من المشرفين القدامى
ابو النون
تاريخ التسجيل: May-2011
الدولة: Finland
الجنس: ذكر
المشاركات: 3,674 المواضيع: 729
مزاجي: الحمد لله بالف خير
المهنة: Kirjanpitäjä
أكلتي المفضلة: اللحم المشوي
موبايلي: iPhone
آخر نشاط: 7/July/2022
الاتصال:
حقيقة الدين الإسلامي الحنيف .. هل هو دين القسوة والإرهاب!! أم دين الرحمة والسلام ..
في خضم هذا العصر المترف ومن خلف حجاب المادة الكثيف التي طغت على النفوس فسلبت منها بريقها النوراني الرباني الأزلي، فأبعدت قلوبها عن مصدر السعادة والحياة القلبية عن الرحيم مصدر كل الصفات الإنسانية عن خالقها الله، فبات الناس يتخبطون في ظلمات المادة مبتعدين في نهجهم عن شريعة خالقهم، داثرين فطرتهم الطيبة في غياهب المادة وشقائها لا يهمهم إلا التمرغ في أنواع الترف والعب المتواصل من ملذات الدنيا الدنية سكارى بملذات الدنيا عن حقيقتها المرعبة وقسوتها اللاإنسانية، وهنا الطامة الكبرى حيث حل الصراع على المادة وكأن الدنيا هي دار الحياة الأبدية، فضاعت الأخوة الإنسانية ونسي الناس أباهم العظيم ذلك الرسول الكريم سيدنا آدم عليه السلام، نسوا أنهم أخوة لأب واحد، الأبيض منهم والأسود الشرقي والغربي العربي والروسي والفرنسي والإنكليزي...
لقد بات الأخ عدواً لدوداً لأخيه... ضاعت الشريعة السماوية التي أنزلها خالقنا حتى نبقى على هدى وأمان وسلامة في حياتنا ومن ثم في آخرتنا الأبدية، فحل الضياع والتخبط العشوائي في هذه الحياة وبات الناس في مرارةٍ وعيشٍ ممجوج وذلك لبعدهم عن خالقهم وإعراضهم عن ذكر شريعته.
وبات الدين غريباً، ابتعد الناس عن نهج الإسلام الصحيح وتطبيق شرائعه القويمة، واستهجنوها ولم يروا حقيقة هذا الدين السامي لأن من يطبق هذا الدين ذاته أصبح في بعد عن نهجه السليم، وبضياعٍ عن فهم حكمه العالية وسننه السامية الهادفة، فلم يبق من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه، وألصق بهذا الدين السامي الجامع لبقية الأديان في طياته والخاتم لها في كماله وشموله، أُلصق فيه سفاسف وأمور ما أنزل الله لها ولا رسوله طبقها، ألصقت برسوله الكريم قولاً أو فعلاً وهو بريء منها كل البراءة قولاً أو فعلاً، فكل ما يخالف كتاب الله تعالى هو براء منه صلى الله عليه وسلم.
شرائع كثيرة ذكرها تعالى في كتابه الكريم (القرآن) وقفت المجتمعات أمامها حيارى عندما لم تدرك الحكمة منها، ومن جهل شيئاً عاداه، وحتى علماء المسلمين وقفوا عاجزين عن شرح حكمتها العالية العظيمة الإنسانية الرحيمة.
حقيقة ما شريعة الله في الأرض إلا للسعادة دنيا قبل الآخرة، والرسول الكريم رسول الإنسانية العظمى صلى الله عليه وسلم عندما كان يعلّم شرائع الله وأوامره لصحبه الأبرار كان يعلمهم إياها والحكمة منها {...ويعلمهم الكتاب والحكمة...} لأن من طبيعة النفس البشرية أنها لا تركن لأمر إلا عن قناعة، فتطبقه عن رضى.
من تلك المعضلات التي وقفت المجتمعات حيارى أمامها ولم تفهم مغزاها وقوتها في الدين الإنساني الإسلامي: قضية تعدد الزوجات ـ الطلاق ـ الغاية من حجاب المرأة ـ قضية الرق ـ قضية ميراث المرأة ـ زواجه صلى الله عليه وسلم من تسعة زوجات ـ الجزية... وقضايا كثيرة تتعلق في فهم آيات قرآنية فهماً خاطئاً وخاصة ما تعلق منها بمسألة الفتوحات الإسلامية والمعارك التي خاضها المسلمون.
معضلات وقف أمامها حتى علماء المسلمين عاجزين عن فهم حكمتها وإن طبقوها... عاجزين عن تبيان حقيقتها السامية لغيرهم ممن استهجنها وابتعد عنها فعن الإسلام بالكلية وذلك لأن النفس البشرية مجبولة على الكمال فإن عاينت نقصاً في أمر ما فإنها وبعفويتها تبتعد وتنفر منه... وذلك حتى تفهم الحكمة العالية الكاملة فيها.
