Saturday 17 March 2012
وفاة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا شنوده الثالث
اكدت مصاد كنسية لـ بي بي سي وفاة البابا شنودة الثالث بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عن عمر ناهز التاسعة والثمانين من العمر.
وكان البابا شنوده أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر.
التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث.
وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرساً للتاريخ.
حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً وأستاذاُ في نفس الكلية في نفس الوقت.
_________________________
تفاصيـــل الخبر
اعلنت الكنيسة الأرثوذكسية في مصرفي بيان لها السبت أن قداسة البابا شنودة الثالث بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية توفي عن عمر ناهز التاسعة والثمانين من العمر توفى فى تمام الساعة الواحد ظهر السبت إثر أزمة قلبية.
وقال الأنبا ارميا الأسقف العام إن قداسته تم نقله إلى المستشفى إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة أدت لوفاته.
وقد أعلنت الكنيسة القبطية الحداد وقدمت تعازيها للأقباط والمصريين فى وفاة البابا. كما شرعت الكنيسة فى إجراءات الجنازة والدفن.
وعانى البابا شنودة من المرض لسنوات طويلة وقام في السنوات الماضية برحلات عديدة الى الولايات المتحدة للعلاج.
وبقي البابا شنودة الثالث على رأس الكنيسة القبطية الارثذكسية، التي تعد واحدة من اقدم الكنائس في العالم، أكثر من ثلاثة عقود.
ويقدر عدد الأقباط بنحو عشرة ملايين نسمة في مصر التي يقدر تعدادها بثمانين مليون نسمة.
وقد نعى رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري البابا شنودة الثالث. وقال الجنزوري في رسالة نشرت على الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء على فيسبوك "أقدم خالص التعازي للأخوة الأقباط بالداخل والخارج."
ومن جانبه، أصدر الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، بيانا رسميا للعزاء في وفاة البابا شنودة.
وقال بديع بيانه "باسمي وباسم الإخوان المسلمين نتقدم إلى إخواننا في الوطن والإنسانية أقباط مصر فردًا فردًا بأخلص التعازي القلبية والمشاركة الوجدانية في مصابهم الأليم ومصاب الوطن بفقدان غبطة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وأن يمكنهم من تجاوز هذه المحنة الشديدة".
كما أعرب حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن الاخوان المسلمين، عن تعازيه لأقباط مصر في وفاة البابا شنودة.
وقال الدكتور محمد مرسي رئيس الحزب "أتقدم بخالص التعازي لإخواني وأخوتي أقباط مصر في وفاة البابا شنودة الثالث"، حسب ما جاء على الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة على موقع فيسبوك.
كما تقدمت جامعة الأزهر بالعزاء إلى شعب مصر في وفاة البابا شنودة الثالث.
وقال أسامة العبد رئيس الجامعة "نعزى أنفسنا، ونعزى شعب مصر مسلمين وأقباطا فى وفاة قداسته، الذى كان مثالا للسلام والتوفيق بين المسيحيين والمسلمين".
وكان البابا شنوده أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف أو مطران يصل لمنصب البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر.
التحق البابا شنودة بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث.
وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرساً للتاريخ.
حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً وأستاذاُ في نفس الكلية في نفس الوقت، كما ان له اسهمات في الكتابة الى الى الصحف.
ونقلت العربية نت جاء الخبر التالي
وفاة البابا شنودة الثالث رأس الكنيسة القبطية بمصر
عانى من المرض لسنوات طويلة وقام برحلات عديدة إلى الولايات المتحدة للعلاج
جثمان البابا شنودة
توفي بطريرك الكنيسة القبطية بمصر البابا شنودة الثالث عن عمر يناهز 89 عاماً. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن البابا شنودة الثالث، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، توفي اليوم السبت عن عمر يناهز 89 عاماً.
الأجواء بعد وفاة البابا شنودة
وعانى البابا شنودة من المرض لسنوات طويلة، وقام في السنوات الماضية برحلات عديدة إلى الولايات المتحدة للعلاج.
ووُلِد البابا شنودة الثالث باسم نظير جيد روفائيل في 3 أغسطس 1923، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا.
التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947.
وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بـ"الكلية الإكليركية"، وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات عمل مدرساً للتاريخ، وحضر فصولاً مسائية في كلية اللاهوت القبطي، وكان تلميذاً وأستاذاً في نفس الكلية في نفس الوقت.
