أقدم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) على ممارسة أعمال وحشية استهدفت العاملين في المجال الطبي في مدينة الموصل منذ سيطرته عليها في حزيران/يونيو، شملت القتل والترهيب والاضطهاد.
وذكر تقرير الصحيفة أن داعش أطلقت النار على الأطباء لرفضهم علاج مقاتلي التنظيم الذين جرحوا خلال الاشتباكات أوالقصف.وقالت مفوضية حقوق الإنسان العراقية إن التنظيم أعدم 14 طبيبا منذ حزيران/يونيو وحتى منتصف كانون الثاني/يناير. وأوردت صحيفة رووداو الكردية يوم الثلاثاء، 27 كانون الثاني/يناير، أن داعش أعدمت عشرة أطباء في الموصل.
وتعج مستشفيات الموصل بمقاتلي داعش الجرحى، بسبب الهجمات والضربات على التنظيم وفق ما ذكرت رووداو، مشيرة إلى أن الجماعة قد أخلت المستشفيات من جميع المرضى الآخرين بهدف علاج مقاتليها الجرحى.
وأوضح عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية، فاضل الغراوي في تصريح لموطني أن جرائم داعش طالت العديد من شرائح ومكونات المجتمع العراقي، وكان لشريحة الأطباء نصيبها من ذلك "الاستهداف المنظم والذي تمثل بالقتل والتهديد وفرض التعليمات المشددة والاضطهاد وإشاعة الرعب".
وتسجل تقارير فرق الرصد وبعض منظمات المجتمع المدني المرتبطة بالوزارة مقتل 14 طبيبا وطبيبة منذ حزيران/يونيو الماضي ولغاية منتصف كانون الثاني/يناير، على أيدي عناصر داعش معظمهم من الموصل بحسب الغراوي.
وكانت مواقف هولاء الاطباء وراء مقتلهم إذ رفضوا جميعهم التعاون مع تنظيم داعش وانتقادهم المستمر لممارسات التنظيم اللاانسانية فيما رفضت بعض الطبيبات اللواتي اعدمن الالتزام بأوامر صارمة اصدرها في المستشفيات، حسبما أضاف الغراوي.
وأوضح أن داعش قامت بـ"إجبار الطبيبات على ارتداء النقاب خلال تواجدهن خارج المنزل وأثناء ممارستهن لعملهن وعدم السماح لهن بالاختلاط مع الأطباء أو تقديم خدماتهن العلاجية للرجال وتهديدهن بالقتل والاغتصاب وبالعقوبات الجسدية في حال رفضن الانصياع لهذه الأوامر".
وذكر أن "الكثير من الأطباء استطاعوا الهروب من الموصل ومن لم يكن بمقدوره المغادرة يعيش اليوم حالة مأساوية ويتعرض لانتهاكات وجرائم بشعة من قبل عصابات داعش".
ويؤكد المتحدث باسم وزارة حقوق الإنسان، كامل أمين لموطني أن "المعلومات الواردة للوزارة من مصادرها الخاصة تفيد بتعرض العديد من العاملين في مستشفيات الموصل ومراكزها الصحية لمضايقات وإجراءات تعسفية خطيرة".
وقال إن هناك مسلحين يعرفون بـ"رجال الحسبة" معنيون بملاحقة المخالفين للفتاوى والأوامر الصادرة عن تنظيم داعش، وبعض هؤلاء يقفون كل صباح عند بوابات المؤسسات الصحية لمتابعة التزام الطبيبات بلبس النقاب، وغالبا ما ينفذون مداهمات مفاجئة للمستشفيات للتأكد من عدم وجود مخالفات "شرعية إسلامية" بحسب تفسير داعش.
وأضاف "سجلنا انتهاكات لطبيبات تعرضن للتعنيف والتهديد بالقتل أمام الملأ لكونهن رفضن ارتداء النقاب خلال ممارستهن لعملهن، وأيضا هناك تدخلات وتجاوزات سافرة على العمل الطبي تتمثل بمنع الطبيب من علاج المرضى النساء والعكس مع الطبيات وهذا ما دفع بعدة أطباء إلى وقف خدماتهم العلاجية وغلق عياداتهم الخاصة".
ونوّه أمين بأن الوزارة تعمل على توثيق تلك الانتهاكات، وأن هناك تنسيقا بهذا الإطار مع منظمة الصحة العالمية وبعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، لافتا إلى سعي الوزارة المتواصل نحو "فضح ممارسات داعش الوحشية وحشد الدعم باتجاه سرعة القضاء على ذلك التنظيم الدموي وتخليص الناس من شروره".
بدوره، أعرب مدير إعلام وزارة الصحة، الدكتور أحمد الرديني لموطني عن قلق وزارته إزاء ما تتعرض له شريحة الأطباء ومختلف العاملين في مؤسسات القطاع الصحي من جرائم وانتهاكات من قبل عناصر داعش في مناطق سيطرتهم وبخاصة في الموصل.
وأكد الرديني لموطني ورود معلومات عن حصول عمليات إعدام بحق أطباء وطبيبات لكونهم رفضوا معالجة مصابي تنظيم داعش أو تنفيذ أوامره، وهناك أعمال عنف وترهيب تطال وبشكل متواصل شريحة الأطباء وتشمل التهديد بالقتل والضرب والمضايقة والتجاوز على العمل الطبي.
وتابع قائلا "نشعر بقلق بالغ إزاء تلك المعلومات الواردة، فالعناصر الإرهابية غير مهتمة بأرواح الناس وحقوقهم وهي مستعدة لفعل المزيد من الجرائم المروعة".