2015/02/04 06:54
على غرار الأردن.. دعوات لإعدام الإرهابيين بالعراق ثأرا لشهداء سبايكر..
بغداد/المسلة: أعتبر عراقيون ان اعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حرقا، من قبل افراد تنظيم داعش الإرهابي، يفضح الاجندة المتطرفة التي تقودها بعض الجماعات المؤيدة لداعش في بعض المدن الأردنية لاسيما تلك الجماعات التي طبّلت للزرقاوي وعملياته الإرهابية في العراق.
وعلى رغم ان الحكومة الأردنية أبدت تأييدها ودعمها للعراق في حربه ضد داعش، الا ان هناك حركات أصولية تكفيرية في المجتمع الاردني خرجت في تظاهرات تؤيد تنظيم داعش في الفترات القليلة الماضية.
وأظهر مقطع فيديو نشره تنظيم داعش، الثلاثاء الماضي، ما قال إنه الطيار الأردني المحتجز لديه معاذ الكساسبة، وهو يعدم حرقا وتعهد الأردن برد "مزلزل" على مقتله.
وقال الكاتب عبد الأمير علوان "رداً على جريمة داعش البشعة بحرق الطيار الاردني الاسير الشهيد معاذ الكساسبة، سيقوم الاردن بتنفيذ حكم الاعدام بالانتحارية ساجدة الريشاوي وخمسة ارهابيين آخرين، بينهم الارهابيين العراقيين، سعد النعيمي، وزياد الكربولي".
وأردف "لن اخوض في ابعاد ودروس الجريمة الوحشية التي أقدم عليها مجرمو داعش فذلك حديث طويل، ولكنني اطالب الحكومة العراقية ورئاسة الجمهورية ووزارة العدل، ان تقوم بتنفيذ احكام الاعدام صباحاً، بحق سجناء القاعدة و داعش، الذين صدرت بحقهم احكام قضائية قطعية بالاعدام، تعاطفاً مع آلاف الشهداء العراقيين الابرياء، ضحايا هؤلاء الإرهابيين، وان هذا هو اقل ما يمكن ان تقوم به الحكومة العراقية وخاصة وزارة العدل لتحقيق العدل وردع الجريمة".
وقال مسؤول أردني إن السلطات ستعدم عددا من المتشددين المسجونين في الأردن بينهم امرأة عراقية كانت تريد عمان مبادلتها بالطيار الذي أسر عندما تحطمت طائرته بسوريا في كانون الأول.
وقال الكاتب والإعلامي عباس الحسيني ان "هذا العمل البربري هو نتيجة طبعيه للدعم الذي تلقته الجماعات الإرهابية التي ذبحت الشعب العراقي ومنها جماعات ابن لادن والظواهري والزرقاوي وغيرهم من وحوش الأرض. ".
وتسائل "الم ترع الارهاب دول عربية، وقد حذر العراق من ان هذه المجموعات ستعود وتقتل شعوبكم".
ودعا الحسيني الدول التي دعمت الإرهاب الى "الاعتذار للشعب العراقي على دعم التكفيريين والارهابين".
وقال الإعلامي أبو فراس الحمداني ان "الجريمة بشعة، وتعكس خسة وجبن الارهابيين، ولأننا كعراقيين اكثر ضحايا الارهاب على وجه المعمورة، لا يمكن لنا الا ان ندين جريمة داعش ضد الطيار الاردني معاذ الكساسبة، ولكننا لا يمكن ان ننسى في هذه اللحظة مجالس الفاتحة التي اقيمت في اكثر من مدينة اردنية على روح الزرقاوي، و لا يمكن أن ننسى كعراقيين المؤتمر الصحفي لنواب في البرلمان الاردني وهم ينعون (الشهيد) الزرقاوي، لا يمكن لنا الا أن نتذكر مؤتمر عمان لإرهابيي العشائر الذي اعتبر مسلحي داعش جزءا من الحراك الشعبي ضد الحكومة (الصفوية)".
وتابع القول "تذكّرنا شهداء العراق الغيارى في سبايكر، 1700 شاب عراقي لا بواكي لهم، اعدموا من قبل التنظيم الإرهابي بطريقة ابشع، لم تنتفض حينها حكومتنا كما انتفضت الاردن، ولم يتحرك نوابنا الغيورين جدا، لم تحرك جريمة سبايكر ضمائر العربان حكومات وشعوبا كما تحركوا للكساسبة، اللهم اخذل من خذلنا من سياسيي التحالف".
وأردف "الخزي والعار لسياسيينا الذين استرخصوا دمائنا، وصمتوا عن جرائم الارهاب والدول الداعمة له".