وكان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية، ولقد كان ولعدة سنوات محرراً ثم رئيساً للتحرير في مجلة مدارس الأحد، وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة.
وعمل ضابطاً برتبة ملازم في الجيش، ورُسم راهباً عام 1954، وعمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس عام 59، ورُسم أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية وانتخب خلفاً للبابا كيرلس عام 71.
وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج مصر، وإعاد تعمير عدد من الأديرة التي اندثرت، وفي عهده زادت الأبراشيات، كما تم إنشاء عدد من الكنائس داخل وخارج مصر.
خلافات شنودة مع السادات
وشهدت العلاقة بين البابا شنودة والسادات توتراً ملحوظاً بدءاً من أحداث الخانكة الطائفية وتعاظم دور التيار الديني وجماعات العنف المسلح، ورفض البابا زيارة الرئيس السادات للقدس واتفاقية كامب ديفيد، ومنع الأقباط من زيارة القدس، ووصل الصدام للذروة في سبتمبر/أيلول عام 81 عندما أبعد الرئيس السادات البابا من كرسي البابوية و حدد إقامته في الدير بقرار جمهوري.
وفي عهد حسني مبارك، صدر قرار جمهوري في عام 1985 بإعادة تعيين البابا شنودة، وطرأ تحسن ملحوظ في العلاقة بين الدولة والكنيسة، وفي أوضاع الأقباط الذين يشكلون نحو 10% من تعداد مصر، وبرغم كل هذا، فإن الأحداث الطائفية تزايدت، وأصبح للبابا دور سياسي في احتواء هذه الأحداث بجانب دوره الديني ما أثار الجدل والاستياء في بعض الأحيان.
كما تعاظم دور أقباط المهجر في الولايات المتحده كإحدى قوى الضغط على الحكومة المصرية في عهد البابا شنودة.
ومن أبرز الأحداث الطائفية في عهد مبارك أحداث الكشح الأولى والثانية، وأزمة الراهب المشلوح وجريدة النبأ وأزمة السيدة وفاء قسطنطين وأحداث الإسكندرية ودير أبو فانا بالمنيا.
ومن المعروف أن البابا كان يقوم بالاعتكاف في الدير عند اعتراضه على أي إجراء أمني.
لائحة 57 في الكنيسة والترشح للباباوية
جانب من الحزن بعد وفاة البابا شنودة
منذ 2000 عام، وهو عمر الكنيسة القبطية، تغيرت قواعد اختيار البابا أكثر من مرة ليتم الاختيار حالياً طبقاً للائحة المعروفة بلائحة 57، نسبة لعام 1957 الذي صدرت فيه، حيث سيتم اختيار البابا رقم 118 ليخلف البابا شنودة الثالث.
فمن حق أي راهب أن يرشح نفسه بشرط ألا يقل عمره عن 40 عاماً وألا تقل مدة رهبنته عن 15 عاماً، ويجب أن يحصل على تزكيه 6 من الآباء والأساقفة والمطارنة وعدد من المجالس الملية.
وتقوم لجنة الترشيح بمراجعة الأوراق ومدى موافتها للشروط، ثم يعقد المجمع الانتخابي، وهو مجمع مكون من رجال أعمال أقباط وشخصيات قبطية، إضافة إلى المجمع المقدس المكون من الآباء والأساقفة ورؤساء الأديرة ويتم أخذ الأصوات.
ووفقاً للائحة، يتم اختيار أعلى 3 أشخاص حصلوا على أصوات، وتُجرى القرعة الهيكلية ويكون الفائز بموجبها هو البابا، ويختار المجمع المقدس أقدم وأكبر الآباء سناً ليكون قائم مقام يشرف على الانتخابات حتى إعلان الاسم، وستتم الرسامة يوم الأحد التالي.
وبعد تنصيب البابا الجديد، يصدر القرار الجمهوري بتعيينه. غير أن هذه اللائحة، التي اختير بموجبها البابا كيرلس السادس عام 59 والبابا شنودة الثالث عام 71، لاقت مؤخراً انتقادات ومطالب بتغييرها للتماشي مع العصر.