وهكذا حتى ظهر علامتنا الإنساني الكبير مجمد أمين شيخوقدس سره، الذي استنار قلبه بنور الله وازدان بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبين حقائقاً كبرى وحكماً إنسانية عظمى في هذا الدين غابت عن العلماء والفلاسفة، أعادت لهذا الدين السامي حقيقته وجوهره العظيم في زمن ضاعت فيه معانيه العالية وسِيء فهمه ولم يبق منه إلا اسمه ومن كتابه العظيم إلا رسم حرفه. لقد بين من خلال الكتاب المقدس القرآن حلول هذه المعضلات وصحح فهم الكثير من النقاط والأمور التي ساء فهمها. لقد بيّن بفهمه العالي لكتاب الله والحكمة من أوامره: لم خلق هذا الكون، وما قيمة هذه الحياة وهدفها، لم شريعة الله في أرضه، ما الحكمة من فروض الله من الصلاة والصيام والحج والزكاة... لم الموت وماذا حقاً بعده... لم الحج في صحارى لا ماء فيها ولا شجر ولم الطواف حول الكعبة، وما رمزية رمي الجمرات ومدلول الوقوف في عرفات... لم الجوع والعطش مدة اثنتا عشر ساعة ولشهر كامل من كل سنة.
لم الحجاب ستر المرأة عن الاختلاط ما الحكمة، لماذا تعدد الزوجات ومتى أُبيح ولماذا، لم الطلاق، وما هي الحكمة الإنسانية من فرض الجزية ـ ولماذا الرق في الإسلام ـ ولماذا جعل الله نصيب المرأة نصف الرجل في الميراث وقضايا كثيرة أغلق فهمها على العلماء والفلاسفة حتى جاء هذا العلامة الإنساني الجليل بالحكمة منها وبفهمها العالي وذلك بما استنار قلبه بنور الله وكشف الله عن بصيرته فشاهد بنور ربه ومحبة رسوله حقائق آيات الله العظيمة والحكمة من شرائعه وأوامره.
ومن خلال بحثنا هذا سنسير بالنقاش والحوار العلمي ونأتي على أهم المسائل والمعضلات المغلقة الفهم، فنكشف اللثام عن حقائقها التاريخية العظيمة مستندين بذلك إلى البحوث الإنسانية التي بينها العلامة الإنساني محمد أمين شيخو مستهدياً بكتاب الله العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين
البداية ستكون مع مسألة ذات أهمية كبيرة تتعلق باتهام الدين الإسلامي بالقسوة والشدة والعنف والتعدي... ورداً على هذه الاتهامات نقول:
إن الظن خاطئ عندما ننظر إليه بعين الواقع. فأول كلمة في الدستور الإسلامي: وهي آية البسملة {بسم الله الرحمن الرحيم}، تدعو إلى الرحمة وليس إلى العنف والقسوة.
ونجد في أول سورة في الكتاب الإسلامي المقدس، القرآن الكريم، دعوة محضة إلى الرحمة تتجلّى بقوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم}. فهو يعامل كافة العالمين بالرحمة لأنه تعالى ذاته رحيم.
فإذن قاموس وناموس الإسلام قوامه الرحمة وليس العنف ولا الشدة، فقوته تعالى محوّلة كليّاً للرحمة (إلا بالدفاع عن النفس ودفع العدوان والتعدي) والآية الصريحة وشاهدنا قول الله في كتابه الكريم يخاطب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بتلخيص وظيفته الدنيوية حصراً بالرحمة، وليس بالتعدي ولا القسوة إذ قال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين}.
وصف تعالى رسوله بالقرآن الكريم بما يحمله في قلبه تجاه المشركين قبل المؤمنين بآية: {لقد جاءكم}: أيّها المشركون بما فيهم أهل الكتاب من نصارى ويهود {رسولٌ منْ أنفسكم عزيزٌ عليه ما عَنِتُّمْ حرِيْصٌ عليكُمْ} أنتم أيها المشركون، بعدها {بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ}، فقد رحِمَ المشركين قبل المؤمنين.
والقانون الإسلامي عام، وبما أنّه صلى الله عليه وسلم رحمةٌ للعالمين فما خصّ صلى الله عليه وسلم المؤمنين من المشركين أو عبادَ النيران أو البقر أو غيرهم، فهو رحمةٌ للناس جميعاً يخرجهم من الشقاء إلى السعادة.
كان صلى الله عليه وسلم يورّي في القتال رحمةً بالمشركين وبالمؤمنين، وبذا فقد حقن دماءهم، وهداهم للإيمان؛ وهكذا عندما كان يريد صلى الله عليه وسلم أن يغزو بلداً ما قد اعتدوا على المؤمنين كان يبعث بالأخبار بأنّه عازمٌ على غزو بلدٍ مغاير وباتجاهٍ معاكس، حتى إذا اطمأن أهلُ البلد الذين هو قاصدهم أتاهم بغتةً على حين غفلةٍ في التفاف عسكري في ضحى النهار، حيث الرجال وقد خرجوا لأعمالهم ولم يبقَ إلا النساء والشيوخ والأطفال، وبالتالي لا مقاتلين ولا قتال بل ولا مقاومة تذكر فيستسلموا فرادى ويقبلوا بالحق، فيحقن دماء الطرفين وهذا أسلوبه صلى الله عليه وسلم ، وتلك خططه الرحيمة دائماً من أجل حقن الدماء، فهو صلى الله عليه وسلم لا يريد أن يريق دم كافر ولا مؤمن وحريصٌ على عدم قتل الكافر رحمةً به إذ بقتله سيؤول لعذاب الآخرة و صلى الله عليه وسلم يريد له الهداية والسعادة في الجنات.
ابو النون