قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الثلاثاء، إنّ دولة الإمارات العربية المتحدة انسحبت من "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يشنّ حملة جوية ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، وذلك بعد خطف الطيار الأردني معاذ الكساسبة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنّ الإمارات علّقت مشاركتها في الحملة الجوية ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية" تعبيراً عن قلقها حيال سلامة طياريها بعد خطف الطيار الأردني، الذي أعلن التنظيم إعدامه حرقاً أمس.
وتطالب الإمارات العربية البنتاغون بتعزيز جهود البحث والإنقاذ، وذلك عبر استخدام مروحيات "في-22 أوسبري" الحربية في شمالي العراق قرب مواقع العمليات، بدلاً من الاستعانة بالكويت كقاعدة لانطلاق العمليات العسكرية.
وأضاف مسؤولون أنّ الإمارات لن تتابع مشاركتها في الحملة الجوية ضدّ "الدولة الإسلامية" قبل نشر مروحيات "أوسبري"، التي تجمع بين القدرة على الإقلاع والهبوط العموديين كجميع المروحيات وبين التحليق بسرعة عالية كالطائرات المجنّحة.
وقد أبلغت دولة الإمارات القيادة المركزية للجيش الأمريكي المسؤولة عن المهمات في الشرق الأوسط تعليق مشاركتها في الحملة الجوية إثر أسر تنظيم "الدولة الإسلامية" الطيار الأردني معاذ الكساسبة في مدينة الرقة في سوريا. إلا أنّ مسؤولاً عسكرياً أمريكياً قال إنّ التنظيم اختطف الطيار في غضون دقائق من سقوط طائرته، ولم تتمكّن فرق البحث والإنقاذ من سحبه.
لكنّ الإمارات أبدت تشكيكاً في الرواية الأمريكية، واعتبرت أنّ فرق البحث والإنقاذ لم تكن لتتمكن من سحب الطيار حتى لو كان هناك مزيد من الوقت قبل اختطافه.
وفي خطوة جريئة، سأل وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد بن سلطان النهيان السفيرة الأمريكية الجديدة باربارة ليف عن سبب عدم اتخاذ الجيش الأمريكي التدابير المناسبة لإنقاذ الطيارين في شمالي العراق.
وقالت "نيويورك تايمز" إنّ الخلاف بين الإمارات والولايات المتحدة يعدّ مهماً، إذ إنّ الإمارات كانت أقرب حليف للولايات المتحدة في "التحالف الدولي" ضدّ "الدولة الإسلامية"، كما أنها كانت الدولة الأولى التي تنضم إلى التحالف، وشاركت أكثر من غيرها في قصف مواقع التنظيم في بداية الحملة الجوية.