ونقلت ايلاف توا الخبر التالي
وفاة البابا شنودة الثالث بعد صراع طويل مع المرض
رأس الكنيسة القبطية الارثوذكسية وأول أسقف للتعليم المسيحي
اعلن التلفزيون المصري الرسمي السبت وفاة البابا شنودة الثالث رأس الكنيسة القبطية الارثوذكسية عن عمر يناهز التاسعة والثمانين. ولم تتضح بعد ملابسات الوفاة الا ان المعروف انه كان يعاني من مشاكل طبية منذ سنوات عدة.
توفى مساء اليوم البابا شنودة الثالثا بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، بعد صراع طويل مع المرض، تنقل خلاله ما بين القاهرة والولايات المتحدة لإجراء الفحوصات الدورية وتلقى العلاجوأعلن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس اليوم السبت، وفاة البابا شنودة الثالث، عن عمر يناهز 89 عاما.
وأضاف في بيان رسمى: "المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحا لروحه والعزاء للجميع".
يذكر أن البابا شنودة من مواليد 3 أغسطس 1923وكان البابا شنوده أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر.
حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً وأستاذاُ في نفس الكلية في نفس الوقت.وولد البابا شنودة في قرية سلام في محافظة أسيوط المصرية، التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على البكالوريوس بتقدير (ممتاز) عام 1947، وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية، وبعد حصوله على البكالوريوس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليريكية وعمل مدرساً للغة العربية ومدرسا للغة الإنكليزية.كان البابا شنودة يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية وكان لعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير في مجلة "مدارس الأحد" وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة، وكان من الأشخاص النشيطين في الكنيسة وخادما في مدارس الآحاد، ثم ضابطاً برتبة ملازم بالجيش.
رسم راهباً باسم انطونيوس السرياني في يوم السبت 18 تموز 1954، وقد قال قداسته انه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش قداسته حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل و الصلاة، وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً.
رُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية، وذلك في 30 ايلول 1962.
وعندما تنحى البابا كيرلس في الثلاثاء 9 اذار 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 تشرين الاول، ثم جاء حفل تتويج البابا شنودة للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 تشرين الاول 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.في عهد البابا شنودة تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام، بما في ذلك أول أسقف للشباب، وأكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر.
البابا شنودة الثالث في سطور
البابا شنودة الثالث
البابا شنودة من مواليد العام الثالث من اغسطس/ آب 1923 في قرية سلام في محافظة أسيوط المصرية وكان اسمه نظير جيد روفائيل.
التحق بجامعة فؤاد الأول في قسم التاريخ وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث وحصل على الليسانس بتقدير ممتاز عام 1947 وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية.
وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليريكية وعمل مدرساً للغة العربية ومدرسا للغة الإنجليزية وحضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً وأستاذاُ في نفس الكلية في الوقت نفسه.
وكان خادما بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة في حي شبرا وطالبا بمدارس الاحد ثم خادما بكنيسة الانبا انطونيوس بشبرا في منتصف الاربعينات.
وقد رسم راهبا باسم أنطونيوس السرياني في يوليو 1954، وقال أنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء.
ومن عام 1956 الي عام 1962 عاش في مغارة تبعد حوالي سبعة أميال عن مبني الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة. وقد أمضي عشر سنوات في الدير دون أن يغادره.
وعمل سكرتيرا خاصا للبابا كيرلس السادس في عام 1959. وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وذلك في عام 1962.
وعندما توفي البابا كيرلس السادس في عام 1971، اجريت انتخابات البابا الجديد وتوج البابا شنودة الثالث في هذا العام.
اجتماعات الاربعاء
يجتمع مع الناس كل يوم أربعاء في لقاء بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية للاجابة علي أسئلة ومشاكل الناس. وكان أول بطريرك يقوم بانشاء العديد من الاديرة القبطية خارج مصر واعادة تعمير عدد كبير من الاديرة المتهالكة.
وامتدت انشطة البابا شنودة الي الكتابة في الصحافة وكان يكتب في جريدة الاهرام وكان عضوا في نقابة الصحفيين.
وكتب البابا القصائد الشعرية وكان لعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير في مجلة "مدارس الأحد" وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة وكان من الأشخاص النشيطين في الكنيسة وخادما في مدارس الآحاد ثم ضابطاً برتبة ملازم بالجيش.
وهو أول بابا يرسم أسقفا عاما للشباب وهو الانبا موسي، كما اتاح المجال امام المرأة للكتابة في مجلة الكنيسة وهومجلة الكرازة حيث سمح لنبيلة ميخائيل يوسف كتابة باب "روائع العلم" وهي نفسها أول امرأة عضوة في المجلس الملي العام منذ عام 1989.
