أعز الله من إتقاه
(ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) صدق الله العظيم, وعدٌ من الله عز و جل تحقق في قصة هذه المرأة التقية التي خافت الله وصبرت فأعزها الله .
خرج الزوج في رحلة طويلة لطلب الرزق و ترك الزوجة التقية وصية لأخيه أبن أمه و أبيه, بمرور الأيام راود الشيطان الأخ عن زوجة أخيه فذهب إليها ليراودها عن نفسها فأبت الزوجة التقية أن تغضب ربها فتركها فأخذ أخو الزوج يهددها إن لم تستجيب له, فتمسكت بموقفها مخافة من الله عز وجل .
فلما رجع الزوج أخبره أخوة كذباً أن الزوجة قد راودته عن نفسها, فلم يستمع الزوج إلى الزوجة و طلقها من فوره .
خرجت المرأة ولم يكن لها من تلجأ إليه غير الله سبحانه و تعالي, فمرت على منزل رجل عرف الله, فلما فتح الباب حكت له حكايتها فصدقها و سألها أن ترعى إبنه الصغير مقابل أجر يدفعه لها .
وخرج العابد من البيت في أحد الأيام تاركاً المرأه مع إبنه الصغير و الخادم فراودها الخادم عن نفسها, فأبت التقية أن تعصي الله فكال لها الخادم بأن قتل الصغير إبن الرجل التقي و أفهم الخادم الرجل أن المرأة التقية هي التي قتلته.
فاحتسب الرجل إبنه عند الله و أخرجها من داره و أعطاها دينارين جزاءاً للخدمة التي خدمتها لإبنه .
خرجت المرأة إلى سوق المدينة و هي لا تعلم ماذا تفعل, فوجدت مجموعة من الرجال و قد أخذوا يضربون رجل, فسألتهم لماذا تضربون هذا الرجل ؟
فقالوا لها عليه دين إن لم يدفعه سيكون عبداً عندنا .
فسألت و كم هذا الدين ؟
قالوا دينارين فأعطتهم الدينارين و عتقت الرجل .
فسألها الرجل الذي عتقته من أنت ؟
فحكت له حكايتها فعرض عليها أن يخرجوا من هذه البلدة إلى مكان أخر و يسافروا في سفينة تبحر إلى مكان آخر .
فلما وصلوا إلى السفينة فأخبرها أن تركب أولاً ثم تركها و ذهب إلى ربان السفينة فأفهمه أنها عبده له و أنه يريد بيعها فاشتراها منه الربان ثم أخذ الرجل المال و هرب .
فلما خرجت السفينة إلى الماء تحلق البحارة بالمرأة التقية فقالت لهم لما تفعلون ذلك ؟
فقال لها الربان إنه اشتراها و عليها أن تطيع سيدها فلم تقبل المرأة بذلك و تمسكت فبعث الله بريح عاصفة على السفينة فقلبتها ولم تنج من السفينة غير المرأة التقية .
ورأى ملك البلاد التي كانت تعيش فيها مشهد انقلاب السفينة و كانت بالقرب من قلعته فتعجب من الرياح التي هبت في غير آوانها لتقلب السفينة و تعجب من أنه لم تنج غير هذه المرأة فطلبها ليعرف قصتها فلما حكت له صدقها و تزوجها, وبعد مرور الوقت مات الملك فأصبحت المرأة هي حاكمة البلاد .
فطلبت أن يوضع لها كرسي في منتصف الميدان و أن يعرض عليها كل رجال المملكة .
فعرض عليها الرجال واحداً و احداً فلما رأت زوجها السابق طلبت منه أن ينتظرها
ثم رأت أخو زوجها فطلبت منه أن ينتظر أيضاً
ثم رأت الرجل التقي فطلبت منه أن يقف و ينتظر
ثم رأت خادم الرجل التقي فطلبت منه أن ينتظر هو أيضاً
ثم رأت الرجل الذي باعها فطلبت منه أن ينتظر
ثم قالت لزوجها خدعك أخوك سأعفو عنك و سيجلد أخوك لأنه إتهمني ظلماً وعدواناُ .
ثم قالت للرجل العابد خدعك خادمك فعفوت عني سأكرمك و سيقتل خادمك لأنه قتل إبنك .
ثم قالت للرجل الخائن لقد أنقذتك من الأسر و بعتني للأسر فستسجن جزاء ما فعلت .
وسبحان الله يعز من يشاء ويذل من يشاء