(البحث جميل وفي نفس الوقت مهم جدا )
قبل الخوض في البحث يجب الاشاره لأمر انه هذا البحث يعتمد على الفلسفه بنوعيها فلسفه بحت مجرده وفلسفه تعتمد على التجربه والملاحضه والقياس ولا يمكن الفصل بينهما في هذا البحث.
(ارجو التركيز قليلا اثناء القراءه )
في البدايه لا بُد من اثبات واقعية انفسنا وهذا يعتبر تقريبا من البديهيات ويمكن ذلك من خلال الوجدان حيث مثلا عندما يضربك احد على يدك او قدمك او اي جزء من جسدك فأنك تتألم وهذا يدل على واقعيتك او عندما نشعر بما حولنا بواسطة الحواس الماديه كالبصر والسمع فهذا يدل على الواقع ويكفي ان نؤمن بواقعية انفسنا على الاقل ,, واذا أمنا بواقعيتنا فسيلازمها اننا موجودين لسنا عدماً وهنا يوجد نوعين من الوجود لا بُد ان يكون وجودنا احدهما وهما ان نكون ممكني الوجود او واجبي الوجود فالاول (ممكني الوجود) من صفاته انه متغير أي انه يتغير من حاله الى اخرى فمثلا نكون اطفالا في الصغر ثم نتحول الى بالغين ثم يُفنى جسدنا وبذلك نكون ممكني الوجود فلو كنا (واجبي الوجود) وجب ان نكون بدون صفة التغير أي ان يكون وجودنا ازلي منذ القدم ولا يلحقنا عدما فيما بعد وكون ان وجودنا (حدثاً) أي كنا سابقا عدما واصبحنا فيما بعد موجودين فلا بُد من عله اوجدتنا حيث ترجحت كفة الوجود على العدم اذن كل شيء ممكن الوجود لا بُد من عله له والان لا بُد من معرفة هذه العله وهنا تقسم العله الى ثلاثة اقسام يجب ان يكون احدها عله لوجودنا وهي 1- الدور 2- سلسله طوليه غير منتهيه 3- سلسله طوليه منتهيه.
الاول (الدور) أي ان وجودنا يعتمد على وجود شيء اخر وهذا الشيء الاخر يعتمد في وجوده على وجودنا مثلا اذا لدينا شخصين يريدان الدخول الى غرفه معينه وقال الاول لن ادخل الا اذا دخل الثاني وقال الثاني لن ادخل الا اذا دخل الاول اذن لن يدخل أي منهما الى الغرفه اذن الدور لا يمكن ان يكون عله يؤخذ بها لانها تعتمد على النقيضين والنقيضين محال بداهتاً فالشخصان هنا احدهما ينقض دخوله للغرفه بتقديم دخول الاخر عليه.
اما السلسله الطوليه غير المنتهيه فتعني ان وجودنا يعتمد على وجود اخر وهذا الوجود الاخر يعتمد على اخر وهكذا كما لو كان لدينا اعداد فالعدد 1 مثلا يعتمد في وجوده على العدد 2 والعدد 2 يعتمد في وجوده على العدد 3 والعدد 3 يعتمد في وجوده على العدد 4 وهكذا فأنها سلسله غير منتهيه وهذه ايضاً لن تنفعنا في ان تكون عله لوجودنا لان العدد 1 لن يوجد الا اذا وجد العدد 2 والعدد 2 لن يوجد الا اذا وجد العدد 3 وهكذا مالانهايه ومحصلة هذا الامر انه لن يوجد أي عدد من هذه الاعداد فهنا لو قال شخص معين ان سبب وجوده الماده وسبب وجود الماده الطاقه وسبب وجود الطاقه شيء اخر و......الخ عندها لن يكون أي شيء موجود.
بقي لدينا العله الثالثه وهي السلسله الطوليه المنتهيه وهي نفس سابقتها لكن الاختلاف انه يوجد في نهاية المطاف من العلل عله واجبة الوجود أي انها لا تعتمد على عله توجدها وجودها ازلي لا يلحقها عدم وهذه هيه العله الحقيقيه الوحيده التي يمكننا الاعتماد عليها كعله لوجودنا وهو الله ( الاله ) عز وجل خالق كل شيء موجود منذ القدم لا يلحقه عدم ولو قال شخص من اوجد الله فالجواب انه واجب الوجود ولو قال لما واجب الوجود فالجواب لو انه قلنا انه ليس واجب الوجود لرجعنا للاحتمال الثاني من العله وهي السلسله الطوليه غير المنتهيه وقلنا سابقا انها لا يمكن ان تصلح عله لوجودنا للسبب المذكور.
وفي النهايه شكرا للمتابعه