وهو منبع الخير والوجود المطلق ،وإذا كان العكس فيكون مصيره مصير ماهو مادي الزوال والفناء ..نعم فالأسف أو الحسرة هو شعور لنفسه ،والشفقة على نفسه ،في حين أن تبكيت الضميرهو الشعور المرء بكراهيته لنفسه ،ونفرته من نفسه .وحين يحاسب الضمير صاحبه يكون أشد ألم من أي عقوبة تطبق بحقه .لأن التأنيب قد يتخذ صورة ألم حاد يظل يمزق أحشاءه ،وقد يقضي عليه ذلك لأنه أقوى معذب في عالم الأمكان هو عذاب الضمير .أما (الندم )ماهو إلا استحضار الماضي الأليم في الحاضر ،من أجل إشعار الذات بأن دم الجريمة لازال يلوث يديها ويدنس قلبها أي الذات .قال الله في كتابه الكريم ..بسم الله الرحمن الرحيم ..قالوا ياحسرتنا على مافرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون ..الانعام الاية 21 ..وفي الختام أن الجزاء الخلقي يلعب دورا كبيرا في حياتنا خصوصا القضايا النفسية .لأن حدة ألم الضمير تجعل من الانسان الرجوع الى رشده ..وهذا مارمينا اليه في كتابة هذه المقالات ..والحمد لله رب العالمين ..وتقبلوا تحياتي ..