وهو أول بابا يقيم حفلات افطار رمضانية لكبار السياسيين وفعاليات المجتمع المصري السياسية منذ عام 1986.
وقد رسم راهباً باسم انطونيوس السرياني في يوم السبت 18 تموز - يوليو 1954 وقد قال قداسته انه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء.
ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً.
وقد رُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية وذلك في 30 ايلول - سبتمر 1962.
وعقب تتويجه جلس الباب على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى في القاهرة في 14 تشرين الاول / أكتوبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.
وفي عهد البابا شنودة تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام بما في ذلك أول أسقف للشباب وأكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر.
البابا والسياسة
ولم يذهب البابا مع مع الرئيس الاسبق السادات عام 1977 عند زيارته لاسرائيل، مما اثار ذلك حفيظة السادات ولاسيما بعد ان رفعت مظاهرة من الاقباط في الولايات المتحدة لافتات مناهضة للسادات.
وتواصل التوتر حتى وصل الي قراره بعدم الاحتفال بالعيد في الكنيسة وانقطع للصلاة في الدير وانتهي الامر بوضع البابا تحت الاقامة الجبرية بدير وادي النظرون.
وكسب البابا شعبية كبيرة بين العرب نتيجة موقفه من عدم زيارة القدس الا بعد اقامة الدولة الفلسطينية وكان الرئيس عرفات يزوره عندما يأتي لمصر. وكان الاقباط الذين يزورن القدس يطلبون العفو من البابا عند العودة.
ولكن العلاقة بين البابا والرئيس السابق حسني مبارك كانت اكثر حميمة حيث رفع مبارك الاقامة الجبرية عن البابا عندما تولى الرئاسة.
ورغم الاحداث الطائفية الكثيرة التي تمت ابان حكم مبارك، الا ان العلاقة بين الطرفين كانت جيدة لدرجة أن البابا كان يؤيد نظام مبارك خوفا من حكم الاسلاميين وكان تأييده لنظام مبارك معروفا للجميع من خلال تصريحاته الصحفية المختلفة.
اعتلت صحة البابا كثيرا في الاونة الاخيرة وسافر أكثرمن مرة الي الولايات المتحدة لتلقي العلاج.
وساعدت شخصيته القيادية والملهمة علي التعامل مع مشاكل الاقباط بحكمة، وكان يرفض دائما التدخل الغربي ولاسيما من الولايات المتحدة واوروبا في الشأن القبطي الداخلي.
وآمن البابا دائما بأن حل مشاكل الاقباط يجب أن يتم في داخل مصر. وكانت قيمة المواطنة من القيم الراسخة لديه وكان يعلي شأن مصر في كل المنتديات الداخلية والخارجية.
ومع ذلك انتقدته بعض الدوائر العلمانية داخل الكنيسة نتيجة الدور السياسي الذي كان يقوم به ولاسيما تأييد نظام مبارك ودفع الاقباط علي المشاركة السياسية في الاتجاه الذي يرسمه وليس اختيار الاقباط انفسهم.
رحيل البابا ومخاوف الاقباط
كان البابا شنودة الثالث من الشخصيات الرئيسية في المشهد السياسي المصري
يأتي رحيل البابا شنودة الثالث يوم السبت في الوقت الذي تكتنف فيه المشهد السياسي المصري، حالة من الضباب تتزايد معها مخاوف المسيحيين الأقباط الذين تبلغ نسبتهم حوالي 10 % من إجمالي السكان.
فالبابا شنودة لم يكن مجرد رجل دين لكنه كان، وحتى قبل أسبوع من وفاته ، من الشخصيات الرئيسية في المشهد السياسي المصري وكان حضوره حيويا حتى بالنسبة لمن اختلفوا معه بقوة. دخل حروبا شرسة مع خصومه أحيانا، وقدم مجاملات سياسية أحيانا، لكنه ظل وفيا لقناعة رئيسية وهي أنه الممثل الأعلى للأقباط في مصر والمدافع عن حقوقهم.
وبالرغم من مواقفه المتشددة أحيانا، فقد ظل بتاريخه الطويل ممسكا باطراف اللعبة السياسية وموضع شبه إجماع لأقباط مصر في الداخل والخارج، كما أن مواقفه المعروفة في قضايا كثيرة مثل العلاقات مع إسرائيل اكسبته احتراما واضحا من معظم العواصم العربية.
