حين وطأ الليل نافذة الغرفة
كان في القدحِ
رشفةٌ من عصارةِ العنبِ والتعب
وأربعةَ مواسمٍ من العِزة
وثمة وجهٌ مطاردٌ
تمرحُ في قسماتهِ البساتين
حين وطأ الليل
بدا كلَ شيءٍ غريب
نهر
اغرق الأمنيات
الغارقة أصلاً
بضجيج الحياة
وبدد
القلقُ
مقر السكون
فاستوطنت في الذاكرة
صور الوداع
للمسافرين عبر البحر
لقاطعي الاسلاك الشائكة
للحاملين بنادقهم
للعصافير الخائفة
لبيادر القمح المهجورة
حين وطأ الليل
وقد انسكب زيت القنديل
لتحترق قصائد بابلو نيرودا الغزلية
وتختلطُُ
بصرخات الأطفال
المذعورين
الممتزجة مع حكايات
الجدة عن الأمير والأميرة
والحياة الوردية
حين وطأ الليل نافذة’ الغرفة
طغى الكابوس على الحلم
شارع القرية
تعج بالمارين
يهللون
يرقصون
يزغردون
يتناثرون كحبات الرز
فتكت بهم
يد الغدر الهمجية
نيسان لا تأتي هذا العام
فشقائق النعمان
نبتت هذا الصباح
روتها دماء الطاهرين
النقية .
منقووووول