واعتبر الحمداني ان "اعدام الكساسبة يمثل بداية انقلاب السحر على الساحر، وان الارهابيين سيعودون الى بلدانهم ليمارسوا جرائمهم بعيدا عن مدننا واهلنا الطبيين، وان يحترق اعداء العراق بنفس النار التي اشعلوا مدننا بها".
وكان متحدث باسم الحكومة الأردنية، قال في بيان، إن رد الأردن "سيكون حازما ومزلزلا وقويا" على إعدام داعش للكساسبة.
واعتبر الإعلامي مكي السلطاني، العراقيين ان "مشهد الحرق بشع ومحزن ولكن مشاهدته جدا ضرورية لأجل رؤية إجرام البعث الفاشي الداعشي".
ويشن الأردن غارات جوية في سوريا في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد متشددي داعش.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الأردنية العقيد ممدوح العامري في بيان على التلفزيون "إن القوات المسلحة إذ تنعى الشهيد البطل لتؤكد أن دم الشهيد الطاهر لن يذهب هدرا وأن قصاصها من طواغيت الأرض الذين اغتالوا الشهيد معاذ ومن يشد على ايديهم سيكون انتقاما بحجم مصيبة الأردنيين جميعا".
وانشغل الأردن بمصير الطيار الذي أثار أسره احتجاجات نادرة ضد الملك عبد الله بشأن تعامل الحكومة مع القضية. وينتمي الكساسبة لعشيرة كبيرة تدعم بقوة الأسرة الهاشمية.
وقطع العاهل الأردني زيارته للولايات المتحدة الثلاثاء الماضي ليعود لبلاده. وقال في بيان عبر التلفزيون إن مقتل الكساسبة عمل "إرهابي جبان" لجماعة منحرفة لا علاقة لها بالإسلام.
وكان الأردن يسعى لمبادلة العراقية ساجدة الريشاوي المحكوم عليها بالإعدام لدورها في هجوم انتحاري عام 2005 في عمان أودى بحياة 60 شخصا بالطيار.
وطلب تنظيم داعش مبادلة الريشاوي بالرهينة الياباني كينجي جوتو. وظهر قطع رأس جوتو وهو مراسل حربي مخضرم في مقطع فيديو نشره التنظيم يوم السبت. وفي شريط الفيديو يظهر الرجل الذي يشبه الكساسبة داخل القفص بملابس سكب عليها سائل قابل للاشتعال على ما يبدو بينما يحمل ملثم شعلة ويضرم النار في فتيل يؤدي للقفص. وتشتعل النار في الرجل ثم يسقط على الأرض. ثم يسكب المقاتلون أنقاضا على القفص الذي تسويه جرافة بالأرض بعد ذلك وبداخله الجثة.
وفي الكرك مسقط رأس الطيار بجنوب الأردن طالب الناس بالثأر.
وقال عبد الله المجالي وهو موظف حكومي وسط عشرات المتظاهرين بوسط الكرك "نريد أن نرى جثة ساجدة محترقة وكل الإرهابيين الآخرين في السجون الأردنية... فقط عندها سيرتوي تعطشي للثأر".
وقال شهود إن احتجاجات مناهضة للحكومة اندلعت خارج المدينة عند اعلان مقتل الكساسبة إذ ألقى أقاربه الغاضبون باللوم على الحكومة للاخفاق في إنقاذ حياته.
وقال البيت الأبيض إن أجهزة المخابرات الأمريكية تعمل على التحقق من الفيديو وإن الرئيس باراك أوباما أمر فريقه بتوفير كل الموارد لتحديد موقع الرهائن لدى داعش.
والأردن حليف قوي للولايات المتحدة ويشارك في التحالف الذي تقوده أمريكا ضد داعش التي استولت على مساحات من الأراضي في سوريا والعراق. ودافع الملك عبد الله عن الحملة قائلا إن المسلمين المعتدلين بحاجة إلى محاربة جماعة تتبنى فكرا وحشيا يسيء إلى الإسلام.
وأشاد أوباما بالكساسبة لشجاعته وقال إنه في "طليعة الجهود الرامية إلى دحر وهزيمة تهديد" متشددي داعش.
وظهر الرجل المحترق في الفيديو وهو يرتدي ملابس برتقالية كتلك التي ارتداها أسرى أجانب احتجزهم التنظيم وقتلهم منذ بدأ التحالف قصف مواقع داعش في تموز.
ونشر التنظيم مقاطع فيديو فيما سبق تظهر ذبح عدة رهائن أجانب وقال إنه قتل رهينتين يابانيين.
وكثف المتشددون عمليات القتل الوحشية بعد تعرضهم لضغط عسكري متزايد نتيجة الضربات الجوية الى جانب جهود القوات الكردية وقوات الجيش العراقي لاستعادة الأراضي التي استولى عليها التنظيم في سوريا والعراق.
المسلة