نجح البابا على مدى أربعين عاما في إدخال تغييرات جذرية على بنية الكنيسة المصرية، وهو امر دفع كثيرين لانتقاده بأنه جعل الكنيسة "دولة داخل الدولة".
لكن في المقابل يرى تيار واسع بين أقباط مصر أن الكنيسة كان لابد أن تتحرك من أجل رعاياها عندما فشلت الدولة خلال العقود الأخيرة في الوفاء بالتزاماتها تجاه مواطنيها.
وُلد نظير جيد، وهو الاسم الحقيقي للبابا قبل دخوله سلك الرهبنة، في أسرة غنية بمحافظة أسيوط عام 1923 ، وينقل عنه غالي شكري في كتابه الأقباط في وطن متغير قوله "ماتت أمي بحمى النفاس بعد ولادتي فأرضعتني مسيحيات ومسلمات كثيرات".
عندما ارتحل إلى القاهرة لإكمال دراسته، كانت التجربة الوفدية الليبرالية، التي جسدت العصر الذهبي للمسلمين والأقباط في مصر، على مشارف الإخفاق مع انشقاق الرمز الوطني القبطي مكرم عبيد باشا عن زعامة الوفد ومعه عدد من رموز الأقباط.
درس نظير جيد التاريخ في جامعة القاهرة (جامعة فؤاد الأول) وتخرج منها عام 1947 ثم توجه إلى الكلية الإكليركية التابعة للكنيسة المرقسية، وما بين الفترتين كان قد انضم متطوعا إلى الجيش المصري وحصل على رتبة ضابط احتياط.
مدارس الأحد
كان البابا الراحل من المؤسيين الناشطين في مدارس الأحد، وهي حركة بعث قبطية اسسها حبيب جرجس في النصف الأول من القرن الماضي، وقد كان نظير جيد حتى عام 1949 مسؤولا عن تحرير مجلة مدارس الأحد.
تخرج في مدارس الأحد الكثير من رموز الأقباط في مصر المعاصرة، منهم من أصبحوا قادة في الكنيسة مثل الأب متى المسكين والأنبا صموئيل ومنهم من انخرط في صفوف السياسة بصفته العلمانية مثل الدكتور ميلاد حنا والدكتور وليم سليمان قلادة.
ويقول رفيق حبيب في كتابه "المسيحية السياسية في مصر" إن البابا شنودة انتمى إلى تيار كنسي شمولي يرى ان الدين يشمل كل جوانب الحياة.
مثلت العلاقة بين الرئيس جمال عبد الناصر والبابا كيرلس السادس طوال الستينيات نموذجا لما يمكن أن تكون عليه العلاقة بين الدولة والكنيسة، فالكنيسة كانت تعتمد على دولة قوية في تطبيق القانون، والدولة تعتمد على كنيسة تضمن لها الجبهة الداخلية والنفوذ الخارجي خاصة في أفريقيا التي اعتبرت الكنيسة القبطية من الكنائس الوطنية للقارة.
لكن بداية السبعينات شهدت اختفاء الرجلين معا، وقبلهما كانت القوانين الاشتراكية لعبد الناصر وإنهاء الحياة الحزبية قد قضت على نفوذ النخبة الارستقراطية العلمانية من الأقباط التي طالما زاحمت الكنيسة على تمثيل الاقباط.
وقتها كان الأنبا شنودة لا يزال أسقفا للبحث العلمي باسم الأنبا شنودة وكان نجم جيل سمي بـ"الرهبان الجامعيين" . كانت محاضراته في مدارس الاحد وكليات اللاهوت، تتجاوز احيانا الخطوط الدينية إلى الدنيوية وهو أمر لم يرق للبابا كيرلس السادس أحيانا.
البابا الجديد
كانت عملية اختيار البابا الجديد تقضي بأن يجري الاستفتاء على الأسماء المرشحة ثم توضع الأسماء التي حصلت على العدد الأكبر من الأصوات في صندوق ويختار طفل صغير الورقة التي تحمل اسم البابا الجديد، ورغم أن الأنبا شنودة لم يكن صاحب الأصوات الأعلى فقد خرجت الورقة التي تحمل اسمه، وجلس على عرش القديس مرقص باسم شنودة الثالث.
