بالرغم من مدى قربك وقوة علاقتك بطفلك فإنه ربما سيأتى اليوم الذى سيلجأ فيه للكذب عليك. واعلمى أن الطفل كثيرا ما يشعر بالخوف والقلق من اكتشافك لبعض الأمور التى ارتكبها والتى قد تغضبك وفى تلك المواقف فإن الطفل يحتاج لتفهمك وتواصلك معه وليس لاستنكارك لما يفعله. فى البداية عليك أن تتأكدى من أن طفلك يكذب بالفعل وبعد ذلك يمكنك أن تتحدثى مع طفلك لتحاولى معرفة سبب لجوئه للكذب. إن الكثير من الأمهات قد يحاولن أن يصبحن أصدقاء لأبنائهن بدلا من كونهن مصدر سلطة فقط.
وهناك بعض الطرق والخطوات التى يمكنك من خلالها اكتشاف ما إذا كان طفلك يكذب أم لا.
قومى بدراسة تصرفات وسلوكيات طفلك مع ملاحظة ما إذا كان يحكى لك القصة الواحدة بأكثر من طريقة وبتفاصيل مختلفة كل مرة. فمثلا قد يقول لك طفلك أنه سيقابل أصدقاءه فى المدرسة ولكنك تكتشفين أنه فى الواقع ذهب لمنزل أحد أصدقائه. واعلمى أنك بمجرد ملاحظتك لتصرفات طفلك فإنك ستكتشفين الكثير والكثير عن حياته.
حاولى أن تلاحظى أى تغييرات مفاجئة فى تصرفات طفلك وفى مزاجه. فمثلا إذا كان طفلك من النوع الهادئ أو المنطوى وترين أنه تغير فجأة ليصبح يقظا ومتنبها ونشيطا فاعلمى أن هناك أمرا ما يخفيه طفلك. وأيضا إذا أصبح طفلك فجأة يوافقك فى كل ما تقولين دون معارضة فاعلمى أن هناك خطبا ما. ومن العلامات أيضا التى قد تدل على كذب طفلك تهربه من التحدث فى مواضيع معينة. إذا شعرت أن طفلك يوافقك فيما تقولين لمجرد إنهاء الحوار فاعلمى أنه يكذب أو يخفى أمرا ما.
يمكنك أيضا أن تكتشفى ما إذا كان طفلك يكذب أم لا عن طريق القيام بفتح حوار معه وأثناء حديثكما قومى بإثارة الموضوع الذى تشعرين أن طفلك يكذب عليك فيه لتراقبى فى ذلك الحين ردة فعل الطفل ومدى مفاجأته.

حاولى أن تكونى على دراية بتصرفات طفلك ونشاطاته داخل وخارج المنزل. بالنسبة لداخل المنزل، عليك أن تراقبى تصرفات الطفل ولغته وطريقة تعامله مع أشقائه وبقية أفراد العائلة. إذا لاحظت أن طفلك قد اصبح يتخذ الموقف الدفاعى كثيرا فاعلمى انه قد يكون كاذبا. ومثلا إذا كان طفلك ذاهبا لزيارة أحد أصدقائه فعليك أن تكونى على معرفة بهذا الصديق جيدا.
اسألى أفراد العائلة عن سلوك وتصرفات طفلك معهم، فأحيانا قد يتحدث طفلك مع شقيقه أو شقيقته أو عمه أو عمته أو شخص يثق به من الأقارب عن أمر يخفيه أو أمر كذب بشأنه.
إذا كنت تشكين بأن طفلك يكذب عليك، فأفضل طريقة تتأكدين بها من الأمر تكون بالتحدث معه مباشرة ولكن مع اختيار طريقة مناسبة تفاتحينه بها فى الموضوع حتى لا يشعر أنك تحاصرينه. وبالطبع فإن لديك كل الحق كأم أن تعاقبى طفلك إذا كان يكذب ولكن يجب عليك أن تفكرى فى الطريقة جيدا عن طريق الصبر وتفهم الموقف من كل جوانبه. اجعلى طفلك يشعر دائما أنه بإمكانه أن يأتى ليتحدث معك فى أى شئ وبالتالى فإن مثل هذا الأمر سيجعله يشعر أنك لن تنتقديه ولذلك فإنه لا يحتاج للكذب.
فى حالة كان طفلك أثناء رواية قصة معينة يتعمد النظر فى عينيك مباشرة، فاعلمى أنه قد يكون كاذبا. أثناء استماعك لقصة طفلك حاولى أن تستشعرى ما إذا كان يحكيها بطريقة طبيعية وتلقائية أم لا، وإذا شعرت أن طفلك قد تدرب على أن يحكى القصة بطريقة معينة قبل ذلك فاعلمى أنه يكذب. وقد يصل الأمر أحيانا بالطفل إذا كان كاذبا أن يقوم بتكرار نفس الجمل فى كل مرة يحكى فيها القصة.
راقبى تعبيرات وجه الطفل لأنه إذا كان يقول الحقيقة فإن تعبيرات وجهه ستكون مرتاحة، ولكن إذا كان الطفل يكذب فإن ملامح القلق ستكون على وجهه. على طفلك أن يعلم أنه إذا لجأ للكذب فعليه أن يتحمل العواقب.