بدأ الصدام مبكرا بين البابا الجديد والرئيس السادات. ويروي محمد حسنين هيكل في كتابه خريف الغضب أن "الأنبا شنودة كان ممثلا لجيل الرهبان المتحمسين المصمين على إخراج الكنيسة من عزلتها".
وتجسد الصدام بداية في أحداث منطقة الخانكة، إحدى ضواحي القاهرة، عندما احرقت مجموعة من المسلمين ما قالوا إنه كنيسة غير مرخص بها، فأصدر البابا أوامره لمجموعة من الكهنة بالتوجه إلى موقع الكنيسة المقترحة وأداء الصلاة فيه مهما كلفهم الأمر.
وتطورت الصدامات مع تزايد اقتراب السادات من التيارات الإسلامية لقمع الناصريين واليساريين، حتى وصلت ذروتها في عدد من الاشتباكات الطائفية وانتهت باعتقال البابا شنودة الثالث وتنحيته عن العرش البابوي في 1981 حتى جاء مبارك وأصدر قرار بإعادته إلى البابوية في عام 1985.
رصد كثيرون التغيرات التي طرأت على أسلوب البابا شنوده بعد عودته من الإقامة الجبرية، فأصبح أكثر استعدادا للتعاون مع الدولة ومؤزارتها. وعندما انخرط نظام مبارك في مواجهة واسعة مع المتطرفين الإسلاميين كانت الكنيسة تشعر بأنها أقرب إلى الدولة، لكن عندما ارتفعت وتيرة الدين في السياسة المصرية، تحولت الكنيسة بمرور الوقت إلى ملاذ للأقباط، ومؤسسة اجتماعية واقتصادية وسياسية.
وقد شهدت السنوات الأخيرة لنظام مبارك خروج الأقباط من داخل أسوار الكنيسة في حراك يعزز مطالب الكنيسة نفسها. وقد رأى بعض المراقبين أن هذا الحراك الذي خرج إلى الشارع هو تحد صريح لسلطة البابا من قبل جيل جديد من الشبان، في حين رأى آخرون أنه كان بمثابة توزيع الأدوار حتى لا تشعر الكنيسة بالحرج تجاه الدولة.
وكان من الملاحظ ان الكنيسة قد امتنعت عن إبداء اي موقف رسمي تجاه الانتفاضة التي أسقطت مبارك، لكن تيارات قبطية كثيرة مثل اتحاد شباب ماسبيرو والكتيبة القبطية قد تمكنت من إعلاء صوتها في الشارع عقب تلك الأحداث.
لم ينكر البابا الراحل أن جزءا من اهتماماته ان يتحدث باسم الأقباط المصريين في مطالبهم، خاصة بعدما أصبحت الكنيسة المصرية واحدة من أكثر الكنائس انتشارا في العالم ولها شعب ينتشر في حوالي سبعين دولة، لكنه قال " ان العمل السياسي شيء والاهتمام بالسياسة شيء آخر".
اختلف كثيرون مع البابا من داخل الكنيسة وخارجها ، فمنهم من اتهمه بفرض ولاية متشددة على الأقباط مما أدى لعزلهم عن الحياة السياسية في مصر، ومنهم من قال إنه أقصى كل خصومه- من قادة الكنيسة - ولم يمارس معهم أي رحمة.
لكن كثيرين يعزون للبابا شنودة جماهيريته وبساطته .فحتى خلال مرضه الأخير، كانت عظته الأسبوعية يوم الأربعاء مناسبة تجمع الأقباط من مختلف طبقاتهم وانتماءاتهم.
ومن المؤكد ان رحيل البابا شنودة بما مثله من تاريخ وحضور على المشهد السياسي ، يضع مهمة ثقيلة على كاهل من سيجلس على الكرسي البابوي وبعده فمهمته لن تكون سهلة خاصة في ظل ما تشهده مصر من تحولات.
فالكنيسة المصرية لم تعد المؤسسة الروحية التي ورثها البابا شنودة الثالث عن البابا كيرلس السادس، لكنها أصبحت مؤسسة تلبي كل الاحتياجات الخاصة بشعبها، بقدر ما اتسعت المسافة بين المسلمين والأقباط في مصر.
BBC
تفاصيل اكثر, اضغط على الرابط ادنـــاه
مصر: الكنيسة تعلن الحداد على وفاة البابا شنودة, تفاصيل الأيام الأخيرة من حياة البابا